طرابلس اليوم

الثلاثاء، 28 يونيو 2016

أفكار في صناديق الزكاة الليبية

,

صقر الجيباني

فكرة إنشاء صندوق للزكاة في ليبيا بقرار من الحكومة في سنة 2012 كانت فكرة ممتازة لجمع وتنظيم أموال الزكاة من المكلفين بها شرعا و صرفها في وجوهها المستحقة شرعا.

وقد أُنشئت حوالى ستة وثلاثين صندوق للزكاة منتشرة في مختلف ربوع الوطن مهمتها الأساسية تكمن في جمع وجباية أموال الزكاة وتوزيعها على المحتاجين .

يمتلك صندوق الزكاة الليبي هيكل إداري وتنظيمي على مستوى جيد من الكفاءة ويستخدم أساليب حديثة وميسرة للمكلف بإعطاء الزكاة منها :

– جمع الزكاة عن طريق الجباة

– جمع الزكاة بحضور المكلف شخصياً إلى الصندوق

– جمع الزكاة عن طريق إيداع مبلغ الزكاة في حساب مصرفي لكل صندوق في المدينة أو المنطقة الموجود بها .

يستخدم صندوق الزكاة سياسة (مركزية القرار و فدرالية التوزيع) أي أن كل صندوق للزكاة في أي مدينة ليبية كانت يتبع إداريا ديوان الزكاة بطرابلس العاصمة و لكن أموال الزكاة للصندوق لا توزع إلا داخل المدينة .

و بالرغم من الجهود المبذولة من صناديق الزكاة في الحدّ من الفقر إلا إن النتائج لازالت دون المستوى المطلوب و خصوصا في مثل هذه الظروف التي نمر بها، والتي نحن في أحوج ما نكون إلى التعاضد والتكافل الاجتماعي ومساعدة المحتاجين .

ولعل ذلك يرجع للأسباب التالية :

– ضعف الثقة بالمؤسسات الرسمية التابعة للدولة الناتج عن تراكم ضعف الثقة عبر عقود أربع بمؤسسات الدولة الأمر الذي جعل الكثير من أموال الزكاة لا تذهب إلى صناديق الزكاة .

– تفضيل المكلفين بأداء الزكاة بإعطائها خارج المؤسسة الرسمية (صندوق الزكاة) وإعطائها بصورة فردية دون الرجوع لصندوق الزكاة.

– هيمنة القطاع النفطي على الاقتصاد الوطني وسيطرة القطاع العام على النشاط الاقتصادي لفترة طويلة قلّل من حصيلة الزكاة في الفترات السابقة والحالية .

– كثير من المكلفين بأداء الزكاة لا يعرفون عن أنواع الزكاة إلا زكاة الفطر.

– الانقسام السياسي الحاصل في ليبيا انعكس على صناديق الزكاة أيضا فقد شهدت بعض الصناديق صراع على الإدارة بين توجهات و إنتماءات دينية وسياسية متضاربة.

– الوظيفة التقليدية لصناديق الزكاة في ليبيا وذلك بمنح الفقير مبلغ من المال أو الطعام دون استثمار أموال الزكاة في مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر تنتشل الفقير من فقره وتجعله منتجاً ويستغني عن السؤال .

هناك 24 مليار دينار خارج القطاع المصرفي (بشهادة المسؤولين المصرفيين) و هذه الأموال الطائلة بالتأكيد مكدسة عند فئة معينة ولنعتبرها فئة (الأغنياء) فلو أدى كل غني زكاة ماله إلى صندوق الزكاة فستساهم ولو بشكل جزئي في الحد من مشكلة من أخطر المشاكل التي تعانيها ليبيا اليوم، وهي مشكلة الفقر التي يعتبرها بعض المفكرين أمُّ المشاكل وأولى الأولويات لأي سياسة اقتصادية.

التدوينة أفكار في صناديق الزكاة الليبية ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “أفكار في صناديق الزكاة الليبية”

إرسال تعليق