طرابلس اليوم

الجمعة، 24 يونيو 2016

معركة سرت الليبية والغنيمة المسكوت عنها

,

بينت الكاتبة أماند كادلاك، على الموقع الأمريكي “وار أون ذي روكس”، أن المعركة ضد تنظيم “الدولة” في ليبيا، قد تعرف تصاعدا جديدا، ولكن على المستوى السياسي، ما تزال البلاد في حالة فوضى، وقد تتسبب المعركة متعددة الجوانب من أجل انتزاع السيطرة على مدينة سرت الساحلية، أن تصرف نظر حكومة الوفاق الوطني عن توحيد الفصائل المتناحرة في البلاد، واسترجاع الثقة في المؤسسات الوطنية.

هذا وبعد كل المحاولات التي قامت بها الولايات المتحدة والشركاء الدوليون والأمم المتحدة لتعزيز الحكومة الجديدة، لتتمكن من محاربة تنظيم “الدولة”، ما يزال اللاعبون الرئيسيون شرق البلاد في حرب مع نظرائهم في طرابلس، وبما أن شرعية حكومة الوفاق الوطني ما تزال ضعيفة، فهي تواجه تحديات في محاربة تنظيم “الدولة”، ويأتي القتال ضد تنظيم “الدولة” في وقت تجد فيه حكومة الوفاق الوطني نفسها أمام صراع على السلطة بين القوات الموالية لقائد الجيش الليبي (المعين من قبل مجلس النواب)، خليفة حفتر ومجلس النواب في طبرق من جهة، والجماعات المسلحة القوية في مصراتة والمؤتمر الوطني العام في طرابلس، في الوقت نفسه، تعمل الأمم المتحدة على حل الصراعات السياسية المطولة في ليبيا، واقترحت إطارا جديدا لحكومة الوفاق الوطني.

وعلى غرار الحكومات السابقة، بقيت معتمدة على الجماعات المسلحة المتحالفة معها لتوفير الأمن، وبسبب عدم حصول تغيير في الظروف، يمكن أن يرسخ شرعية الحكومة الجديدة، تبقى الجهود الدولية لإرساء ليبيا مستقرة وإضعاف تنظيم “الدولة” معرضة للخطر.

غياب

وبينت الكاتبة أن كتائب مصراتة القوية تعتبر الدعامة الرئيسية لحكومة الوفاق الوطني، وفقا لصحفي ليبيا على اتصال بقيادة مصراتة، هناك معرفة واسعة بالاهتمام الكبير للولايات المتحدة والدول الأوروبية في ما يخص إضعاف تنظيم “الدولة” في ليبيا، وقد يكون لمصراتة في الواقع رغبة حقيقية للمساعدة في ذلك، لكنها تبقى أكثر قلقا من المواجهة مع حفتر.

وكشركاء في التفاوض حول الحكومة الجديدة، تعتقد الكتائب الليبية، بما في ذلك تلك من مصراتة، أن الدول الغربية ستقبل بها كشريك ذي مصداقية في الحرب ضد التنظيم، ولذلك، تأمل مصراتة وشركاءها في الحصول على إمدادات الأسلحة، وتنسيق المعلومات الاستخباراتية وغيرها من الفوائد التي سيجنونها من حكومة الوفاق الوطني، ولكن قد تحمل هذه الأدوات نفسها خطر استخدامها ضد قوات حفتر، متى تمت استعادة سرت.

في المقابل، يعتمد حفتر على دعم مصر ومساعدة قوات العمليات الخاصة الأجنبية للحفاظ على منصبه في الشرق، وهو العمود الفقري لتوحيد الشرق مع بقية البلاد، ولكن حكومة الوفاق الوطني فشلت في الاتفاق معه، وعلى غرار كتائب مصراتة، يبدو حفتر أكثر تركيزا على ما سيجنيه من المعركة ضد تنظيم “الدولة” أكثر من التركيز على المعركة في حد ذاتها، وقال المحلل ماتيا توالدو وبعض المحللين الآخرين، إن الجماعات المتنافسة في ليبيا ترى معركة سرت كنوع من الغنيمة التي سيجنونها.

وقد أرست كل من الحكومة الجديدة ومجلس النواب والمؤتمر الوطني العام “غرف عمليات” منفصلة للتنسيق بين الجماعات المسلحة المختلفة، كلهم يتشاركون نفس الهدف المعلن، وهو هزيمة تنظيم “الدولة” في سرت، رغم أن غرف العمليات تعمل بشكل مستقل، ولأن العديد من الفصائل ما تزال في صراع مع بعضها البعض، من المستبعد أن يتم التنسيق، وقد حذر المجلس الرئاسي للحكومة الجديدة من أن عدم القدرة على التنسيق، قد يشعل الحرب الأهلية في ليبيا.

التدوينة معركة سرت الليبية والغنيمة المسكوت عنها ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “معركة سرت الليبية والغنيمة المسكوت عنها”

إرسال تعليق