طرابلس اليوم

الجمعة، 30 سبتمبر 2016

من السابق لأوانه الاحتفاء بتحرير سرت الليبية

,

المرصد الليبي للإعلام

أبرز الكاتبان أحمد سيف الله رجال بن حسن و محمد سنان سياش في تحليل نشر على موقع “يوروآسيا ريفيو”، أن القوات الليبية تقترب من الفوز على تنظيم “الدولة” في سرت، ووفقا لوزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر، إنها مسألة وقت حتى يتم القضاء على التنظيم في ليبيا، ولكن سيكون هذا الانتصار المرتقب مؤقتا، وستكون الاحتفالات سابقة لأوانها، لأن ليبيا تواجه تحديا أكثر صعوبة، يتمثل في توحيد الكتائب المنقسمة.

 

وبين الكاتبان أن سيطرة الجيش الوطني الليبي مؤخرا على منطقة الهلال النفطي في الشرق تسبب في الإخلال بتوازن المشهد السياسي والعسكري في ليبيا، وقد يؤدي ذلك إلى تشتيت الانتباه عن المعركة ضد تنظيم “الدولة”، وأشارا إلى أن القضاء على التنظيم لا يمثل ضمانا لاستقرار الوضع الحالي، ومن غير المؤكد ما إذا كان القتال بين كتائب مصراتة وحرس المنشآت النفطية سيتوقف إذا اتفق مجلس النواب وحكومة الوفاق الوطني على أي تسوية أو تعاون.

ارتباك

وتسبب هذه الشكوك قدرا كبيرا من الارتباك والفوضى في البلاد، ناجمة عن رفض الجيش الوطني الليبي لسلطة حكومة الوفاق الوطني، على خلفية أن الجيش الوطني الليبي هو القوة التي يمكن أن تساعد على إدماج مختلف الكتائب في القوات الحكومية، والعمل على استقرار الوضع في ليبيا، ولهذا فإن القضاء على التنظيم الإرهابي لن يمثل نهاية للأزمة الليبية، يجب أن تكون هناك مصالحة سياسية بين مختلف الفصائل، قبل أن يكون هناك تحسن في الوضع الأمني أو اهتمام بالتنمية الاقتصادية، كما سيكون على ليبيا أيضا أن تنظر إلى أبعد من صناعة النفط، لأنها عادة ما تكون الهدف حيال أي محاولة لزعزعة استقرار البلاد.

 

وعلى المستوى الإقليمي، يضيف الدعم المصري لحفتر تعقيدات أخرى للوضع، وقد أعلن المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أنه سيتم تصدير النفط بالعملة المصرية، ما يبرز العلاقات المتينة بين الطرفين، وبين الكاتبان أن التعاون بين الطرفين يعني أن دعم مصر سيكون حاسما على درب تحقيق الاستقرار في ليبيا.

دور

 

وسيكون للدول المجاورة مثل تونس والجزائر وتشاد والنيجر دور أيضا، بسبب تدفق اللاجئين، فعلى الرغم من أن تونس أغلقت في يونيو 2015 حدودها مع ليبيا، إلا أنه فقد أعيد فتحها منذ فترة وجيزة، لكن لن تساعد هذه الخطوات كثيرا على إيقاف تهريب البشر عبر الحدود، خاصة لوجود عديد الطرق بين البلدين.

وعلى المستوى الدولي، للولايات المتحدة والمملكة المتحدة دور حيوي ماليا وسياسيان وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة دعمت ليبيا بشن غارات جوية منذ أغسطس 2016، هناك طرق أخرى يمكن أن تساعد بها ليبيا، والأهم يبقى إدماج الكتائب المسلحة تحت إشراف حكومة الوفاق الوطني، ما يتطلب مساعدة من المملكة المتحدة، وقد يكون ذلك أسهل عقب الفوز المتوقع على التنظيم، الأمر الذي سيزيد من شرعية الحكومة.

التدوينة من السابق لأوانه الاحتفاء بتحرير سرت الليبية ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “من السابق لأوانه الاحتفاء بتحرير سرت الليبية”

إرسال تعليق