طرابلس اليوم

السبت، 26 ديسمبر 2015

المعارضة السورية: إغتيال روسيا لعلوش خدمة لـ”داعش”

,

نعى “جيش الإسلام”، أكبر الفصائل العسكرية التابعة للمعارضة السورية في ريف دمشق، قائده زهران علوش، معلناً تعيين عصام بويضانى المُلقب بـ “أبو همام” قائداً عاماً خلفاً له.

واغتيل علوش، أمس الجمعة، إثر غارات من الطيران الروسي، استهدفت مقر اجتماعه مع عدد من قيادات الجيش في الغوطة الشرقية. كما نعى “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، علوش؛ مشيراً في بيان، إلى أن مقتله يعد “جريمة غادرة”.

واعتبر “الائتلاف الوطني”، في بيانه، أن “الجريمة تؤكّد أهداف الغزو الروسي لبلادنا، ومنها مساندة الإرهاب والنظام المستبد، واستئصال قوى الثورة المعتدلة”، لافتاً إلى أن الاغتيال “أتى بعد أيام من مؤتمر قوى الثورة والمعارضة في الرياض، والذي أكّد الالتزام بالحلّ السياسي، ووقعته القوى العسكرية المشاركة، ومنها جيش الإسلام”.

ولفت “الائتلاف” إلى أن ما تقوم به روسيا التي وصفها بـ “الغازية”، “يمثل خدمة واضحة للإرهاب وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بضرب وإضعاف فصائل الجيش الحرِّ التي تصدَّت للإرهاب وقوَّضت أركانه، ومحاولة جليَّة لإجهاض جهود الأمم المتحدة للعودة إلى مسار التسوية السياسية”.

وجاء في بيان “الائتلاف” أيضاً، أن “عملية الاغتيال تؤكّد أنّ روسيا تتّجه لتصعيدٍ خطير، وتنفيذ عمليات اغتيال واسعة، ما يناقض موافقتها الملتبسة على قرار مجلس الأمن رقم 2254″. ودعا “الائتلاف الوطني”، المجتمع الدولي ومجلس الأمن “لإدانة تلك الجريمة، بما تمثله من خرق للقرار، وتقويض لمصداقية الدول الموقعة عليه”.

وفجّر مقتل زهران علوش بغارات روسية غضب واستياء أطياف واسعة من السوريين، إذ أكّدوا أنه يأتي في إطار السعي الروسي للتخلص من رموز الثورة السورية، لتمهيد مسرح التفاوض الذي سيفضي إلى إعادة إنتاج النظام.

ويرى الكاتب والمعارض السوري، عماد غليون، أن عملية اغتيال قائد “جيش الإسلام” لن تكون الأخيرة وتدق ناقوس خطر على قادة الفصائل في الجيش السوري الحر، مُعرباً عن اعتقاده بأن الاغتيال يصب في خانة تحضيرات تتم قبل جولة المفاوضات المرتقبة بين المعارضة والنظام، بحسب قرار مجلس الأمن 2254 الأخير.

وكان علوش من أبرز قادة الثورة السورية العسكريين، حيث انضم إليها فور إطلاق سراحه من سجن صيدنايا الشهير في الشهور الأولى للثورة. وشكّل “جيش الإسلام”، عام 2013 من فصائل عدّة مقاتلة تابعة للمعارضة، ليفرض بعد ذلك سيطرته على الغوطة الشرقية ومناطق واسعة شرق دمشق، كما عمل على اجتثاث أي وجود لتنظيم “الدولة الإسلامية” في المناطق التي يسيطر عليها، ليسقط قتيلاً، أمس، بغارة روسية.

روسيا تقضي على المعارضة وتقوي “داعش”

وفيما قالت موسكو، أول أمس، وعلى لسان رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة الروسية، إنّ طائراتها الحربية، نفّذت “منذ 30 سبتمبر 5240 طلعة قتالية في سورية، بما في ذلك 145 طلعة قامت بها قاذفات وحاملات صواريخ من سلاح الجو الاستراتيجي بعيد المدى”، فإن المعطيات الميدانية كانت تشير بكل وضوح، إلى أن كثافة هذه الهجمات الجويّة، استهدفت مناطق المعارضة في ريفي حمص وحماه الشماليين، وكذلك ريف اللاذقية الشمالي، وحلب الجنوبي والغربي والشمالي، ومناطق متفرقة في ريفي إدلب ودرعا، وغوطة دمشق الشرقية، وكل هذه المناطق خاليةٌ من أي وجود لتنظيم “الدولة الإسلامية”.

وبينما تقول روسيا إنها ماضيةٌ بحربها على “الإرهاب” في سورية، بالتزامن مع إطلاق العملية السياسية، فإنّ عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني عبد الرحمن الحاج، يؤكّد أن “العملية السياسية هي مجرد وقت، تريد من خلاله موسكو الاستمرار في استراتيجية القضاء على كل صوتٍ معتدل في الثورة السورية، وهي استكمالٌ لاستراتيجية النظام الذي سعى عبرها لإخماد الثورة”.

وقال الحاج، إنّ “النظام ومنذ خروج التظاهرات ضده عام 2011، تعمّد قتل وقصف المدنيين بشكل وحشي وممنهج، لأن هذا سيولد تطرف الثورة بالضرورة، وأطلق عدداً كبيراً من السجناء السلفيين بالتزامن للوصول إلى هذا الهدف، وبالتالي فإن حشر الثورة باتجاه التطرف، يمنحه شرعية القضاء عليها أمام المجتمع الدولي”.

وتابع المسؤول في المعارضة السورية: “لكنّ بقاء قوة الجيش السوري والمعارضة السياسية حاضرة، صَعّبَ الأمر على النظام لأنّه أراد أن يبقى على الأرض هو وداعش فقط، وبالتالي سيختاره المجتمع الدولي كونه أهون الشرين”، مشيراً إلى أنّ “تداعي قوة النظام عسكرياً أمام المعارضة في هذه السنة تحديداً، جعل روسيا تأتي بقوتها العسكرية لتتابع الاستراتيجية ذاتها التي كان يعمل عليها النظام، وهي القضاء على المعارضة المعتدلة التي يمكن أن تكون بديلاً للأسد”.

واستشهد السياسي السوري على ذلك بـ”الصفقة الخيالية وغير المسبوقة بين النظام وداعش في جنوب دمشق أخيراً”، والتي سينتقل خلالها مئات من مقاتلي التنظيم إلى مناطق سيطرته، معتبراً إياها “خطيرة جداً، فالعملية قد تكون مبعث ارتياح للمجتمع الدولي كونها ستُبعد داعش عن دمشق، لكن هي تؤكّد رواية المعارضة بوجود عمليات تبادل أدوار واستلام وتسليم مناطق بين النظام والتنظيم”.

واعتبر الحاج ما يجري بمثابة “فضيحة لروسيا التي تدعي أنّها جاءت للقضاء على داعش، بينما تُبين هذه الصفقة بأنها تحمي مسلحي التنظيم”.



تابعوا جميع اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم

0 التعليقات على “المعارضة السورية: إغتيال روسيا لعلوش خدمة لـ”داعش””

إرسال تعليق