طرابلس اليوم

الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

الصراع النفطي الليبي غير المنتهي

,

المرصد الليبي للإعلام

ذكر مراسل صحيفة لوموند الفرنسية فريدريك بوبان، في تقدير موقف بعنوان: “الصراع النفطي غير المنتهي في ليبيا” أن النفط الليبي يشكل حربا داخل الحرب في ليبيا، خصوصا بعد سيطرة القائد العام للجيش الليبي (المعين من قبل مجلس النواب) خليفة حفتر على منطقة الهلال النفطي.

ونتطرق في هذا الجزء إلى أهمية النفط للاقتصاد الليبي وللشركات النفطية العالمية.

هذا وقد فرض حفتر من خلال سيطرته على منطقة الهلال النفطي نفسه لاعبا أساسيا في المشهد الليبي المنقسم.

يذكر أنه قد سيطر منذ أسبوعين على منطقة الهلال النفطي الإستراتيجية، التي تشكل قاعدة أساسية لتصدير النفط الليبي، حيث يخرج منه 60 بالمائة من الخام الليبي، ليضع حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج -يعارضها حفتر صراحة- في موقف سيئ، باعتبار أنه أصبح يملك بيده مفاتيح إعادة بناء الاقتصاد الليبي.

وتعاني ليبيا أحد أكبر منتجي النفط في القارة منذ سقوط القذافي من سيطرة الكتائب المسلحة المتنافسة على أهم مناطق البلاد، ويعتبر كثيرون أن ذلك يعد السبب الأول لعرقلة مشروع أي اتفاق سياسي في البلاد.

وتملك ليبيا احتياطا نفطيا هائلا من النفط، يصل إلى 48 مليار برميل، وهو أضخم احتياطي في القارة والتاسعة عالميا، كما تملك مخزونا غازيا هاما، يصل إلى 1600 متر مكعب، وهو خامس أكبر مخزون في القارة.

وكان القذافي قد سمح للشركات النفطية متعددة الجنسيات بالعمل في شراكة مع المؤسسة الوطنية للنفط، حيث تعمل 8 شركات كبرى بليبيا، وهي كل من “إيني” الإيطالية و”طوطال” الفرنسية و”فنترشال” الألمانية و”غازبروم” الروسية و “او.ام.في” النمساوية و”ريبسول” الإسبانية و”اوكسيدنتال بتروليوم” الأمريكية و”ستاتويل” النرويجية.

وكانت ليبيا تنتج 1.65 مليون برميل يوميا قبيل سقوط القذافي، حيث يمثل النفط 96 بالمائة من عائدات الدولي، ويشكل 65 بالمائة من الناتج المحلي الخام.

وتستحوذ أوروبا على 84 بالمائة من صادرات النفط الليبي، فيما يتم تصدير 14 بالمائة إلى قارتي أقيانوسيا وآسيا و2 بالمائة إلى أمريكا، حيث تعد كل من ايرلندا وإيطاليا والنمسا وسويسرا وفرنسا أبرز حرفاء النفط الليبي.

وتعتبر إيطاليا أكثر الدول المشاركة في إنتاج النفط الليبي عبر شركة “إيني” الإيطالي، كما تملك أنبوبا يمر عبر البحر من ليبيا إلى إيطاليا، ينطلق من الحقل الغازي في مليتة المتواجد بين مدينتي صبراتة وزوارة، الذي يتم تزويده من حقول بحر السلام والبوري وفا في حقل غدامس قرب الحدود الجزائرية.

ومع انهيار النظام الليبي السابق وانتشار الفوضى الأمنية والسياسية، تهاوى الإنتاج النفطي في ليبيا ليستقر ما بين 200 و300 ألف برميل فقط، ما يشكل ما بين 12 و18 بالمائة فقط من إنتاج ليبيا قبل الثورة، كما استقر إنتاج الغاز الطبيعي في حدود 70 بالمائة من معدلات الإنتاج قبل 2011.

وقد أدى تهاوي الإنتاج النفطي في ليبيا إلى تراجع العائدات المالية، ما جعل ليبيا اليوم على حافة الإفلاس المالي.

التدوينة الصراع النفطي الليبي غير المنتهي ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “الصراع النفطي الليبي غير المنتهي”

إرسال تعليق