طرابلس اليوم

الأحد، 29 مايو 2016

مواقف متباينة للدول الغربية إزاء ليبيا

,

المرصد الليبي للإعلام

أشار الموقع الألماني “دويتشه فيله” في تقرير  إلى أن تشكيل حكومة وفاق وطني في ليبيا برئاسة فايز السراج، لقي ترحيبا دوليا وأوروبيا كبيرا، لكن رغم التحديات التي تشكلها ليبيا بالنسبة للقارة العجوز، إلا أن الأوروبيين مترددون ويبعثون إشارات متباينة بشأن التدخل.

وأوضح الموقع الألماني أن النوايا الجريئة لدى أوروبا في دعم الحكومة الجديدة -التي تدعمها الأمم المتحدة- في ليبيا، بدأت “تتعثر مع مقاومة فرنسا وألمانيا لدور أكبر في ما يتعلق بإعادة بناء الدولة الفاشلة، وما تزال تعاني من آثار حملة قصف جوين نفذها الغرب عام 2011 للمساعدة على الإطاحة بمعمر القذافي”.

وبين أن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) كانا قد ذكرا أنهما على استعداد لمساعدة حكومة الوفاق في طرابلس، إذا ما طلبت المساعدة للتصدي للمهربين، الذين يرسلون المهاجرين عبر البحر المتوسط إلى أوروبا.

أما طرابلس فهي تواجه تهديدا آخر من  قبل مقاتلي تنظيم “الدولة” (داعش)، الذي استغل الصراع بين حكومتين متنافستين لتوسيع نطاق نفوذه.

رسائل

وأشار الموقع الألماني إلى أن رئيس الوزراء الليبي فايز السراج كان قد بعث بطلب عام في رسالة يلتمس فيها تدريب قوات الأمن، غير أن ألمانيا وفرنسا تريدان الآن تدخل الأمم المتحدة، وهو أمر من المستبعد أن تؤيده روسيا، لأنها تشعر أن الغرب بالغ في تدخله عام 2011.

وقد أشارت ألمانيا إلى أن حلف الأطلسي قد يحتاج إلى دعوة من قبل الاتحاد الأوروبي لمد يد المساعدة في ليبيا، ونقل عن الخبير في الشأن الليبي بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ماتيا توالدو قوله:” أصبح لدى الأوروبيين الآن ما طلبوه، أي حكومة وفاق في العاصمة، وعليهم أن يحرصوا ألا يرهقوها بمطالب غير واقعية من إنهاء أزمة المهاجرين إلى هزيمة تنظيم “الدولة”.

وتخشى ألمانيا التقيد بالتزام طويل الأمد، إذ قال دبلوماسيون إنها عمدت إلى تخفيف الصياغة في بيان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع، بإصرارها على أن يسعى الاتحاد للحصول على موافقة مجلس الأمن الدولي على وقف تهريب السلاح حتى في أعالي البحار.

وبخصوص فرنسا، فقد ذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية في فبراير الماضي أنها أرسلت قوات خاصة ووحدات كوما ندوس تابعة للمخابرات لتنفيذ عمليات سرية، تستهدف “داعش”في ليبيا.

غير أن دبلوماسيين فرنسيين في بروكسل يتوخون الحذر بدرجة أكبر في ما يتعلق بدور كبير لحلف شمال الأطلسي، وذلك رغم تحذير أطلقته الشهر الماضي مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، يتعلق باحتمال تحرك نحو 450 ألف لاجئ من ليبيا إلى أوروبا.

ويبدو أن نشر قوات مقاتلة من حلف الأطلسي أمر غير وارد، حيث قال مسؤول فرنسي رفيع يشارك في رسم السياسة الخاصة بليبيا “نحن نتطلع لدور داعم، دور يتفادى لفت الأنظار، فالمخاطر حقيقية جدا ومواردنا متواضعة.”

وأشار الموقع إلى أن هذه التعليقات تتناقض و”الزخم” الذي شهده مقر كل من الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي في بروكسل، وفي عشاء خاص لوزراء الخارجية والدفاع بالاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، شارك فيه ممثلون لمهام بحرية وأمنية في ليبيا، قال دبلوماسي رفيع بحلف “الناتو”، “يبدو أن الوضع غير خطير بما يكفي لكي نتحرك، نحن بحاجة لأزمة حقيقية.”

وقد أدى الانزلاق إلى حالة من الفوضى على مدى السنوات الخمس الماضية -التي لا تبعد سوى 480 كيلومترا عن الساحل الأوروبي- إلى تحولها لمركز من مراكز تنظيم “الدولة” ونقطة انطلاق للمهاجرين من جنوب الصحراء الإفريقية بمساعدة المهربين.

لكن فشل التدخل الغربي عام 2011، سيظل له تأثيره على المسؤولين الغربيين حتى في الوقت الذي تحث فيه الولايات المتحدة الأوروبيين على القيام بدور أكبر في تأمين المنطقة، حيث قال المسؤول الدفاعي بالاتحاد الأوروبي: “تقول لنا واشنطن إن الحدود الجنوبية لأوروبا تنتهي في الصحراء لا في البحر المتوسط.”

“فراغ”

وتريد بريطانيا والولايات المتحدة دورا أكبر بكثير لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وقد حث وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري حلف الأطلسي على مساعدة المهمة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي “صوفيا” في البحر المتوسط للتصدي للمهربين.

ويقول نواب في بريطانيا إن المهمة البحرية الأوروبية في المتوسط محدودة للغاية، ولن يكون لها تأثير على المهربين، ولن تستطيع تدمير القوارب والإمساك بالمهربين، أو منع المهاجرين من محاولة الوصول إلى أوروبا بحرا من ليبيا.

وجاء في تقرير برلماني بريطاني هذا الشهر أن “عمل البعثة في أعالي البحار فقط، يجعلها عاجزة عن تعطيل شبكات المهربين التي تعيش على الفراغ السياسي والأمني في ليبيا، وتمتد عبر أفريقيا،” ودافع  الأمين العام للخدمة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، ألان لو روي

عن مهمة “صوفيا”، مضيفا لقد تم القبض على أكثر من 80 مهربا وتدمير ما يصل إلى 200 قارب.

وقد وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على تدريب قوات بحرية وخفر السواحل من ليبيا في المياه الدولية، وقال الأميرال إنريكو كريدندينو الإيطالي الجنسية قائد مهمة “صوفيا” لصحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية الأربعاء، إن من المرجح تدريب خفر السواحل في 14 أسبوعا.

وعلى الأرض، تقود الولايات المتحدة وإيطاليا -القوة الاستعمارية السابقة في ليبيا-، الدعوات المطالبة بالتحرك، وقد أبدت روما استعدادها لإرسال حوالي خمسة آلاف جندي لمساعدة ليبيا، هذا وتعمل واشنطن على تطوير خيارات عسكرية من بينها نشر قوات أمريكية خاصة للتصدي لمقاتلي تنظيم “الدولة”.

أما ألمانيا فلا تريد أن تطأ أقدام جنودها التراب الليبي، غير أنها على استعداد لإحياء برنامج تدريب لحرس الحدود مع الاتحاد الأوروبي في تونس.

التدوينة مواقف متباينة للدول الغربية إزاء ليبيا ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “مواقف متباينة للدول الغربية إزاء ليبيا”

إرسال تعليق