طرابلس اليوم

الثلاثاء، 28 يونيو 2016

تهديد “داعش” لن ينتهي بتحرير سرت الليبية

,

بينت الكاتبة إيميلي إستيل، على موقع “فوكس نيوز”  الأميركي، أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جون برينان وصف الخميس الماضي، تنظيم الدولة بـ”الأكثر تطورا وخطورة”، وأشار إلى أنه يسعى لتوسيع نفوذه في أفريقيا ومهاجمة أوروبا، وهي تصريحات تتناقض بشكل حاد مع تفاؤل وزارة الخارجية الأمريكية.

وقبل يوم، أشاد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بجهود حكومة الوفاق الوطني في ليبيا في مواجهة التنظيم، واعتبر المبعوث الرئاسي الخاص، بريت ماكجورك أن القوات الموالية للحكومة الليبية تحقق “تقدما حقيقيا” ضد تنظيم “الدولة”.

ولكن برينان على حق وكيري على خطأ، حسب الكاتبة، فالتقدم الذي أشاد به سريع الزوال، فيما الخطر الحقيقي للتنظيم آخذ في الازدياد.

وذكرت الكاتبة أن الجماعات المسلحة على وشك دفع تنظيم “الدولة” بمساعدة الولايات المتحدة خارج سرت، لكن سرت مدينة صغيرة سمحت للتنظيم بإرساء موطئ قدم له، وقد قدمت الولايات المتحدة نجاح الجماعات المسلحة الليبية على أنه الخطوة التي ستضع حدا لتهديد التنظيم في شمال أفريقيا.

دعم

وتقول الكاتبة إن سرت غير مهمة جوهريا بالنسبة للتنظيم، فهي مجرد مدينة صغيرة سهلة السيطرة، ويمكن أن يتخلى عنها دون ندم ، والحقيقة، كان التنظيم يستعد منذ شهر أبريل الماضي للانسحاب من سرت، وحضر ملاذا آمنا جديدا جنوب غرب ليبيا، هذا ولم تتبعه الجماعات المسلحة إلى الصحراء، فهي ليس مهتمة به أصلا، وتستفيد من جهود مكافحة التنظيم من أجل الحصول على الدعم الذي تحتاجه من قبل الولايات المتحدة وأوروبا، وتأمل في الاستفادة من نجاحها في السيطرة على سرت للحصول على اعتراف غربي، فضلا عن الأراضي والمواد، خاصة المنشآت النفطية وسط ليبيا، ومتى خرج التنظيم من سرت، من المرجح أن تبدأ المناورة من أجل السيطرة على الأرض.

وأشارت الكاتبة إلى ضرورة الانتباه كي لا يؤسس التنظيم لنفسه قاعدة أخرى في الصحراء الليبية، تتقاطع فيها طرق التهريب والتجارة غير المشروعة الرابطة بين جميع أنحاء القارة الإفريقية، ولجنوب غرب ليبيا أهمية إستراتيجية أكبر بسبب هذا الأمر، فقد يستفيد التنظيم من هذه الطرقات ويمكنه أن يندمج في شبكات المتشددين في جميع أنحاء غرب أفريقيا.

تهديد

ويمكن للتنظيم تعميق علاقاته الحالية مع “بوكو حرام” في نيجيريا، وإقامة علاقات جديدة مع عدد كبير من الجماعات المسلحة الناشطة شمال مالي، في الوقت نفسه، سيكون قادرا على زعزعة استقرار ليبيا ومواصلة هجماته الإرهابية في تونس والجزائر، لكن القادة الأمريكيين والأوروبيين يتصورون أن بإمكانهم معالجة التحدي الاستراتيجي لتنظيم “الدولة” من خلال تشكيل حكومة وفاق وطني في ليبيا والتفاوض مع الدول الراعية لمختلف الجماعات الليبية، وقد ذكر كيري أنه يعمل مع المصريين والإماراتيين من أجل ضم خليفة حفتر وأنصاره للحكومة الجديدة، لكن حتى لو حدث ذلك، فإنه لن ينهي الحرب.

وبينت الكاتبة أن الجماعات الليبية حاربت بعضها البعض في السابق، ولن تتم السيطرة عليها من قبل حكومة كانت نتيجة تفاوض شاركت فيه الدول الأجنبية، ويحتاج الصراع الليبي، مثل الحرب الأهلية السورية، إلى قرار حقيقي، وليس اتفاقا في الكواليس داخل الفنادق الأوروبية، وإلى حد ما، يبدو كلام كيري صحيحا، لأن الولايات المتحدة تحتاج إلى إستراتيجية شاملة لهزيمة تنظيمي “الدولة” والقاعدة في المنطقة.

التدوينة تهديد “داعش” لن ينتهي بتحرير سرت الليبية ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “تهديد “داعش” لن ينتهي بتحرير سرت الليبية”

إرسال تعليق