طرابلس اليوم

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

مؤشرات الفقر في ليبيا

,

صقر الجيباني

البنك الدولي و مجموعة المؤسسات المالية الدولية التابعة له في اجتماعهم الاخير يوم 25 سبتمبر وضعوا هدف ” القضاء على الفقر” كهدف استراتيجي أوّل ضمن سبعة عشر هدفاً من أهداف “التنمية المستدامة” جاري العمل على تحقيقها و الانتهاء منها بحلول عام 2030م .

و بهذه المناسبة و الحدث الدولي الهام أودُّ إثارة السؤال التالي :

ماذا عن الفقر و أحوال الفقراء في ليبيا ؟!!.

للإجابة عن هذا السؤال يجب بدايةً التوضيح أن مفهوم الفقر بمعناه الشامل لا يعني الفقر المالي أو الاقتصادي فقط ،حيث يكون دخل الفرد عند مستوى 1.25 دولار في اليوم كمستوى للفقر المدقع (أقل من حد الكفاية) ،و عند دولارين في اليوم كمستوى للفقر المطلق (حد الكفاية). بل يتعداه الى مفهوم أكثر شمولا و معنى أكبر اتساعا .فالفقر إضافة إلى المفهوم السابق يشمل انخفاض و تدهور مستوى الخدمات الاجتماعية الضرورية المقدمة للفرد و منها:

عدم توفر الرعاية الصحية اللازمة و العلاج الكافي ،و عدم القدرة على اكتساب التعليم ،و انقطاع الكهرباء بشكل متكرر ،و صعوبة الحصول على المياه النقية ،و عدم وجود قنوات للصرف الصحي ،و استُحدث أخيرا تذبذب الاتصالات .

في ليبيا حددت (اللجنة الشعبية العامة) سنة 2006م مستوى خط الفقر بمبلغ (400 دينار) شهريا، و في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد و التغيرات الاقتصادية التي طرأت عليها فإنه يستوجب عمل دراسة ميدانية لمراجعة خط الفقر، و اعداد الفقراء، و نسبة الفقر في ليبيا و فئاته .

ولو ألقينا نظرة خاطفة على فقر الخدمات أو الفقر البشري كما يسمى فسنجد أن معظم الليبيين يتكبدون معاناة السفر و التكاليف الباهظة للعلاج في دول عربية و أجنبية ،وهناك ايضا نقص ملحوظ في جرعات التطعيم و أدوية مرضى القلب و السكر بالمستشفيات العامة ،أما التعليم فقد توقفت الكثير من المدارس في المدن التي تشهد اشتباكات و المناطق المهجرة . بالنسبة للكهرباء تنقطع بالساعات الطويلة، و الاتصالات رديئة و الانترنت بطئ . الشوارع تغرق بالمياه شتاء بسبب تهالك قنوات الصرف الصحي ، كما توجد تجمعات سكنية بالكامل (العشوائيات) لا يوجد بها صرف صحي .

هناك نوع آخر للفقر و هو “الفقر السياسي” رغم الاختلاف على المصطلح ،و يعني عدم قدرة الفرد على التعبير عن آرائه و أفكاره (بشكل سلمي)في المجال السياسي بكل حرية ، و التفاعل مع مجريات الاحداث التي تجري في البلاد ، و أن يستطيع الكتابة أو الخطابة و توجيه النقد دون الخوف من أن تطاله آيادي غادرة ،أو اعتقال تعسفي يتبعه اغتيال جبان ثم رمي على قارعة احدى الطرق !

لو جمعنا النوع الأول للفقر مع النوع الثاني و الثالث نستطيع القول و بدون أن نبالغ إن الشعب الليبي كله يعاني من الفقر ..و إن كان بدرجات متفاوتة و أنواع متباينة .

التدوينة مؤشرات الفقر في ليبيا ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “مؤشرات الفقر في ليبيا”

إرسال تعليق