رجاء غرسة الجلاصي
وصل رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج ظهر أمس الاربعاء، بحرا الى قاعدة أبو ستة بالعاصمة طرابلس، مصحوبا بعدد من أعضاء المجلس الرئاسي على متن فرقاطة ليبية، ليعلن الانطلاق في أعمال الحكومة لاول مرة من داخل ليبيا.
و أكد السراج في تصريح صحفي فور وصوله أن المجلس الرئاسي “سيعمل على توحيد مؤسسات الدولة الليبية، وتنفيذ حزمة من التدابير العاجلة للتخفيف من معاناة المواطنين الأمنية والاقتصادية، والإسراع في إنجاز ملف المصالحة الوطنية وجبر الضرر”.
وقال رئيس الحكومة: “آن الآوان لنعمل معا كليبيين من أجل ليبيا، وطي صفحة الأمس والنظر إلى المستقبل بروح متسامحة واثقة في الله، فليبيا لليبيين جميعا، والانتقام والاقصاء والتشفي والحقد لا ينبي دولة ولا يقيم أمة”.
وقال عضو المجلس أحمد معيتيق في تدوينة على فيسبوك أمس “اليوم ومن طرابلس عاصمة كل الليبيين، سنباشر أعمالنا”.
ونقل شهود عيان من طرابلس أن السراج وصل الى طرابلس يرافقه أعضاء المجلس الرئاسي أحمد معيتيق، وموسى الكوني، وعبد السلام كجمان، وفتحي المجبري، محمد العماري وأحمد حمزة.
على متن زورق البحرية الليبية (السدادة) يرافقها عدد من القطع البحرية الليبية للتأمين والحماية.
وكان في استقبال المجلس الرئاسي لدى وصوله طرابلس وزير الداخلية عارف الخوجة ورئيس لجنة الترتيبات الامنية العميد ركن عبدالرحمن الطويل واعضاء اللجنة ، وكما كان في الاستقبال ضباط السلاح البحرية وعلى رأسهم العقيد ركن بحار سالم رحومة والعقيد بحار عبدالحكيم بوحلية.
وفي تعليق له ، أوالخصوص، أشاد المبعوث الاممي الى ليبيا مارتن كوبلر ” بشجاعة وعزيمة وقيادة المجلس الرئاسي بقيادة رئيسه فائز السراج للمضي قدماً في تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي وتحقيق طموحات الأغلبية الساحقة من الشعب الليبي”.
وأضاف “أن المجتمع الدولي يؤيدهم بقوة ومستعد لتقديم الدعم والمساعدة اللازميْن.”
وقال:”أناشد الشعب الليبي تقديم الدعم والتعاون الكامليْن للمجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني”.
جاهزية لاستقبال الحكومة
وفي تصريح لـ”الضمير”، قال الدكتور الطاهر البدويالهئية الوطنية لمشائخ وأعيان ليبيا، ان حكومة الوفاق لقيت ترحيبا في العاصمة طرابلس نافيا ما راج عن سماع اطلاق نار.
وبالنظر الى ما وصلت اليه الأوضاع المعيشية في ليبيا، تكونت لدى المواطنين حاجة ملحّة الى حكومة واحدة تضع حدا لشح السيولة ونقص المواد الغذائية والصحية، بلغت أشدها من عدة أشهر.
وأكد البدوي دعم مشائخ وأعيان ليبيا للحكومة التوافقية، مشيرا الى بدأ أعمال الحكومة سيأتي بالخير على الليبيين.
وقال انه يجب “على المجلس الرئاسي الان عقد اجتماعات مكثفة مع كل الهئيات والمؤسسات”، متوقعا ان يعقد مجلس النواب جلسة لمنح الثقة للحكومة حفظا لماء الوجه، حسب رأيه.
أمنيا، قلل عضو الهيئة الوطنية لمشائخ وأعيان ليبيا من فرضية حدوث اشتباكات أمنية في العاصمة، مؤكدا ان اوكد لك ان رئيس الحكومة في طرابلس “خليفة الغويل شخصية وطنية ولايمكن ان يكون جزء من اراقة الدماء و ان يكون سببا في خراب العاصمة”.
وكانت حكومة الانقاذ في طرابلس قامت باغلاق الأجواء الليبية يومي الاثنين والثلاثاء، لتمنع اعضاء المجلس الرئاسي من السفر الى طرابلس.
وفي سياق متصل، حذّر عضو البرلمان المنعقد بطبرق سليمان الفقيه من وصفهم “الفقيه” بالمعرقلين الذين يبحثون عن ضمانات، بأنه “ستطالهم العقوبات مهما طال الزمن، ولن يتمتعوا بالحصانة، وعليهم أن يعتبروا بمن سبقهم وبقي على عرشه40عاما”بحسب تعبيره.
