طرابلس اليوم

الأربعاء، 27 يوليو 2016

باريس تمارس سياسة براغماتية في ليبيا

,

المرصد الليبي للإعلام

ذكر الصحفي بموقع قناة فرانس 24 الإخبارية  مارك داو في تحليل بعنوان: “اللعبة المزدوجة لباريس في ليبيا تذكي حملة العداء ضد فرنسا” أن حملة معاداة فرنسا بلغت مداها في ليبيا، بعدما تأكد تدخل فرنسا في الصراع الليبي ومقتل 3 جنود مكلفين بمهمات استخباراتية شرق بنغازي.

وقبل خمس سنوات كان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون حاضرين في احتفالات إسقاط نظام القذافي ببنغازي، حيث رفع الليبيون الأعلام الفرنسية، أما الآن فقد أصبح العلم الفرنسي يداس تحت الأقدام من قبل مئات المتظاهرين الليبيين الغاضبين من “التواجد العسكري الفرنسي” في بلادهم، بعدما أقرت فرنسا بمقتل ثلاثة من جنودها في ليبيا، في حادث تحطم مروحية، بعد أن كانوا في مهمة استخباراتية، وهو الحادث الذي أجبر فرنسا على الإقرار بحضورها العسكري في ليبيا بتعلة ملاحقة استخباراتية لعناصر تنظيم “الدولة” في ليبيا، بالرغم من أن صحيفة لوموند الفرنسية أكدت منذ عدة أسابيع وجود قوات فرنسية خاصة وعملاء سريين في ليبيا، ما دفع لودريان حينها إلى فتح تحقيق داخلي في وزارته للكشف عن الطرف الذي سرب المعلومات “شديدة السرية”.

ولم يقتصر الرد الغاضب في ليبيا على المستوى الشعبي، فقد ردت حكومة الوفاق الليبية المدعومة أمميا الفعل بقوة، متهمة فرنسا بانتهاك سيادة الأراضي الليبية.

وغذت هذه الأجواء حملة عداء لفرنسا، حيث شملت الحملة خلال مظاهرة وسط طرابلس الدعوة لمقاطعة الشركات الفرنسية، فيما دعا “مجلس شورى ثوار بنغازي” الليبيين إلى التحرك لطرد القوات الأجنبية من ليبيا، معتبرا ما حدثا “غزوا صليبيا”.

وكان رئيس الحكومة الليبية فايز السراج أقر نهاية يونيو الماضي تلقي القوات الليبية لدعم خارجي في ميدان التدريب واللوجيستيك، بما يعنيه ذلك من وجود عمليات استخباراتية أجنبية في ليبيا، ما جعل رد فعل حكومته الأخير مستغربا، لكن الصحفية المختصة في الشأن الليبي هيلين برافين تقول: “من الطبيعي أن تكون ردة الفعل بهذا الشكل، خاصة وأن سيادة بلاده وضعت علنا على المحك، علاوة على أن السراج يلعب في هذا الوقت دور الساذج، لأنه يعلم جيدا بوجود عمليات استخباراتية غربية في ليبيا، والحقيقة أن السراج يلعب على الواجهتين، فهو يسوق خطابا سياديا لأغراض سياسيا، لأنه يواجه صعوبات جمة في فرض سلطته وشرعية حكومته على الليبيين، بالرغم من امتلاكه لدعم المجتمع الدولي”.

ويقدر داو أن حكومة طرابلس متخوفة أيضا من دعم باريس لقوات خليفة حفتر من خلال دعم القوات الخاصة الفرنسية لتحركاته العسكرية، بحكم أنه من يتولى المعركة ضد عناصر تنظيم “الدولة” شرق البلاد، ولأن حفتر أيضا لا يعترف بشرعية حكومة السراج.

وتؤكد عدة مصادر ليبية لا تقوم فقط بجمع معلومات استخباراتية في شرق ليبيا، بل تقدم النصائح العسكرية لقوات حفتر.

ازدواجية

أما المصادر الرسمية الفرنسية فتؤكد أن فرنسا تقوم “بكل ما يجب القيام به” من أجل مكافحة “داعش” بما فيما قوات حفتر، نافية في ذات الوقت أن تكون مشاركتها تتجاوز الجانب الاستخباراتي.

ويقول المحلل السياسي المتواجد في تونس عز الدين عقيلة إن فرنسا تستعمل خطابا مزدوجا، عندما تؤكد أنها تدعم حلا سياسيا في ليبيا، لكن في الواقع تقدم الدعم لحفتر المناهض لحكومة الوفاق والمصر على حل عسكري للأزمة الليبية، مضيفا: “سياسة المكيالين هذه لا تساعد على وجود حل سياسي في ليبيا”.

ويقول الصحفي الليبي المتواجد في تونس أيضا عبد السلام الراجحي: “الغضب ضد باريس مرده تضارب المواقف بين ما تقوله الدبلوماسية الفرنسية من دعم لحكومة الوفاق، وما تفعله القوات العسكرية الفرنسية دون علم السلطات الليبية من دعم لحفتر المناهض علنا لحكومة الوفاق”.

ويعتبر وزير الدفاع الفرنسي السابق آلان ريشارد أن من العادي أن يعتقد الجميع أن فرنسا تمارس سياسة مزدوجة في ليبيا، لكنه شدد على أن فرنسا لا ترغب في أن تكون طرفا في الصراع ، بل تريد أن تحافظ على مصالح أمنها القومي، لذلك لا يجب أن يفهم بحث فرنسا عن معطيات استخباراتية في ليبيا أنه دعم لحفتر.

وتوافق برافين هذا الرأي، معتبرة أن باريس تمارس سياسة براغماتية في ليبيا باسم مكافحة الإرهاب، مضيفة: “هناك عدو مشترك اسمه “داعش”، والجهاديون يمثلون خطرا على كامل ليبيا ومنطقة الساحل، وفرنسا ستستعمل كل الأطراف في المنطقة لجمع المعطيات الاستخباراتية”.

التدوينة باريس تمارس سياسة براغماتية في ليبيا ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “باريس تمارس سياسة براغماتية في ليبيا”

إرسال تعليق