طرابلس اليوم

السبت، 31 أكتوبر 2015

خارطة أطراف الصراع في اليمن.. هوياتهم ومصادر قوتهم

,

من المقرر أن تلتئم أطراف الصراع اليمني خلال الأيام القادمة، في جولة مفاوضات جديدة برعاية الأمم المتحدة، وذلك لوضع حد للحرب المندلعة منذ أكثر من 200 يوماً، في محافظات مختلفة من البلاد.

و لم تعلن الأمم المتحدة بعد عن زمن انعقاد المفاوضات المزمعة، لكن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قال إن مشاورات ستعقد على مدى أسبوعين تسبق المفاوضات اليمنية، وإنها ستكون جزء منها، وفقا لما ذكره موقع المنظمة الدولية.

و كان المبعوث الدولي قد أعلن أمام مجلس الأمن، الجمعة الماضية، أن تفاوتاً في مواقف الأطراف اليمنية المعنية بالأزمة، جمّد انطلاق المفاوضات، المقرر عقدها في جنيف، أو في العاصمة العمانية، مسقط.

و فيما تدعو المؤسسات الدولية الكبرى وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي والاتحاد الاوروبي، الأطراف اليمنية إلى الانخراط في مفاوضات غير مشروطة، ما زال طرفا الصراع الأبرز (الحكومة الشرعية والحوثيون)، يفرضان شروطهما.

و تتمسك الحكومة اليمنية بتنفيذ الحوثيين للقرار الدولي 2216، الذي ينص على انسحابهم من المدن، فيما يتمسك الأخيرون بالنقاط السبع التي نوقشت في مسقط ، حسب الناطق الرسمي باسمهم، والتي تعتبرها الحكومة التفافاً على قرار مجلس الأمن.

وقبيل الانخراط في المفاوضات التي يعوّل عليها اليمنيون آمالاً لوقف الحرب، تستعرض “الأناضول” خارطة الأطراف المتصارعة في اليمن: من هم ، وإلى ماذا يستندون في قوتهم.

- الرئاسة اليمنية (عبد ربه منصور هادي)

يقف الرئيس اليمني هادي ، المقيم مؤقتاً في العاصمة السعودية الرياض، على صدارة أطراف الصراع الدائر في اليمن.

ومنذ العام الماضي، بدأ الرئيس السابق علي عبدالله صالح وقيادات موالية له، بشن حملة ضد الرئيس هادي، باعتباره فاقداً للشرعية بعد انتهاء ولايته الرئاسية التي حددتها انتخابات فبراير 2012 بعامين كفترة انتقالية.

ربط هادي فترة حكمه بانتهاء مؤتمر الحوار ( مارس 2013 -يناير 2014)، وبتطبيق مخرجاته، وقالت مصادر سياسية للأناضول، أنه كان يطمح للتمديد أربعة أعوام إضافية، حتى العام 2018، وهو ما جعل صالح يتحالف مع الحوثيين لإسقاطه.

وبعد استعانته بدول الخليج العربي لإنقاذ شرعيته، بعد أن فرض عليه الحوثيين إقامة جبرية وهاجموا بعدها مقر إقامته في عدن، آذار/مارس الماضي، يتحدث صالح والحوثيين، “أن هادي لم يعد له مكاناً في اليمن، ولن يعود رئيساً بعد أن جر البلد لحرب طاحنه”، وفقا لقيادات منهم.

- الحكومة اليمنية (خالد بحاح)

ينظر الحوثيون للحكومة اليمنية التي يرأسها بحاح، على أنها “غير شرعية”، عقب تقديم استقالتها بشكل جماعي بعد فرض إقامة جبرية على قيادات الدولة، ولكنهم لا يمانعون في عودتها لممارسة مهامها لفترة انتقالية محددة.

و حسب نقاط اتفاق مسقط السبع، يوافق الحوثيون وحزب صالح، على عودة حكومة بحاح للعمل من صنعاء دون الرئيس هادي، وذلك لمدة 90 يوماً تقوم خلالها بتصريف الأعمال، ويعقبها تشكيل حكومة جديدة.

وقالت مصادر سياسية للأناضول، أن بحاح، الذي يحظى بشبه إجماع من القوى السياسية المتصارعة على خلافة هادي في حكم البلد، يصر على تسمية وزير الخارجية الذي سيمثل الحكومة بالمفاوضات، وان يكون عبدالله الصايدي، المعين بقرار جمهوري، وليس “رياض ياسين” المكلف من هادي.

- حزب الإصلاح الاسلامي

يعد حزب التجمع اليمني للإصلاح، المحسوب على الإخوان المسلمين، من أبرز اللاعبين الرئيسين في الساحة اليمنية، وأحد أقطاب الصراع الدائر منذ أشهر.