وحول الترتيبات الأمنية لدخول حكومة الوفاق إلى طرابلس قال الفقيه : ” إن لجنة للترتيبات الأمنية تعمل الآن على تقييم الوضع الأمني، مؤكدا أن خطة تأمين حكومة الوفاق قد وصلت إلى المراحل النهائية، متوقعا وقوع بعض المناوشات والعمليات الفردية التي، بحسب “الفقيه” لن تشكل خطر كبيرا.
والأحد، أعلن عدد من كتائب ثوار مصراتة تشكيل غرفة مؤقتة لتوطين وتمكين الحكومة المقترحة من البعثة الأممية من دخول العاصمة طرابلس وممارسة عملها.
وأكدت الكتائب، في بيان دعمها للحكومة المقترحة، معتبرينها الممثل الشرعي الوحيد للبلاد.
وطالب بيان الكتائب جميع الجهات والتشكيلات بعدم القيام بأي فعل يعرقل دخول الحكومة المقترحة للعاصمة ومباشرة أعمالها.
دوليا، دعا الأمين العام للأمم المتحدة من تونس الاثنين “معرقلي ذهاب المجلس الرئاسي إلى العاصمة طرابلس إلى ضرورة التعاون الفوري من أجل إنتقال سلمي ومنظم للسلطة”.
كما جددت الولايات المتحدة الأمريكية دعمها للمجلس الرئاسي ودعت جميع مؤسسات الدولة أن تسهل انتقال السلطة سلميا حتى تستطيع حكومة الوفاق الوطني مباشرة عملها.
وأبدت في بيان على لسان الناطق باسم خارجيتها جون كيربي انزعاجها من إقفال الأجواء الليبية حول طرابلس الأيام الماضية من قبل المعرقلين في إشارة إلى حكومة الغويل والمؤتمر الوطني.
وأضاف كيربي في بيان ألقاه أمام مجموعة من الصحفيين أن الشعب الليبي لا يستحق مثل هذه العراقيل وإنما يستحق أفضل من ذلك، وهو ما تمثله حكومة الوحدة الوطنية، مؤكدا في نفس الوقت على استمرار بلاده في المشاورات مع الأمم المتحدة من أجل دعم حكومة الوفاق في انتقالها إلى طرابلس.
دعوات الانقاذ
وأدى تأزم الأوضاع في ليبيا الى انفضاض الكثيرين من حول المتعنتين والرافضين لحكومة الوفاق على اعتبار انها “حكومة وصاية”.
وفور اعلان وصول السراج الى طرابلس، حث عدد من مستشاري حكومة طرابلس الى التسليم السلمي للسلطة دون اراقة قطرة دم واحدة وتغليب مصلحة البلاد والمواطنين، والاعتبار من نتائج تعنت القذافي.
وكان عضو البرلمان عبد الرحمن السويحلي دعا الثلاثاء، ” الأقلية الرافضة للإتفاق السياسي وعلى رأسهم “نوري ابوسهمين” و “خليفة الغويل” -الذين جمعتهم المصالح الشخصية وفقدوا ما تبقى لهم من شرعية- إلى التسليم بما أجمع وتوافق عليه غالبية الليبيين وفي مقدمتهم ثوار 17 فبراير بمختلف توجهاتهم ، والإبتعاد عن سياسة التخوين والتهديد والوعيد”.
وقال ان الحكومة التوافقية هي ” الحل الوحيد المتاح لإنهاء حالة الإنقسام والمعاناة التي تمر بها البلاد، ومن منطلق حرصنا على دماء الليبيين ومباشرة حكومة الوفاق الوطني لمهامها بطريقة سلمية في العاصمة طرابلس”، مؤكدا “أن صبر الليبيين لن يطول كثيرًا على ممارسات هذه الأقلية المعرقلة التي استباحت أمن المواطن وأصبحت تهدد السلم والأمن في العاصمة طرابلس بشكل قد يؤدي -لا سمح الله- إلى اصطدام مسلح لا تُحمد عقباه، وهو ما نبذل قصارى جهدنا لتجنب حدوثه.”
وثمن السويحلي ” روح المسؤولية وضبط النفس الذي تتحلى به القوى السياسية والعسكرية وكبرى كتائب وسرايا الثوار الداعمين لحكومة الوفاق الوطني”، داعيا اياها الى “عدم انجرارهم لاستخدام القوة أو القيام بردة فعل اتجاه الممارسات العبثية التي تقوم بها الأقلية المُعرقلة في العاصمة طرابلس”.
وفي ذات السياق، حذر رئيس حزب العدالة والبناء ذو المرجعية الاسلامية محمد صوان من وصفهم بالمعرقلين والمتشبثين بالكراسي، والذين يريدون احتكار الثورة، وتوزيع صكوك الوطنية، واتهام مخالفيهم بالتخوين والعمالة، من أنهم لن يستطيعوا مواجهة إرادة الشعب.
ودعاهم للمعارضة السلمية دون الانجرار إلى أي تصعيد مسلح أومخالف للقانون، حسب تعبيره.
تابعوا جميع اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم
