طرابلس اليوم

الثلاثاء، 28 أبريل 2015

“فتحي باشاغا” يصف مسودة “ليون” بـ “غير الموفقة” ويطالبها بالحياد

,

وصف عضو فريق الحوار عن النواب المقاطعين “فتحي باشاغا” المسودة المقدمة من مبعوث الأمم المتحدة في ‫‏ليبيا بشأن حل الأزمة الليبية الراهنة بـ”غير الموفقة”.

وقال “باشاغا” تعليقاً على المسودة، إن “استخدام عبارة ( المشاركين في الحوار ) وفي مواضع أخرى عبارة (أطراف الحوار) على نحو مبهم يكتنفه التجهيل بالأطراف والمشاركين، و لعل الطرف الوحيد المُعرف به صراحة هو (مجلس النواب)، وتجاهلت المسودة كافة الأطراف الأخرى المشاركة في جولات الحوار على مدى أشهر مضت.

وهذا التجاهل والتضارب في استخدام العبارات في هذا الجانب يكشف بأن المسودة تتهرب من تعريف الأطراف وتريد أن تجعل هذا الإتفاق تتويجاً لطرف بعينه للإستئثار بالسلطة و إختزالها في طرف بعينه، رغم أن أساس الحوار هو المشاركة والتوافق، و ليس العمل على تزكية الجميع لطرف واحد وهيمنته المطلقة على المشهد السياسي الليبي”.

وأضاف: “مما لا شك فيه أن حكم المحكمة الدستورية كان أساساً في تشكيل المشهد الحالي للحوار، فالمرحلة السابقة للحكم كانت تقتصر على النواب المجتمعين في طبرق والمقاطعين، وبعد صدور الحكم تغيرت أطراف الحوار وتم إدخال المؤتمر الوطني العام ومؤسسات مدنية ومحلية للمشاركة في حوار وطني عام وشامل، ومن هنا أصبح أساس الشرعية المرتقبة هو التوافق لا المغالبة، فإذا كان لطرف شرعية مطلقة لما ارتضى الجلوس والحوار بشأنها، فالمشهد حكمته متحارجة الإنتخابات والحكم القضائي، ولم يكن هناك من مخرج لهذه المعضلة إلا التوافق الناتج عن حوار وطني شامل يتساوى فيه جميع الأطراف دون تمييز أو مفاضلة، ورغم أن الديباجة تضمنت الإشارة إلى ضرورة احترام نتائج الإنتخابات وأحكام القضاء، إلا أن المسودة أعملت الأولى وأهملت الثانية، وذلك بإعتمادها كافة الإجراءات والقرارات وفرض الأمر الواقع الذي خلقه مجلس النواب، بحيث أسبغت عليه شرعية مطلقة متجردة من أي شبهة نزاع أو إنعدام قانوني، وصار أساس وجود المجلس كسلطة تشريعية مرتقبة ليس التوافق وإنما التعديل الدستوري المقضي بإنعدامه حكماً، وهذا تناقض فاضح بين المقدمة والنتيجة”.

وتابع “إن تأكيد المسودة على إعتماد قرارات مجلس النواب السابقة بما فيها قرارات حل كافة التشكيلات المسلحة وإعتبار الجيش الرسمي للدولة هو ذاك التشكيل المسلح المتورط في بنغازي وكامل المنطقة الشرقية في حرب دمرت المدن وزادت من استفحال ظاهرة التطرف والإرهاب وفي الوقت ذاته تجاهلت المسودة مؤسسة عسكرية برئاسة أركان رسمية لا تعتبر بأي شكل من الأشكال تشكيلاً عسكرياً غير نظامي، وبقيادة ضباط من أعلى الرتب وينضوي تحتها آلاف الضباط والجنود أضف إلى ذلك أنهم يخوضون حرباً شرسة ضد الإرهاب المتمثل في تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” ومدينة سرت خير شاهد على ذلك وعشرات الشهداء الذين يقدمون أرواحهم كل يوم في حربهم ضد الإرهاب أكبر دليل على صدقهم في مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة.

إلا أن المسودة لم تولي ذلك أي إعتبار أو تقدير وإنما انحازت إلى طرف واحد بشكل يرسخ قطعاً لمزيد من الإنقسام والتشظي بل ويساهم في إضعاف وإرباك المؤسسة العسكرية في حربها ضد الإرهاب وإدخالها في إنقسامات وتصفية حسابات بحسب الولاءات في السابق واللاحق، وهذه سقطة خطيرة جداً ممن اعتمدوا هذه المسودة واعتبروها صالحة لأي اتفاق لا يمكن أن يتحقق بهذا الشكل المعيب “.

وأشار باشاغا، إلى أن الأزمة الراهنة تتطلب مصداقية عالية ورغبة صادقة للوصول إلى حل يضمن قيام سلطة رئاسية وتنفيذية قوية تستطيع إدارة شؤون البلاد وبناء مؤسساتها بشكل علمي وموضوعي بعيداً عن مهاترات الصراعات السياسية وحالات الإستقطاب الحاد، وأن التشبث بالسلطة ليس سلوكاً وطنياً بالمطلق وعلى الجميع أن يتنازل لأجل الوطن لا أن يفرط في الوطن والمستقبل في سبيل إرضاء طرف بعينه وتتويجه بالسلطة و تنصيبه حاكماً على الليبيين وقيادتهم نحو المجهول، والحلول المقترحة يجب أن تكون منبثقة من الواقع وبعيدة عن التمييز والمفاضلة بين الأطراف.

وطالب المبعوث الأممي بمراجعة هذه المسودة بعين الحياد والموضوعية لا بعين السعي لتحقيق نجاحات شخصية تسجل له في رصيده الوظيفي، قائلاً: “ليبيا أهم من الجميع “.



تابعوا جميع اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم

0 التعليقات على ““فتحي باشاغا” يصف مسودة “ليون” بـ “غير الموفقة” ويطالبها بالحياد”

إرسال تعليق