طرابلس اليوم

الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

جلب الحارس بعيدًا عن السور ( 1)

,

عبد الفتاح بورواق

من المعلوم وحسب اعتقادي أن جلسات الحوار الليبي لعب فيها السيد ليون دور ( الآدمن ) ، واستطاع بشكل مبكر أن يُبعثر لوحة الفرقاء، وبمعني أدق أن يزيدها تبعثرًا، وهو الذي يحسب نفسه يسعي للم شمل الخصوم، واذابة جبال الثليج من حولهم، وتبديد صحاري المخاوف والشكوك التي تحول بينهم، السيد ليون شخصية هادئة جدا، وصبور بسقف مفتوح، لا أظن أنه اُستفز أو ثارت ثائرته بأولمبياد الحوار الليبي إلا مرةً واحدةً، عندما تعددت مطالب الفرقاء، وتباينت، وتشكلت في صورة متاهات شبكة العنكبوت، فامتلء وجهه احمرارًا ، وتلعثم قائلاُ ( سأستقيل، تعبت ، ليس لدي ما أقدمه لكم ، أريد الذهاب الي أسرتى ، ليس بوسعي شئ أكثر من ذلك ) يستمع بشكل دقيق ، وينصت للمتحدث البكر، لا يُهمل إلا ما يريد إهماله، مفكرته لدي مساعديه، كأنهم يداه ، وهو الاقلام، ويختزل برأسه الشئ الكثير مما دار من حديث.

يُلازمه السيد معين شريم، ساعده الايمن والأبرز بجولات الحوار الليبي، فاعل غير منظور بالأمور ( التكتيكية) بجولات الحوار،التقيناه وليون بتونس قبيل انطلاق جولة الحوار الافتتاحية بمدينة جنيف السويسرية بيوم واحد، تبدو ( راديكاليته) الواضحة ، وتمسكه الجامد ببعض النقاط الخلافية، وفي آحايين كثيرة تراه ليونيًا أكثر من ليون نفسه، قد يكون تقاسم أدوار، ولعله انيط به مربع محدد بطاولة الحوار، والتى حوت أكثر من لاعب، واختل مبيزانها عددًا وعدة .

في تونس طرح علينا السيد ليون سؤالاً عن الشخصية التي يمكن لها أن تلتحق بالحوار الليبي، وتحديدًا من أعضاء المؤتمر الوطني المقاطعين ، وأجابه الاستاذ موسي فرج بأن ذلك يعود له بشكل شخصي، وليس بإمكاننا أن نختار نحن ( كُنا ثلاثة، الاستاذ موسي فرج، والاستاذ يوسف الاحيول، وأنا معهم) لم يكتفِ ليون بذلك ، وإنما أعاد طرح السؤال بصيغة إبداء الرأى، حينما قال ( احتاج هاتف فوزى العقاب،افكر أن يلتحق بنا، كيف ترونه ؟ كُنا نتوقع رفض الاستاذ فوزى، وعلمنا أنه رفض بالفعل، وفكر بان يكون الدكتور محمد يونس المنفي ــ عضو المؤتمر الوطنى المقاطع عن مدينة طبرق، ومن بين المرشحين لرئاسة حكومة التوافق ــ بديلا عن فوزى العقاب، في تلك الجلسة، دار نقاش جاف حول تركيبة اطراف الحوار، أذكر أن عضو المؤتمر موسي فرج قال لليون أن توليفة أطراف الحوار، غير متجانسة، وسيصعب عليك مزج توافقاتها إن اتفقت، وتضييق هوتها إن اختلفت ، وأحسب أن ذلك قد حدث بالفعل، من خلال قراءة المسيرة الحوارية.

في بداية الأمر كان طرفي الخلاف المؤتمر الوطني العام، ومجلس النواب المنتخب، أصف ذلك من خلال تحاكمهما للدائرة الدستورية بالمحكمة العليا، بغض النظر عن قبول أو رفض الحكم وتأويله، واستمرا في التمسك بوجهة نظرهما، كلٌ حسب ما يراه، الي أن ارتضيا الحوار والوساطة الدولية، وهنا لجأ ليون لتوسيع دائرة المتحاورين، وحازت هذه المتحولة في مسيرة الحوار العديد من التفسيرات، والكثير من التآويلات، حيال هذا التوسع، أو التوسيع بمعني أدق ، ولم يكن بطل تفسيرها إلا هو ،لكن ثمة ظنون بأنه أراد أن يضعفهما بأن يكون مجلس النواب طرفًا، والمؤتمر الوطنى طرفًا،وبقية المدعوين ليسوا طرفًا ، وإنما كل واحدٍ منهم طرفًا مستقلاً عن بقية الأطراف، ليضمن بروز وحدة ضغط ( لوبي) تساعده عند الحاجة، وليس من مُستهدف إلا خصمي النزاع .

التدوينة جلب الحارس بعيدًا عن السور ( 1) ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “جلب الحارس بعيدًا عن السور ( 1)”

إرسال تعليق