طرابلس اليوم

الخميس، 31 مارس 2016

ليبيا وشبح سيناريو لبنان عام 1983؟

,

ذي تلغراف

ترجمة المرصد الليبي للإعلام

ذكر الكاتب كون كوغلين، في مقال  على موقع “ذي تلغراف” أن هناك العديد من الأسباب الوجيهة التي تجعل بريطانيا وحلفاءها يسعون لتحقيق نوع من الاستقرار السياسي في ليبيا الممزقة جراء الحرب، لكن إرسال ألف جندي ككبش فداء إلى منطقة ينعدم فيها القانون، ليس وسيلة ناجعة لحل هذا الموضوع، حسب قوله.

واعتبر الكاتب أن فكرة إرسال القوات البريطانية كجزء من بعثة حفظ السلام الأوروبية طرأت للحكومة البريطانية منذ الصيف الماضي، ويبدو أنها كانت نابعة من إدراك عميق لدى القادة الغرب، بأنه ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لإيقاف انهيار ليبيا، ستشكل البلاد تهديدا أكبر من أي وقت مضى لأمن أوروبا نفسها، وبالتالي، يتم النظر في هذه الخطة -يصر المسؤولون في الحكومة البريطانية أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي- بإرسال ألف عنصر من القوات البريطانية إلى ليبيا كجزء من قوة حفظ سلام أوروبية لدعم حكومة الوحدة الوطنية في البلاد.

“منطقة خضراء”

وتتمثل الفكرة في المساعدة على إنشاء “منطقة خضراء” في العاصمة طرابلس، على غرار التي أسستها الولايات المتحدة في بغداد خلال الحرب، وتتيح هذه المنطقة المحمية للحكومة الجديدة بالبدء في مهامها بإعادة بناء البلاد، بعد الفوضى التي دامت خمس سنوات.

وعلى عكس العراق، تصر القوات البريطانية على أنها لن تشارك في أي قتال على خط المواجهة، وأنها ستلتزم بدور تدريبي فقط، ولكن ذلك يتجاهل واقع توافد آلاف الجهاديين إلى ليبيا للقتال مع قوات حفظ السلام، ما سيجعل القوات البريطانية تقاتل باستماتة من أجل سلامتها، كما حدث في أفغانستان صيف عام 2006، وقد أثار الاقتراح حفيظة النائب المحافظ والضابط السابق في الجيش البريطاني، كريسبن بلانت، -الذي يترأس لجنة الشؤون الخارجية-، وقد حذر من أن نشر مثل هذه القوات وفي مثل هذه الظروف، سيكون كارثيا، وأنها ستكون هدفا لتنظيم “الدولة” في ليبيا و”الميليشيات” الأخرى التي لا تحصى ولا تعد، معتبرا أن ليبيا ستعرف ما عرفته لبنان عام 1983.

وبين الكاتب أنه كان في لبنان لتغطية الحرب الأهلية المريرة، وشهد مباشرة ما حدث، عندما يتم إرسال قوة لحفظ السلام في أرض معادية وتكتظ بالمسلحين الإسلاميين دون وجود سياسيين يولون اهتماما مناسبا للعواقب المحتملة، وكان ذلك كارثيا، حسب قوله، وخلال أشهر من وصول قوات حفظ سلام متعدد الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة، قتل 365 جنديا أمريكيا وفرنسيا وأصيب مئات آخرون، قبل أن تعترف الإدارة الأمريكية بقيادة ريغان وقتها بالهزيمة وتأمر بالانسحاب.

قوة

وإذا تم النظر إلى الوراء 30 عاما، يمكن القول إن إرث المهمة في لبنان كان ظهور “حزب الله” الشيعي المدعوم من قبل إيران، والذي “يمثل أقوى المنظمات الإرهابية” في العالم، حسب وصف الكاتب، لذلك، عند التخطيط لأي تدخل في مستقبل ليبيا، يجب الانتباه جيدا لعدم تحولها إلى دولة يسيطر عليها تنظيم “الدولة”، وهذا لا يعني أن أي شكل من أشكال التدخل الغربي، لن يكون ضروريا من أجل إعطاء البلاد فرصة أخرى للوقوف على قدميها، فليس لحكومة الوحدة الوطنية أي فرصة لبسط سلطتها، مع وجود “الميليشيات” الإسلامية وعصابات التهريب.

واعتبر الكاتب أنه لا يمكن القيام بأي شكل من أشكال المساعدة الغربية دون طلب واضح من الحكومة الليبية الجديدة، وإذا كان سيتم القيام بهذا التدخل، فلا بد أن تقوم به القوة المناسبة، وبين أن القوة المشتركة من 6000 جندي أوروبي -التي يتم مناقشتها حاليا- لن تكون كافية على الإطلاق في هذا البلد، الذي يمسح خمسة أضعاف فرنسا، وإذا كان الأوروبيون جادين في تحقيق السلام في ليبيا، ستكون هناك حاجة لقوة أكبر بكثير، وهي قوة يشارك فيها الحلفاء الإقليميون مثل مصر، لأن لديهم أيضا مصلحة في القضاء على تنظيم “الدولة”، عندها يمكن جعل هذه المهمة ناجحة.

التدوينة ليبيا وشبح سيناريو لبنان عام 1983؟ ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “ليبيا وشبح سيناريو لبنان عام 1983؟”

إرسال تعليق