طرابلس اليوم

الاثنين، 28 سبتمبر 2015

الصخيرات تقارع الطائف

,

عبد الفتاح الشلوي

لم نكن نهتم لمدينة الصخيرات المغربية كما نحن عليه اليوم ،لكننا نعرف مدينة الطائف ، التى هاجر إليها الرسول ،عليه الصلاة والسلام ،، ولقي فيها من الأذي ما لقي، وبعدها كان الفتح المبين. ارتبطت أهمية الصخيرات باحتضانها لجولات الحوار الليبي، وتطلع إليها الليبيون مع كل جولة من جولات الحوار ، وهم يتوقون لوفاق ليبي ليبي، ينهى أزمة سياسية ، عصفت بالوطن حولاً كاملاً ويزيد.

مازل اللبنانيون يذكرون مدينة الطائف السعودية، وقد مُهر بها اتفاقًا كبح جماح مجنزرات الكتائب والمليشيات اللبنانية المتناحرة، وألجم فوهات البنادق الصمت، وتحول بعد سنين ركام بيروت إلي لوحات ومشاهد فنية رائعة، اختلفت ألوانها ، ومساحاتها ، وتنوع رساميها، وحملت مجتمعة عبارة ( تنذكر ولا تنعاد ) يقصدون الحرب الأهلية اللبنانية المؤلمة والدامية لسبعة عشرة عاما.

ومازالت المملكة العربية السعودية تنتشي بهذا الإنجاز وتفتخر، وهو يتصدر ملفها السياسي ، فكلما لاحت تهديدات (الجنرالات و زعماء الحرب) طلت عليهم بنيان الطائف ، شاهدة علي أخر وثيقة مصالحة كتبها المتنفذون اللبنانيون بدم متختلط الفصائل .
وتسعي المملكة المغربية جاهدة لتكرار المشهد ، كي تظفر مدينة الصخيرات بهذا الشرف ، لتكون الطائف الثانية، ويُكتب علي شاطئها وثيقة التصالح بين الفرقاء الليبيين ، وليس أدل علي ذلك من اهتمام ملك المغرب بملف الحوار الليبي، وتسخيره لكافة سبل انجاحه، وتذليل كل الصعاب، واتباع سياسة النفس الطويل، والثقة بأن طائفا ثانية ستُطل من علي شواطئ المحيط، يتم فيها الصفح الجميل من كافة الأطراف، ( ولا ينذكر ولا ينعاد ) الخلاف السياسي الليبي، أُخبرنا بأن المملكة المغربية تُسخر كافة امكانياتها ، المادية والمعنوية، وعلي أعلي المستويات، من خلال تواجد شخصيات تتابع جولات الحوار ساعة بساعة، تطرب لاى نجاح، وتحزن لاي اخفاق.

لكن للغيرة السياسية كلمتها، وللتاريخ السياسي والبعد الجغرافي كلمتهما هما الآخران ،فالمملكة المغربية تعاني الغيرة السياسية، فبعض دول الجوار البعيدة والقريبة تلازمها الغِبْطة حيال نجاح الملف الليبي بمدينة الصخيرات، وفي بعض الأحيان يرتقي للحسد السياسي، وفي حالات أخري يصل للشغب السياسي، وكما هو معلوم للبعض لم يغب الدس البلوماسي، الجليُ منه والخفيْ .

بالجولة ماقبل الاخيرة رشحت بدهاليز الصخيرات أن المبعوث الأممى أشار لإمكانية نقل مراسم التوقيع النهائي لمدينة جنيف السويسرية، من خلال تلميحاته بإحدى بياناته الصحفية، وقد ثارت ثائرة المغرب ، وهي مُحقة بذلك، فمن غير المنطق أن تقبل المملكة المغربية بقطف ثمارها السياسي خارج حدودها ، ومازالت المقارعة علي أشدها ، حتى تتمكن المملكة المغربية من تحقيق هدفها المبتغي ، ويتوج العُرس السياسي بتوقيع كافة أطراف الخلاف السياسي الليبي ، وإنهاء الأزمة التي هي بداخلها خشنة ، وتبدو بظاهرها ناعمة .

التدوينة الصخيرات تقارع الطائف ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “الصخيرات تقارع الطائف”

إرسال تعليق