ينظر الحوثيون لحزب الإصلاح كخصم تقليدي لهم، باعتباره ذا مرجعية دينية وصاحب قاعدة شعبية واسعة، لذا بدؤوا بـ”تقليم أظافره” وشن حروب فردية على قياداته، انتهت بفرارهم من البلد، وعلى رأسهم الزعيم القبلي “حميد الأحمر”، نجل الشيخ عبدالله الأحمر، زعيم قبائل حاشد، وعضو الهيئة العليا في الاصلاح.

ومنذ اجتياح الحوثيين صنعاء قبل عام، تعرض حزب الإصلاح لحملة مضايقات غير مسبوقة من قبل الحوثيين، الذين اعتقلوا قيادات في صفه الأول، واحتلوا مقراته بمحافظات مختلفة.

ويمتلك حزب الاصلاح، الذي أعلن رسمياً تأييده عملية عاصفة الحزم (التي نفذها التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين)، آلاف المقاتلين القبليين، الذين يقاتلون دعماً لشرعية الرئيس هادي ضد الحوثيين في محافظات مختلفة.

من أبرز شخصياته ” محمد اليدومي”، رئيس الهيئة العليا للحزب، وأحد مستشاري الرئيس هادي.

- الحزب الناصري

أعلن التنظيم الوحدوي الناصري، وهو أحد تحالف اللقاء المشترك، المؤلف من 5 أحزاب، تأييده صراحة للرئيس عبدربه منصور هادي.

يمتلك الحزب القومي، قاعدة جماهيرية محدودة تتركز في محافظات وسط البلاد( تعز وإب)، ويعلن في خطاباته الرسمية رفضه لما يصفه بـ” الانقلاب على السلطة”، من قبل الحوثيين وحزب صالح.

لا يمتلك الحزب قاعدة قبلية كحزب الإصلاح، لكن عشرات من أنصاره انخرطوا في المقاومة الشعبية للقتال ضد الحوثيين، وتحديدا في تعز، وفقا لمصادر حزبية للأناضول.

من أبرز شخصياته، الأمين العام “عبدالله نعمان”، والأمين العام السابق “سلطان العتواني” الذي أصبح حالياً مستشارا للرئيس هادي.

- التحالف الداخلي

- الحوثيون

اجتاح الحوثيون المعروفين بـ” جماعة أنصار الله”، العاصمة صنعاء في 21 أيلول/سبتمبر 2014 ، تحت “مبرر إسقاط القرار الحكومي برفع الدعم عن المشتقات النفطية”، لكن جماحهم لم يتوقف إلا بعد إسقاط حكومة ” محمد باسندوة”، والمحافظات وكافة مؤسسة الدولة.

تتهم الحكومة – المعترف بها دولياً- الحوثيين وحزب صالح بـ “الانقلاب على الحكم ونهب المعسكرات وأسلحتها واجتياح المحافظات”، ومنذ آذار/مارس الماضي، يشن التحالف العربي عمليات عسكرية ضد مواقعهم في محافظات مختلفة.

يعتقد مراقبون أن الحوثيين يمتلكون أكثر من ثلاثين ألف مقاتل قبلي، وتتهمهم الحكومة بتلقي أسلحة من دولة إيران، إضافة إلى فتح الرئيس السابق مخازن الجيش لهم في حربهم الحالية.

يعترض الحوثيون على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، الذي قسم البلد إلى 6 أقاليم اتحادية، ويطالبون بمنفذ بحري لإقليم أزال، الذي تتركز قاعدتهم فيه، كما يطالبون بمناصب قيادية لهم في هرم الدولة، على رأسها منصب نائب الرئيس، وكذا تجنيد ما يزيد عن 20 ألف من مليشياتهم في صفوف الجيش النظامي.

يعد ” عبدالملك الحوثي” زعيم الجماعة من أبرز الشخصيات الحوثية، ويظهر بين حين وآخر في خطابات متلفزة، وفي آخر كلماته بذكرى كربلاء “عاشوراء”، دعا مقاتليه للتوجه نحو حدود السعودية.

- المؤتمر الشعبي العام

إلى ما قبل ثورة 11 شباط/فبراير 2011، التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبدالله صالح، كان حزب “المؤتمر الشعبي العام” بزعامة صالح أيضاً، هو الحزب الحاكم في البلد والمتفرد بالقرار.

