طرابلس اليوم

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

التعميم أمان الُنهية البدائية، الحوار فرصة للتطوير

,

إسماعيل القريتلي

تلخيص حل القضية الليبية في رحيل شخص موصوف أو عدم عودة اتجاه معين، أو استثناء حقبة سابقة وتعليل الأوضاع الحالية بفعل أو قرار وحيد يظهر المدى الذي يتحكم فينا العقل البدائي الذي يبحث عن أمانه في تحميل شيء واحد المسؤولية أو تفويض شي واحد توفير الحلول.

العقل البدائي لا يهرب من التحليل وتفكيك الصور والمشاهد ووضع الفرضيات واختبار الخيارات لأنه لا يدرك بدائيته فبها يتغنى شعراءه وعنها تكتب نخبته ولها يروج إعلامه وبروحها تهتف حشوده.

قد نُخدع ببعض مظاهر التمدن والحداثة في المجتمعات البدائية غير أن تفحص بنيتها الذهنية ومناهج استدلالها يمنحنا دلائل على وجود تلك العقلية المتوارثة.

هذه الُنهية البدائية تصنع الطغيان معتقدة أنها تقاومه وتعيد الاستبداد بتمكنيها للتقليد والاتباع بعيدا عن التعقل المؤسس للإيمان.

عاشت أوروبا ظلام قرونها الوسطى عندما أعيد بناء العقل الإغريقي المتحرر بمقولة الأكويني وأوغستين “أؤمن لأعقل” فاستبد الإقطاع والملوك بمباركة الباباوات.

بناء نموذج تحليلي يتطور بتأمله المنهجي الذي يقترح الفروض ويفكك الخطابات ويحلل السلوك ويبحث في تعدد العلل للفعل الواحد ليس بقرار بل بإعادة تكوين لمناهج التنشئة الفردية والجماعية تعتمد طرح التساؤلات التعليلية وتفكيك الموجودات الذهنية وإعادة تركيبها منطقيا في صور وخيارات تفسيرية.

لاأخال أننا أمام حل قطعي ومطلق وشامل بالنسبة لمخرجات الاتفاق السياسي ولكننا ربما أمام حالة عقلية نسبية خففت من التعميم والإطلاق الذي وسع من خسائر الإنسان في ليبيا.

ما يحدث في الصخيرات وجنيف وربما في نيويورك هو مساحة للتأمل وفرصة لترك ولو جزئي للقطعيات المولدة للاستبداد والإرهاب.

لأجل هذه الفرصة أقترح مراجعة النماذج بجرأة أكبر (نسبيا) والتخفيف النسبي من التقوقع والانكفاء والاحتماء بالنهية البدائية.

التدوينة التعميم أمان الُنهية البدائية، الحوار فرصة للتطوير ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “التعميم أمان الُنهية البدائية، الحوار فرصة للتطوير”

إرسال تعليق