طرابلس اليوم

الثلاثاء، 26 أبريل 2016

لماذا يقلق الغرب مما يحدث في ليبيا؟

,

المرصد الليبي للإعلام

بين الكاتب نيك روبرتسون،أن هناك عدة أسباب تفرض على الغرب أن يقلق بشأن ما يحدث في ليبيا، ويكمن السبب الأول في قرب ليبيا من أوروبا، حوالي 200 ميل فقط، وهي بمثابة رحلة قصيرة عبر المتوسط، وقد عرفت ليبيا، سنة 2009 في عهد معمر القذافي، أعلى دخل للفرد الواحد في أفريقيا، وهي التي تعد حوالي ستة ملايين نسمة، كما تنتج في الأوقات العادية 1،5 مليون برميل من النفط يوميا.

ويتمثل السبب الثاني في الماضي المضطرب للبلاد، فقد كانت ليبيا منقسمة في ثلاثة أقاليم في الغرب والشرق والجنوب، تتنافس فيها قبائل مختلفة، وعندما سيطر القذافي على البلاد عام 1969، كان ما يزال في رتبة ملازم أول في الجيش الليبي، واستطاع الانقلاب على السلطة ببراعة مستغلا بذلك الانقسامات القبلية.

وقد أرسى نفوذه على أساس تركيز كل السلطة في يديه، وعندما رحل، لم تكن هناك شخصيات من الطبقة البيروقراطية قادرة على أخذ زمام الأمور، ولم تبق سوى العداوات التي سعى القذافي لترويضها طوال سنوات حكمه، ما أطلق العنان لها بعد رحيله.

فوضى

ويكمن السبب الثالث في حالة الفوضى الحاصلة، حيث أن يصل الإنتاج النفطي بالكاد إلى ربع ما كان عليه، ومنذ الإطاحة بالقذافي ومقتله في أكتوبر 2011، انقسمت البلاد إلى مدن-دول وإلى إقطاعيات من القبائل و”الميليشيات”، حسب قول الكاتب، استغلها تنظيم “الدولة”.

وفي عام 2014، أجبرت الجماعات الإسلامية المسلحة الحكومة الليبية المعترف بها دوليا على الفرار من العاصمة طرابلس واللجوء إلى شرق البلاد، وحتى أوائل 2016، كانت الحكومة التي يهيمن عليها الإسلاميون هي من تسيطر على العاصمة، وفي الحقيقة، ليس هناك طرف يسيطر على البلاد ككل.

ويتمثل السبب الرابع في انتشار مقاتلي تنظيم “الدولة”، كما حدث في سوريا، عبر استغلال الفوضى في ليبيا، وقد نجحوا في ذلك عبر السيطرة على مدينة سرت، والسعي للسيطرة على المنشآت النفطية، ويبدو أن ليبيا توفر لهم قاعدة قوية جديدة للعمليات، في ظل الصعوبات التي يواجهونها في سوريا، هذا وما يزال التنظيم يواصل بناء تلك القاعدة، التي تقدر حتى الآن بنحو 6000 مقاتل من الصعب تدميرهم بسهولة.

أزمة

ويبين الكاتب أن تهديد التنظيم هو سبب آخر للقلق، حيث استخدم ليبيا كقاعدة تمكن من خلالها من قتل 32 سائحا بريطانيا في تونس المجاورة، ومع تدفق المهاجرين إلى أوروبا، من المرجح أن يسرب التنظيم مقاتليه يبن القوارب المكتظة.

يذكر أن اثنين من مرتكبي هجوم باريس تظاهرا بأنهما مهاجرين عند عبورهما اليونان، وفقا للنيابة العامة بباريس والسلطات الألمانية.

من ناحية أخرى، أبرز الكاتب أن السبب السادس يتمثل في أن حكومة الوفاق الوطني ما تزال مهزوزة، خاصة وأن رئيس الوزراء فايز السراج لم يسيطر بعد على “الميليشيات”، كما يعتمد أمن الحكومة الجديدة على بعض “الميليشيات” ذات الخلفية السياسية.

وبين الكاتب أن الفدراليين في شرق ليبيا يطالبون بالحكم اللامركزي، معتبرا أن صعوبة السيطرة على الساحل الممتد على 1200 ميلا، يجعل من هذه المطالب مغرية، ولكن الفوضى الحاصلة في ليبيا، أدت إلى التدفق الحر للمهاجرين، ما أضعف أوروبا، مضيفا أن تدفق المهاجرين من سوريا سيخف في السنوات القليلة المقبلة.

ولكن أفريقيا المثقلة بالمشاكل، ليس أقلها تغير المناخ، ونقص الغذاء، وتعثر الاقتصاد، ستكون مصدرا رئيسيا لهذا التدفق نحو أوروبا.

التدوينة لماذا يقلق الغرب مما يحدث في ليبيا؟ ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “لماذا يقلق الغرب مما يحدث في ليبيا؟”

إرسال تعليق