طرابلس اليوم

الخميس، 28 يوليو 2016

بنغازي.. أسرى بين المطرقة والسندان

,

 

المرصد الليبي للإعلام

ذكر موقع أمنستيا في نسخته الإسبانية -موقع لمنظمة العفو الدولية، أنه وفق منظمة العفو الدولية، تعرض الضربات الجوية التي يشنها “الجيش الوطني الليبي” أرواح عشرات المعتقلين الأسرى للخطر.

وقد دقت منظمة العفو الدولية ناقوس الخطر، إثر ظهور أدلة جديدة تستند إلى فيلم فيديو، يظهر ثلاثة رجال بين نحو 130 شخصا، كانت جماعة “أنصار الشريعة” المسلحة قد اختطفتهم من سجن عسكري ببنغازي في أكتوبر 2014، وفي فيلم الفيديو الذي شوهدوا فيه لأول مرة منذ اختفائهم، يظهر أولئك الرجال، وهم يدعون إلى وضع حد للضربات الجوية، التي يقولون عنها إنها تسببت بإصابة العديد من الأشخاص بجروح، وإنها تعرض أرواح الناس للخطر.

 

مخاطر 

 

وقالت النائبة المؤقتة لمدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية، مجدلينا مغربي: “إن عشرات الأشخاص الذين اختطفوا، والمحتجزين كأسرى في بنغازي حاليا، عالقون تحت النار، ولا سبيل أمامهم للخروج، وإن تنفيذ الضربات الجوية بطريقة تتجاهل وجودهم، يشكل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني، ويتعين على الذين ينفذون مثل هذه الهجمات أن يتخذوا جميع الاحتياطات الممكنة لتفادي، أو على الأقل، تقليص إلحاق الضرر، إلى أدنى حد ممكن، بالأشخاص الذين لا يشاركون في القتال بشكل مباشر “.

 

وأفاد الموقع أن ” مجلس شورى ثوار بنغازي”، -وهو ائتلاف يضم “مليشيات” وجماعات مسلحة، منها جماعة “أنصار الشريعة”،- قد أنتج فيلم الفيديو، ربما كمحاولة لحماية مقاتليهم من الهجوم، ولذا، يشكل مثل هذه السلوك انتهاكا للقانون الدولي الإنساني، ويعتبر جريمة حرب، وأكدت مجدلينا مغربي أنه  “لا يجوز احتجاز أحد كرهينة أو معاملته كدرع بشري، ولكن حتى لو كانت جماعة “أنصار الشريعة” تستخدم المعتقلين كدروع بشرية على نحو متعمد، فإن ذلك لا يعفي “الجيش الوطني الليبي” من التزامه بضرورة أخذ وجودهم بعين الاعتبار، وتجنب شن هجمات غير متناسبة أو عشوائية، ربما تصل إلى حد جرائم الحرب “.

 

وقد تم تحديد هوية الرجال الثلاثة الذين ظهروا في الفيديو، وهم: موسى عبد الجواد البدري، ومحمد عبد الله اطبيقة، وعمر محمد إشكال، وقال أفراد عائلة اثنين منهم، وهم: محمد عبد الله اطبيقة وعمر محمد إشكال، إن الاتصال الوحيد الذي جرى معهما منذ اختطافهما، كان عبر إجراء بضع مكالمات هاتفية لمدة دقيقتين خضعت للمراقبة، وقال أقرباء محمد عبد الله اطبيقة إنهم لم يسمعوا أخباره منذ ثمانية أشهر، قبل أن يشاهدوه في فيلم الفيديو، وأفاد ذوو هؤلاء الرجال لمنظمة العفو الدولية إنهم في الوقت الذي شعروا فيه بالارتياح لمعرفة أن أبناءهم ما زالوا على قيد الحياة، فقد تملكهم الخوف على حياتهم، بسبب القتال الدائر في بعض أنحاء بنغازي بين “مجلس شورى ثوار بنغازي” و “الجيش الوطني الليبي” بقيادة خليفة حفتر.

 

وقال شقيق محمد عبد الله، ملتمسا السماح لشقيقه المختطف بالمغادرة: “.. إن كل ما نطلبه هو توفير ممر آمن لهم، إنه نداء الإنسانية إلى المجتمع الدولي، فمنذ اعتقاله توقفت حياتنا وتحطمت، إن والدي رجل مسن، ولا يستطيع تحمل المزيد.”

