عربي 21
أثار تحرك تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا وخروجه من مكمنه بمدينة سرت وسط ليبيا التي يسيطر عليها منذ مارس من العام الماضي، باتجاه الهلال النفطي الليبي ردود فعل غربية تدعو إلى تدخل عسكري وشيك في ليبيا.
مناطق سيطرة التنظيم في ليبيا
يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا على مواقع بمنطقة الفتائح شرق درنة ورأس الهلال غرب درنة، وأحياء سوق الحوت والصابري والليثي ببنغازي، وجنوب مدينة اجدابيا، ومواقع التنظيم بسرت وضواحيها في النوفلية وبن جواد وهراوه، ومدينة صبراتة غرب العاصمة الليبية طرابلس، والطريق الرابط بين مدينتي هون وودان جنوب ليبيا. ومدينة تازربو بالجنوب الشرقي الليبي.
في ذات الوقت تتواجد عناصر تابعة لتنظيم أنصار الشريعة الذي يدين بالولاء لتنظيم القاعدة في المغرب العربي في منطقة القوارشة غرب مدينة بنغازي، إلا أن أعدادهم تقدر بالعشرات بسبب استنزاف قيادتهم ومقاتليهم ضد قوات عملية الكرامة بقيادة قائد عام جيش مجلس النواب خليفة حفتر، إضافة إلى مبايعة عدد من أنصار الشريعة لتنظيم الدولة الإسلامية.
ونشأ تنظيم الدولة الإسلامية بالمدينة بنفس الطريقة التي ظهر فيها بمدن بنغازي ودرنة في عام 2013، إلا أن نشأته بسرت كانت بعيدا عن التسليط الإعلامي.
هذا وقد أكدت مصادر متطابقة انضمام مقاتلين سابقين بصفوف كتائب النظام السابق إلى بدافع الخوف من أي انتقام قد يقع عليهم من الموالين لثورة فبراير/شباط، وطلبا للحماية التي وفرها لهم التنظيم.
في درنة شرق ليبيا تقاسم تنظيم الدولة النفوذ على المدينة منذ عام 2013 مع كتيبة شهداء أبوسليم التي انضوت تحت مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها، إلا أنه بعد اغتيال القائد بمجلس الشورى ناصر العكر في شهر شهر يونيو/حزيران 2015 ، شن مقاتلو المجلس حربا على التنظيم داخل المدينة لم تستغرق سوى يومين، ليخرج عناصر التنظيم إلى منطقة الفتائح شرق المدينة، وحي الساحل الشرقي بالمدينة، لتنضم في وقت لاحق قوات مكونة من عسكريين ومدنيين من البيضاء وطبرق شرق ليبيا بقيادة العقيد الراحل محمد بوغفير وخلفه المقدم مفتاح حمزة لمقاتلة ومحاصرة التنظيم في محور الفتائح.
سرت محط أنظار القوى الغربية
تهتم الولايات المتحدة والدول الغربية بحسب خبراء عسكريين بتحركات تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة سرت وسط ليبيا، بسبب موقعها الاستراتيجي كونها مطلة على البحر المتوسط، ولديها امتداد نحو الصحراء جنوبا. إضافة إلى قربها من مرافئ وحقول النفط الليبية.
وتأتي أهمية سرت كونها قريبة من الحقول النفطية شرقا، ويمكن من خلالها التوغل في الصحراء جنوبا، أو التوجه إلى مدينة زلة جنوبا الغنية بالحقول النفطية.
ويستقبل ميناء سرت البحري المقاتلين الأجانب الذين يقدمون إليها بحرا في خطوط بحرية موازية لخطوط الهجرة غير الشرعية، وهو ما يعني إمكانية تسلل عناصر التنظيم إلى موانئ أوروبية بإيطاليا واليونان ومالطا.
وهو ما دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إصدار تعليمات لمجلس الأمن القومي بالعمل على وضع خطط مواجهة التنظيم في ليبيا، وإرسال خبراء عسكريين لتقييم الوضع على الأرض.
من جانبه قال مصدر برئاسة حكومة الوفاق الوطني الليبية فضل عدم ذكر اسمه، إن خبراء من الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا التقوا بمسؤولين بالحكومة، طالبين منهم التسريه بتشكيل الحكومة بهدف الحصول على إذنا من الحكومة بتخل عسكري وصفه المصدر بالوشيك.
وأفاد المصدر بأن الدول الغربية في خطوة أولى ستوجه ضربات جوية حتى قبل تشكيل الحكومة لمواقع التنظيم بسرت، ودراسة إمكانية دخول قوات خاصة على الأرض بعد تشكيل الحكومة.
التدوينة تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا وإمكانية التدخل الغربي عسكريا ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.