طرابلس اليوم

الاثنين، 29 أغسطس 2016

الجضران ولعبة التوازنات السياسية الليبية

,

المرصد الليبي للإعلام

ذكر الكاتب بموقع مجلة بوليتيكو الناطقة بالانجليزية في تقرير بعنوان: “الجضران قائد مليشيا يحكم النفط الليبي” أن إبراهيم الجضران تحول من سجين في أحد أشهر سجون القذافي قبل ثورة 2011 إلى قائد “مليشيا” تدير نفطا تصل قيمته إلى مليارات الدولارات.
ويقر نثان أن الجضران أصبح اليوم أحد أهم اللاعبين في الساحة الليبية بانضمامه للأطراف الساعية إلى إنهاء الفوضى الليبية المستمرة منذ خمس سنوات، بعد إعلانه دعم حكومة الوفاق الليبية المدعومة أمميا، واستعداده لاستئناف تصدير النفط الليبية من الموانئ التي تسيطر عليها قواته.
ويترأس الجضران قوة تسمى “حرس المنشآت النفطية” وهي كتيبة مسلحة تضم أكثر من 20 ألف رجل، مهمتها حماية الصناعة النفطية في البلاد، حسب الجضران، الذي تحدث من مكتبه في ميناء المياه العميقة في راس لانوف قلب منطقة الهلال النفطي.
ويقول الجضران: “أنا مسلم وسطي، ولهذا السبب اخترت أن أكون وسط الصراع ووسط ليبيا أيضا، أنا أسعى إلى أمن وطني والمنطقة المهمة التي تأتي في قلب ليبيا”.
ثروة
ويقدر نثان أن صوت الجضران مسموع بشدة، لأنه يسيطر على ثروة مالية مهمة، حيث أصبح شخصية ذات تأثير قوي في الصراع المستمر في ليبيا بين الكتائب المسلحة والحكومات المتصارعة.
توازنات
وكان الجضران قد أغلق في منتصف 2013 أهم ميناءين نفطيين في البلاد، طالبا من حكومة شرق البلاد مزيدا من الحكم الذاتي، وتمكينه من جزء أكبر من عائدات النفط.
وزادت النزعة الانفصالية للجضران في سنة 2014، حيث حاول تصدير دفعة نفطية في مارس 2014 على متن باخرة تحمل علم كوريا الشمالية من ميناء السدرة، لكن تدخلت البحرية الأمريكية وأرجعتها إلى ليبيا.
وتحجج الجضران حينها بأنه نال تصريحا من حكومة طبرق المعترف بها دوليا، كما أدى فشل حكومة طرابلس في إيقاف الجضران إلى إزاحة رئيس الحكومة حينها علي زيدان من منصبه.
أما اليوم فلا يعترف الجضران بأي من الطرفين، خاصة بعد اتهامه من قبل سلطات غرب ليبيا بأنه سهل عبور مقاتلي تنظيم “الدولة” إلى وسط ليبيا وسيطرتهم على مدينة سرت، كما تتهمه سلطات شرق البلاد بأنه يسعى إلى فرض سطوته العسكرية في منطقة الهلال النفطي.
ويقول الجضران ردا على هذه الانتقادات: “نحن نقف إلى جانب الحكومة، ولكن عندما مال المؤتمر العام إلى الإسلاميين ومجلس النواب بعده إلى العسكر بقينا نحن في الوسط بين الطرفين”.
نقاط
ومن أبرز النقاط التي يصر الجضران على تنفيذها من قبل أي سلطة يتعامل معها هي دفع رواتب عناصر قواته التي تصل إلى 20 ألف عنصر.
ويقول المحلل المتخصص في الشأن الليبي في مجلس أوروبا للعلاقات الخارجية ماتيا توالدو أن الجضران يمارس سياسة انتهازية وبراغماتية، كما يستفيد من فشل العملية السياسية في ليبيا، مضيفا: ” يضع الجضران دائما بين عينيه موازين القوى بين الأطراف المتصارعة، ويميل دائما إلى القوة التي تخدم مصالحه”.
ويتحالف الجضران اليوم مع حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، ووقع معها اتفاقا يقضي بإعادة فتح الموانئ النفطية.
وكان الجضران قد قضى آخر ست سنوات من زمن حكم القذافي في سجن أبو سليم الشهير، أين كان يقضي حكما بالسجن مدى الحياة بتهمة ممارسة نشاط سياسي.
ونجح الجضران بعد خروجه من أبي سليم أياما بعد ثورة 17 فبراير من تشكيل “ميليشيا” مسلحة في منطقة الهلال النفطي حول راس لانوف وأجدابيا مسقط رأسه، حيث دافع حينها على إقليم برقة ضد هيمنة طرابلس على السلطة والنفوذ.
ويبدي الجضران اليوم استعدادا للتعامل مع السلطات المركزية لاستئناف تصدير النفط، حيث يقول: “موضوع تسويق وبيع النفط يجب أن يبقى بيد مؤسسة النفط الوطنية” أما بخصوص تواصل الصراع السياسي بين سلطات شرق وغرب البلاد، يبدي الجضران نوعا من الدبلوماسية في الإجابة، حيث يقول: “إذا أصبحت ليبيا مستقلة، فإنني سألتزم بالقرارات التي تتخذها السلطات إذا كانت في صالح الشعب، ويجب أن تكون هناك مؤسسات قوية وديمقراطية حقيقية وحوكمة شفافة لكي تعود شركات الاستثمار إلى ليبيا”.

التدوينة الجضران ولعبة التوازنات السياسية الليبية ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “الجضران ولعبة التوازنات السياسية الليبية”

إرسال تعليق