 

أسرى

 

وذكر الموقع أن القوات الليبية بقيادة خليفة حفتر ما انفكت تنفذ ضربات جوية متكررة على المناطق الخاضعة لسيطرة “مجلس شورى ثوار بنغازي” في المدينة، ومنها منطقة قنفودة، ويقول الرجال الذين ظهروا في الفيديو إنهم نقلوا من منطقة إلى أخرى، عقب ضربة جوية شنت قبل بضعة أشهر، وجرح فيها عدد من الرجال المختطفين، وقالوا كذلك إنهم بالكاد نجوا من ضربة أخرى جدت مطلع يوليو على موقعهم الجديد، ويعتقد بعض النشطاء أنه تم نقل أولئك الرجال مؤخرا من منطقة القوارشة إلى منطقة قنفودة السكنية جنوب غرب بنغازي، حيث يقدرون أن هناك أكثر من 400 عائلة، بينها مواطنون أجانب، تفتقر إلى الاحتياجات الأساسية، من قبيل الطعام والرعاية الطبية، ولا يستطيع هؤلاء المغادرة، بسبب القتال الدائر هناك.

 

كما وردت ادعاءات تقول إنه تم إطلاق سراح الرجال المختطفين من الأسر، ولكنهم ما زالوا عالقين في قنفودة، ولم تستطع منظمة العفو الدولية التحقق من تلك الادعاءات، ولكن من المهم للغاية توفير الحماية لأولئك الرجال، وتمكينهم من مغادرة المنطقة بأمان إذا شاءوا.

 

وأضاف الموقع أن “الجيش الوطني الليبي،” قام، في الأسابيع الأخيرة، بتوزيع منشورات طلب فيها من المواطنين مغادرة منطقة قنفودة الخاضعة لسيطرة “أنصار الشريعة” في غضون 48 ساعة، ووعد بتوفير سبل آمنة للخروج من المنطقة، ما أثار مخاوف عائلاتهم من وقوع المزيد من الهجمات.

 

وقد أفادت مجدلينا مغربي  ” أن المحتجزين كأسرى لا يملكون خيار الفرار من المنطقة التي يتعرضون فيها لخطر الضربات الجوية المميتة، ويتعين على “أنصار الشريعة” والجماعات المسلحة الأخرى، إطلاق سراح المدنيين المحتجزين كأسرى، وعدم منع المدنيين من الفرار إلى مناطق أكثر أمانا، كما ينبغي معاملة المقاتلين الأسرى معاملة إنسانية، وعدم استخدامهم كرهائن أو دروع بشرية “.

 

ونقلت منظمة العفو الدولية مزاعم تقول إن نحو 150 معتقلا اختطفوا من سجن بوهديمة العسكري في عام 2014، واتهم معظمهم بأنهم من الجنود أو المتطوعين الموالين لمعمر القذافي، وظلوا محتجزين بدون تهمة أو محاكمة منذ أواخر عام 2011، وقال بعض النشطاء لمنظمة العفو الدولية، إن العدد الحقيقي للمعتقلين المختطفين يقرب من 130 شخصا.

 

وفي عام 2012، زارت منظمة العفو الدولية سجن بوهديمة، وفي أبريل 2013 زارت أيضا مجموعة من المعتقلين، إثر نقلهم المؤقت إلى سجن الكويفية العسكري في بنغازي، وفي ذلك الوقت برأ الادعاء العام العسكري ساحتهم، ويفترض أن يتم إطلاق سراحهم، نظرا لعدم كفاية الأدلة، ولكنهم ظلوا محتجزين نتيجة لضغوط “المليشيات” وعائلات ضحايا الانتهاكات الماضية لحقوق الإنسان زمن القذافي، وفي الأشهر الأخيرة، نشر “مجلس شورى ثوار بنغازي” أشرطة فيديو أخرى، أظهرت مدنيين، بينهم أطفال وأجانب، وهم يطالبون بوضع حد للضربات الجوية التي تنفذ على المناطق الخاضعة لسيطرة “المجلس” في بنغازي.

 

التدوينة بنغازي.. أسرى بين المطرقة والسندان ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “بنغازي.. أسرى بين المطرقة والسندان”

إرسال تعليق