طرابلس اليوم

الأربعاء، 31 أغسطس 2016

الأزمة الليبية تغير وجه شمال إفريقيا

,

المرصد الليبي للإعلام

ذكر موقع غلوبال ريسك إينسايت في تقرير بعنوان: “الأزمة الليبية تغير وجه شمال إفريقيا” أن منذ التدخل الغربي، ما أدى إلى إسقاط نظام معمر القذافي في ليبيا، تدحرجت البلاد لتصبح دولة بلا قانون، تمثل معبرا للمهاجرين وللتهريب من منطقة الساحل.

ويشير الكاتب أن وهن الدولة الليبية، مكن قبائل جنوب ليبيا من عقد تحالفات مع عدة جماعات، بينها جماعات متشددة، تسيطر على مسالك التهريب.

جماعات

وتحولت ليبيا إلى كتلة من الجماعات المتصارعة ليسود منطق “الدولة المدينة” في البلاد، وتنتشر النزعات المناطقية، ما خلق شبكات في صحراء جنوب ليبيا، أثرت على استقرار منطقة الساحل.

ووفر هذا الوضع أيضا أرضا خصبة لـتنظيم “الدولة” المتمركز في المنطقة الفاصلة بين الحكومتين المتنازعتين.

ويزداد المشهد الليبي تعقيدا بوجود كتائب مسلحة، شكلت ما يشبه “مدينة دولة”، بالإضافة إلى تشكل تحالفات قبلية وعسكرية وإثنية، تبقى أولويتها الحفاظ على نفوذها وتجارتها.

وتعتبر صحراء ليبيا المترامية منذ القرن الخامس عشر مجالا مهما للتجارة، لتعود مجددا إلى النشاط بعد انهيار نظام القذافي، الذي نجح طيلة أربعة عقود في فرض توزان إثني في المنطقة.

ازدهار

وأشار تقرير لمجلة انترناشونال بيزنس تايمز في سنة 2015 إلى أن ازدهار تهريب المخدرات والأسلحة والبشر والمحروقات نجح في فرض علاقات تجارية حتى بين مختلف الجماعات المتصارعة في ليبيا.

وتعتبر منطقة فزان جنوب ليبيا منطقة خارجة عن القانون، وتحولت سبها عاصمة المنطقة إلى ممر وحضن للتجارة الموازية، كما تحولت إلى نقطة توازن بين قبائل التبو والطوارق، التي تقاتلت في سنة 2015 من أجل السيطرة على مسالك التهريب مع النيجر وتشاد.

ويقول محمد الجارح الباحث بمركز رفيق الحريري لدراسات الشرق الأوسط إن: “الجماعات المتصارعة والمتداخلة يجمعها هدف واحد، وهو الأرباح المالية، ما جعل جماعات متشددة مثل “القاعدة في المغرب الإسلامي” و”المرابطون” تخترق قبائل الطوارق لضمان مصالحها في تهريب التبغ والكوكايين والقنب الهندي”.

 

وأمام فشل الحكومات الليبية بمختلف مشاربها في فرض سيطرتها، نجح تنظيم “الدولة” في اختراق ليبيا، مستفيدا من تحالفه مع جماعات سلفية كان التنظيم يهدف لتوظيفها لتنفيذ هجمات في تونس ومصر وأوروبا الغربية.

 

وتسببت الأزمة الليبية في مشاكل حدودية لجيرانها، خاصة في ظل الأوضاع المتردية بها، حيث تقول مجلة جيوبوليتكال مونيتور: “نسب البطالة المرتفعة في الجزائر ويأس الشباب في تونس ومصر وفر مقاتلين جدد للتنظيم”.

تحالفات

 

وتحول جنوب ليبيا – لا تسيطر عليه أي من السلطتين الليبيتين- إلى منطقة خارجة عن أي سيطرة، خاصة في ظل شعور أهالي المنطقة بتواصل التهميش الذي عانوه زمن القذافي، ما جعلها تدخل في تحالفات تكتيكية مع جماعات مسلحة، بينها من تدين بالولاء لتنظيمي “الدولة” و”بوكو حرام”.

ويعتبر الكاتب أن اللاقانون والفوضى الليبيين غيرا أيضا من وجه أوروبا، بعد أن تحولت إلى ممر مهم للمهاجرين السريين إلى أوروبا، خصوصا بعد قطع طريق البلقان للهجرة نحو أوروبا، عقب الاتفاق الأوروبي مع تركيا، خصوصا للمهاجرين الأفارقة.

ويقول إبراهيم الشاوش أصيل مدينة مرزق -التي تبعد عن حدود ليبيا الجنوبية حوالي 350 كم- أن كل المهربين ينسقون في ما بينهم لنقل المهاجرين، في ظل عجز الدولة الليبية عن مقاومة الظاهرة.

وكان تنظيم “القاعدة” أول من لعب على وتر الانقسامات الليبية ليقتحم المنطقة، ويقيم فيها علاقات قبلية ذات أهداف تجارية بالأساس.

التدوينة الأزمة الليبية تغير وجه شمال إفريقيا ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “الأزمة الليبية تغير وجه شمال إفريقيا”

إرسال تعليق