طرابلس اليوم

الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

عقائد الليبيين بين عُقد النفس وأهواء السياسة

,

ونيس المبروك الفسي

كنت أتوقع أن ينتبه بعض الناس للكلام الخطير الذي تفوه به الدكتور محمد جلال في قناة التناصح ، ولكن كم حزنت وتأسفت من وجود بعض من ظننت أن لهم عقلا ، يدافعون عنه ويتلمسون له الأعذار كأنه أخطا في حكم تيمم أو استقبال قبلة ، ويلتمسون له عذرا عن هذا الخطأ ، بل هذه الخطيئة ببرود عجيب !

نعم والله إنها خطيئة ، وأي خطيئة أكبر من تكفير المسلمين بشكل واضح لا مواربة فيه ، والتظاهر بوجود أدلة من الشرع الحنيف على ذلك ، ومن على منصة اعلامية معروفة

سأنقل لكم بالنص ما قاله الدكتور لنعرف هل هو يحذر ويتكلم على لسان جماعات أخرى ، أم أنه يتبنى هذا الخطاب :

يقول الدكتور ( أرجو مراجعة التسجيل المتوفر بكثرة الآن ) :

النص الأول ” حكومة السراج أعرضت ورفضت تحكيم شرع الله في مسألة شرعية توقيفية تعبدية ، هذه المسألة لها ضوابط تترتب عليها شرعية هذه الحكومة أو بطلانها ، أو كفرها عياذا بالله ألا وهي قضية ولاية الأمر ، حكومة السراج رضيت بتنصيبها من قبل كافر وأعرضت عن شرع الله سبحانه وتعالى “.

هنا يتكلم بشكل واضح أن الأمر قد يصل لتكفير الحكومة ، والسبب هو مسألة فرعية تتعلق بمخالفة ولي الأمر ( طبعا لا أريد التحدث عن الخطأ الفقهي المنهجي الخطير هنا )

 

النص الثاني : يقول : ” وأصدقكم القول وتابعوني في الحلقات الجاية ، حتشوفوا أن أدلة هذه الجماعات الجهادية بأن كفر حكومة ليون ، وليس السراج هي صحيحة ، .

هنا الرجل يحكم بشكل قطعي وبأدلة متوفرة لديه بأن رأي هذه الجماعات في أن كفر حكومة السراج هي (( صحيحة )) ، والأمر لا أظن يحتاج تعليقا

 

النص الثالث : يقول : ” هذه الجماعات ستقدم قتالنا على قتال اليهود والمشركين أسوة بقتال بسيدنا أبو بكر الصديق لمانعي الزكاة .

يعني الدكتور لا يعترض على تقديم قتال مؤيدي الحكومة على قتال المشركين ، بل يستدل ويؤكد على دليلهم بقوله هكذا دون أي تعليق : ” أسوة بقتال سيدنا أبوبكر الصديق لمانعي الزكاة .

ولم ينس الدكتور أن يذكرنا برأي هذه الجماعات في من يؤيد الحكومة وأنهم يدخلون تحت طائلة الكفر ، بناء على ما سماه قاعدة ” من يرضى بالكفر فهو ” كافر ” )

 

لقد كانت لي مداخلة هذه الليلة ، وأكرر ما قلته فيها ، وماحذرت منه منذ بدأ هذا الانحراف مبكرا في بنغازي ،إن مثل هذه الفتاوى أشد خطرا على البلاد والعباد من سفن محملة بالمتفجرات ، لأنها هي التي تحرك الشباب وتحرضهم على القتل ، فالتكفير هو مقدمة استحلال الدماء ، و يجب على المؤتمر أن يستدعي الرجل ويسأله عن خطابه هذا ، ويجب على قناة التناصح الاعتذار وبيان موقفها ، وأتمنى من دار الإفتاء اصدار بيان واضح حول حكم هذا التكفير ، فالأمر يتعلق بعقائد المسلمين ودمائهم وليس بحكومة تأتي يوما وتذهب في يوم .

التدوينة عقائد الليبيين بين عُقد النفس وأهواء السياسة ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “عقائد الليبيين بين عُقد النفس وأهواء السياسة”

إرسال تعليق