طرابلس اليوم

الجمعة، 26 أبريل 2019

الغارديان: الأزمة الليبية ليست محلية والداعمون العرب والدوليون يزيدون معاناة الشعب الليبي

,

وصفت صحيفة “الغارديان” المعارك الدائرة حول العاصمة الليبية طرابلس بالأزمة الدولية التي دفع فيها داعمو الجنرال خليفة حفتر للعملية فيما يدفع المدنيون الثمن.

 

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها: “لم يخف أمير الحرب خليفة حفتر الذي يسيطر على شرق ليبيا طموحاته، عقب عودته من منفاه الأمريكي عندما سقط الديكتاتور معمر القذافي عام 2011، وحاول القيام بعملية انقلابية بعد ثلاثة أعوام وأعلن عن نيته السيطرة على العاصمة طرابلس وقال إن بلاده ليس جاهزة للديمقراطية”.

 

كل هذا يعني أن الشعور بالصدمة من داعميه عندما شن هجومه على العاصمة طرابلس التي تقع تحت سيطرة حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا “لا يمكن حمله على محمل الجد”. مشيرة إلى أن المفاجأة الوحيدة في العملية هو توقيتها حيث بدأ الهجوم أثناء زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش للتحضير لمؤتمر المصالحة الوطنية.

 

ودمر تحركه أي أمل في حل سياسي للأزمة وأكد احتقاره الواضح للعملية السياسية. وكما اشتكى رئيس الوزراء فائز السراج فالرد من الحلفاء المفترضين لحكومته كان الصمت. وأراد حفتر على ما يبدو أن يقلب المعادلة من خلال ميليشياته ويدخل متباهيا طرابلس. إلا أن الجيش الذي نصب نفسه حاميا لليبيا توقف في نواحي العاصمة وكان ثمن طموحه واضحا.

 

فالليبيون الذين عانوا عقودا من الاضطهاد في ظل القذافي وسنوات من الاضطرابات بعد الإطاحة به على يد الميليشيات التي دعمها الناتو يواجهون فصلا جديدا من المعاناة. وقتل حتى الآن في المواجهات أكثر من 260 شخصا ومن بينهم مدنيون وأعداد أخرى من الجرحى. وشردت الحرب حوالي 32.000 وعانى المهاجرون الذين احتجزوا في مراكز الاعتقال أيضا.

 

وذكر هجوم في الأسبوع الماضي على قاعدة لقوات حفتر في الجنوب بأن العمليات قد تتوسع وتنتشر في مناطق أخرى. وتعلق الصحيفة أن الأزمة الليبية ليست خاصة بليبيا وحدها. فقد وقفت روسيا والولايات المتحدة أمام مشروع قرار تقدمت به بريطانيا لمجلس الأمن ناقد لحفتر. وكان دونالد ترامب الذي أتصل بحفتر وهو آخر من يستسلم للجنرال.

 

وترى الصحيفة أن حفتر بحاجة للدعم الخارجي كي يقوم بهذا الهجوم ولا يستطيع على ما يبدو مواصلة حملة عسكرية طويلة بدون هذا الدعم. وبات السلاح يتدفق لطرفي السلاح. وبدأ الجنرال حملته بعد زيارته إلى السعودية حيث استقبله الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد. وكانت الإمارات من الداعمين المتحمسين لمده بالسلاح. ومصر هي داعم آخر.

 

ويعتقد أن البلدين قاما بإقناع الولايات المتحدة لدعمه. والمثير للصدمة أكثر هي فرنسا التي تزعم أنها وسيط وقامت بتعزيزه متصادمة مع بقية أعضاء الاتحاد الأوروبي خاصة مع إيطاليا. ويتنافس البلدان الأوروبيان للحفاظ على مصالحهما في هذا البلد. ويبدو أن فرنسا صدقت سحر حفتر وأنه الرجل القوي لليبيا على طريقة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، القادر على توحيد البلاد وقمع المتطرفين والحد من موجات المهاجرين غير الشرعيين باتجاه أوروبا، مع أن حفتر نفسه يعتمد على الميليشيات السلفية.

 

ويبدو أقل عظمة مما يعتقد داعموه وسيؤدي بتهوره واستبداده إلى تمزيق البلاد أكثر. والحل العسكري الذي يؤمنون به غير موجود. وتعتقد أن الحد من تدفق السلاح يجب أن يكون اولوية، فرغم وجود حظر فرضته الأمم المتحدة على تصدير السلاح لليبيا إلا أنه تم خرقه مرارا. وفي الوقت نفسه على الاتحاد الأوروبي إقناع فرنسا التفكير بمصالح أوروبا. فالقارة ستتأثر من تداعيات الحرب الحالية. وسيستغل تنظيم الدولة الفوضى. وفي النهاية فالأزمة في ليبيا ليست نتاجا لأحداث في داخلها ولن تتوقف عند حدودها.

 

القدس العربي

التدوينة الغارديان: الأزمة الليبية ليست محلية والداعمون العرب والدوليون يزيدون معاناة الشعب الليبي ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “الغارديان: الأزمة الليبية ليست محلية والداعمون العرب والدوليون يزيدون معاناة الشعب الليبي”

إرسال تعليق