طرابلس اليوم

الاثنين، 27 يونيو 2016

من معالم طرابلس، برج أبوليلة ولعنة عفسة الجن

,

 

جمال الدريدي

برج بوليلة هو قلعة اثرية عتيدة منذ عام 1685..لنسمع الحكاية

قبل عمليات الردم في أوائل السبعينات من القرن الماضي ومنذ زمن تعرض هذا المعلم لتشويه كبير ومن بداية الاحتلال الايطالي ‫‏لليبيا حيث استغلته القوات الايطالية في الحرب العالمية الثانية ونصبت فيه ثلاثة مدافع وتعرض للقصف من قبل القوات المعادية لإيطاليا ثم هجر البرج..

وكان البوليس البحري ‫‏الليبي في فترة ما يقوم بزيارات تفتيشية دورية له بعد سنة 1952 م.

أما في سبعينيات هذا القرن استغلته الشركة التركية التي أُوكل إليها تنفيذ حاجز الأمواج لميناء ‫‏طرابلس البحري وردم المنطقة الواقعة بين برج بوليلة وطريق الميناء خلال أعمال توسيع هذا الطريق وإقامة جزيرة دوران أمام البرج أدت إلى طمر مدخل البرج تحت مستوى الطريق ، وبذلك فقد البرج الكثير من معالمه التاريخية، علما بأنه يبعد حوالي 150 متر ربما تنقص أو تزيد قليلا على الشاطئوحسب المراجع التاريخية المتاحة وبايجاز:13532805_1015102765211884_1476222853703312951_n

قام أسطول فرنسي بقيادة المرشال “دي استري” بقصف طرابلس سنة 1685 ، حيث تمكن هذا من نصب بعض المدافع على نتوء صخري في البحر وهي جزيرة صخرية صغيرة قبالة منطقة القبة الآن وعرف ذلك النتوء من ذلك الوقت (بصخرة ‫‏الفرنسيين)

الصخرة التي شيد عليها البرج فيما بعد في العهد ‫‏العثماني الأول والمعروف باسم برج أبو ليلة، وذلك بعد استيلاء أحمد القره مانللى على الحكم في طرابلس سنة 1711 م، الذي أسس عهدا استمر حتى سنة 1835 م. وعمل على فرض هيبته بالدواخل واهتم بتحصين المدينة لولاية طرابلس استعدادا للدفاع عنها أمام التهديدات البحرية ‫‏الفرنسية ‫‏لطرابلس ، فقام بتحسين وتجديد وإنشاء الوسائل الدفاعية ،

وخلال تلك الحقبة بدأ بتجديد أسوار المدينة وتقويتها وقام بإصلاح برج ‫‏المندريك والذي يعود تاريخ بنائه إلى عهد فرسان القديس ‫‏يوحنا في القرن ‫‏السادس عشر، وشرع أيضا في إنشاء برج جديد فوق صخرة بحرية تقع أمام السور الشمالي للمدينة وتحت برج التراب وعرف الحصن فيما بعد باسم (برج أبو ليلة) أو البرج ‫‏الفرنساوي وموقعه حسب مخطط مدينة طرابلس القديمة الذي أكدته خريطة عسكرية قديمة لتحصينات مدينة طرابلس والتي أوضحت أن هذا البرج كان موجودا عندما رسمت تلك الخريطة في سنة 1728م .

وبالرغم من عدم اهتمام المسؤولين لحقبة طويلة من الزمن لهذا المعلم الا أن مصلحة الآثار قامت ببعض أعمال الترميم بالبرج في أواسط السبعينيات، كما أجريت عليه بعض أعمال الصيانة من قبل الشركة التركية، ثم قام مشروع إدارة وتنظيم المدينة القديمة وإدارة نادي باب البحر للغوص والرياضة البحرية ببعض أعمال الصيانة البسيطة

وكان الأجدر حمايته وادخاله ضمن منظومة حفظ الأثار والمعالم التاريخية لمدينة طرابلس منذ زمن طويل وليس تخصيصه لفترة لشركة تركية شوهته ثم تخصيصه لاحقا لنادي الغوص الذي عمل فيه مصنع لتعبئة اسطوانات الأكسجين ثم لاحقا خرج لنا البرج كمطعما للأكلات البحرية.. وحاليا لا أدري شيئا عن حاله أو ماذا فعلوا بهذا البرج التاريخي العتيد. أو ربما أصبح ملعونا من عفسة الجن اللي في داخله واللي كنا نسمع بها زمان.

التدوينة من معالم طرابلس، برج أبوليلة ولعنة عفسة الجن ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “من معالم طرابلس، برج أبوليلة ولعنة عفسة الجن”

إرسال تعليق