طرابلس اليوم

الأحد، 29 مايو 2016

“صوفيا” قبالة السواحل الليبية ومبدأ عدم الإعادة القسرية  

,

 

المرصد الليبي للإعلام

ذكر قائد عملية “صوفيا” البحرية الأميرال إنريكو كريدندينو في حوار أجراه معه الصحفي جيانلوكا دي فييو، بالصحيفة الإيطالية لا ريبوبليكا – صحيفة يومية، تهتم بالش أنهم يطبقون بصرامة ” مبدأ عدم الإعادة القسرية” للمهاجرين المنطلقين من السواحل الليبية نحو أوروبا.

وتوقع الأميرال الإيطالي أيام قلائل لوصول القرار التنفيذي من بروكسل للبدء في عملية تدريب خفر السواحل الليبي في المياه الدولية، مشيرا إلى أهمية وجود قوات مثل هذه، ذات كفاءة للتعاون معها في ملاحقة عصابات الاتجار بالبشر.

واجب

 

وأفاد إنريكو كريدندينو أن هناك ” قانونا واحدا فقط، وهو إنقاذ الأشخاص الذين يتعرضون لخطر الغرق، فهذا واجب أخلاقي لا يمكن نسيانه، حتى لو كانت مهمتنا مختلفة، مضيفا أنه ينبغي علينا تفكيك ” النموذج التجاري” للمهربين، وللقيام بذلك بشكل فعال، ” نحن بحاجة للذهاب إلى ليبيا”، مضيفا :” فقط مع تحقيق الاستقرار في ليبيا، سيكون بإمكاننا منع المهربين، والحكومة الليبية الجيدة تقوم بالخطوات الأولى في هذا الاتجاه،” وتوقع الأميرال الإيطالي ” أيام قلائل” لوصول القرار التنفيذي من بروكسل للبدء في عملية تدريب خفر السواحل الليبي في المياه الدولية، قائلا : ” يمكننا التحرك بسرعة، وفي غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر، سوف تتمكن قوات خفر السواحل الليبية من العمل بشكل مستقل.”

 

وبشأن ما سيتغير مع وجود خفر سواحل ليبية ذات كفاءة، أوضح كريدندينو أن ” بعدها يمكننا الانتقال إلى المرحلة التالية من عملية ” أونوفافور ميد”، وهي التدخل في المياه الإقليمية، بالتنسيق مع خفر السواحل الليبي، بحال شرعنة هذا التدخل، عندئذ، من جانب الأمم المتحدة،” مشيرا إلى أن ” هذه المرحلة من العملية تقلل بشكل كبير حدوث مآسي غرق المهاجرين، والتي تحدث في غالبها، حاليا، قبالة السواحل الليبية، حيث لا يمكننا التدخل، هذا وسيكون خلال هذه المرحلة مجال أوسع للمهربين لتنفيذ أنشطتهم.”

 

وأضاف ” لقد حدث ذلك من قبل في الصومال، عندما قمنا بنشر السفن أمام الموانئ، وتراجع القراصنة عن مهاجمة السفن التجارية، وعادوا للعمل كصيادين، اليوم يخشى الصيادون الليبيون من العشائر، في نفس الوقت يدركون أنهم إذا ما تعاملوا معهم، سنقوم بمصادرة مراكبهم بمجرد خروجها من الحدود، وعندما نصل إلى هناك، سنقدم لهم الحماية والحوافز، والسماح لهم باستئناف أنشطتهم السابقة.”

مكافحة

وفي ما يتعلق بكيفية تصرفهم داخل المياه الإقليمية الليبية، قال الأميرال الإيطالي:” نحن نطبق بصرامة مبدأ عدم الإعادة القسرية للمهاجرين المنطلقين من السواحل الليبية، والحل على المدى الطويل لا يمكن أن يكون، إلا من خلال اتفاق شامل بين الاتحاد الأوروبي وليبيا، ولكن قبل كل شي لا بد من عودة الاستقرار إلى ليبيا، وما يتعين فهمه هو أين سننقل المهربين الذين يتم إلقاء القبض عليهم في المياه الداخلية، لأنه ينبغي أن يكون هناك تحديد واضح للإطار القانوني وظروف الاعتقال.”

وعن كيفية مواجهة المهربين، لا سيما وأن هناك تواطؤا كبيرا لعدة جهات في عملياتهم، أفاد كريدندينو: حاليا، يقدر أن ما بين 30 و50% من الناتج المحلي الإجمالي لطرابلس يأتي من الاتجار بالبشر، مع وجود عشائر بأكملها تستفيد ماليا من تلك الأعمال، وجودنا كان له بالفعل تأثير رادع: قادة تلك العصابات اضطرت للتخلي عن استخدام القوارب الخشبية التي تسمح بتحميل عدد كبير من الأشخاص، والآن هم يستخدمون فقط القوارب المطاطية، فضلا عن ذلك أظهرت حكومة فايز السراج إرادة واضحة في مكافحة المهربين، في الماضي كانت هناك انتفاضات شعبية ضد المهربين عديمي الضمير: فبعد حادثة الغرق في زوارة -التي جدت صيف 2015-، قامت “الميليشيات” المحلية باعتقال وسجن المسؤولين، وتوقفت عمليات المغادرة لأشهرت عديدة،” مضيفا أنه عندما نتمكن من العمل على الأرض، سنكون قادرين على اعتقال العديد من قادة تلك العصابات.”

 

وبشأن المخاوف من تفاقم عدد المهاجرين المغادرين مع حلول فصل الصيف، لا سيما في ظل وجود تقارير تتحدث عن 800 ألف شخص مستعدين للمغادرة، أوضح المسؤول الأوروبي أن ” البيانات لا تظهر حتى الآن وجود زيادة في عدد المهاجرين، مقارنة بسنة 2015، نحن نعلم أنه في ليبيا هناك 150 ألف ينتظرون المغادرة، أما عن البقية، فهم حوالي 200 ألف من اللاجئين الذين يعيشون منذ سنوات في ليبيا، هذا بالإضافة إلى 400 ألف ليبي غادروا منازلهم بسبب الحرب: إذا ما لم يتدهور الوضع الداخلي في البلاد، فإنه من الصعب أن يتوجه هؤلاء للمغادرة نحو أوروبا.”

 

هذا وقد اتهم مسؤولون بخفر السواحل الليبي وجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية عملية صوفيا قبالة سواحل ليبيا بتسهيل عملية الهجرة، إذ أن المهاجرين يوجهون نداء استغاثة للسفن الأوروبية التي تحملهم للشواطئ الإيطالية.

التدوينة “صوفيا” قبالة السواحل الليبية ومبدأ عدم الإعادة القسرية   ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على ““صوفيا” قبالة السواحل الليبية ومبدأ عدم الإعادة القسرية  ”

إرسال تعليق