عقب تولي هادي رئاسة البلد في 2012، وُجهت لصالح وحزبه الاتهامات بعرقلة المرحلة الانتقالية، من خلال إفتعال الأزمات عبر الموالين له، ورغم الإطاحه بصالح، إلا أن حزبه ظل يشارك في الحكومة بالمناصفة مع أحزاب تكتل اللقاء المشترك المعارض.

يمتلك حزب المؤتمر قاعدة جماهيرية وقبلية تمتلك السلاح المتوسط والثقيل، وجميعهم يدينون بالولاء للرئيس السابق علي عبدالله صالح ونجله “أحمد”.

منذ العام 2014 ، اتُّهم حزب المؤتمر بالتحالف مع الحوثيين في الانقلاب على حكم الرئيس هادي، وفُرضت على قياداته عقوبات دولية.

من أبرز شخصياته “علي عبدالله صالح”، رئيس الحزب الذي رفض اعتزال السياسة منذ عزله من الحكم، وتعرض لعقوبات دولية جمّدت أرصدته، ومنعته من السفر بجانب نجله.

- أطراف ثانوية في الصراع

- تنظيم القاعدة

استغل تنظيم القاعدة في اليمن الصراع الدائر في البلد منذ مطلع العام الجاري، وفرض حضوره شرقي البلاد، من خلال السيطرة على المكلا، عاصمة محافظة حضرموت.

وإلى جانب سيطرته الكاملة على المكلا، يقول التنظيم في خطابات قياداته، إن لديه مقاتلين يحاربون الحوثيين، الذين يصفونهم بـ “الروافض”، في محافظات مختلفة مثل شبوة، وأبين، والبيضاء.

ويقول سكان محليون، إن مقاتلين متشددين بعضهم ينتمون للقاعدة، يتجولون بحرية في بعض مديريات عدن، وأن مفاوضات تجريها السلطات تطالبهم بالخروج منها، وخصوصا بعد انتهاء القتال فيها (استعادة السيطرة عليها من الحوثيين).

من أبرز شخصياته ” قاسم الريمي”، الزعيم الجديد للتنظيم خلفا لـ” ناصر الوحيشي”، الذي قتل العام الجاري بطائرة أمريكية بدون طيار، في حضرموت .

- داعش

فرض تنظيم “داعش”نفسه بقوة في المشهد اليمني خلال العام الجاري، وفي غصون سبعة أشهر، نفّذ التنظيم الطارىء، سلسلة هجمات دامية استهدفت الحوثيين ومساجد في مناطق تواجدهم بصنعاء.

وفي تشرين أول/أكتوبر الجاري، تبنى التنظيم هجوما مزدوجا، استهدف مقر الحكومة المؤقت في فندق القصر بمدينة عدن، ومقر القوات المشتركة للتحالف وأسفر عن 15 قتيلا.

يتستر التنظيم في صنعاء تحت مسمى ” ولاية صنعاء”، وفي الجنوب تحت مسمى ” ولاية عدن- أبين”، ولا يكشف عن قيادات محددة.

- أطراف دولية

- التحالف العربي

تقف المملكة العربية السعودية على صدارة تحالف عربي عشري، لمساندة شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، في وجه الحوثيين والرئيس السابق “صالح”.

وإضافة الى الغارات الجوية، أرسلت دول التحالف آلاف الجنود من القوات البرية إلى جنوب البلاد ومأرب في الشرق، والذين استطاعوا تحرير أجزاء واسعة منها (من الحوثيين).

تستضيف السعودية الرئيس اليمني ونائبه وأعضاء الحكومة وسياسيين وزعامات قبلية في الرياض منذ اندلاع الحرب، ويدعّي الحوثيون “أن المملكة هي من تدير القرار السياسي لليمن”.

من أبرز الشخصيات: محمد بن سلمان، ولي ولي العهد، وزير الدفاع، الذي برز بقوة خلال عاصفة الحزم.

- روسيا وإيران وسلطنة عمان

امتنعت روسيا عن التصويت على القرار الدولي 2216، ضد الحوثيين، لكنها تلعب إلى جانب إيران وسلطنة عمان، أدواراً لإنقاذهم حالياً.

تستقبل موسكو ومسقط وطهران قيادات حوثية مختلفة بعد الحرب، وخلال الأشهر الماضية، رعى التحالف الثلاثي مشاورات سرية لانهاء الحرب، تكللت بما يسمى بنقاط مسقط السبع.

من أبرز شخصيات الحلف، سفير موسكو بصنعاء “فلاديمير ديدوشكين”، ووزير الخارجية العماني “يوسف بن علوي”.



تابعوا جميع اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم

0 التعليقات على “خارطة أطراف الصراع في اليمن.. هوياتهم ومصادر قوتهم”

إرسال تعليق