طرابلس اليوم

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

المأزق السياسي أساس الخلاف بليبيا

,

المرصد الليبي للإعلام

ذكر موقع “ستراتفور” -مؤسسة أمريكية- في تقدير موقف، أن قائد الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر (المعين من قبل مجلس النواب) ما يزال قوة بارزة في ليبيا، فخلال القتال المستمر منذ عامين، حققت قواته مكاسب كبيرة في بنغازي ضد الجماعات الجهادية والإسلامية مثل “مجلس شورى ثوار بنغازي” و”أنصار الشريعة”.

وقد سمح الدعم المستمر للجيش الوطني الليبي من قبل لاعبين دوليين مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر، بمواصلة التقدم نحو بنغازي ونحو الغرب، ففي هذه العملية، بدأ حفتر ورئيس مجلس النواب في طبرق، عقيلة صالح، بتعزيز السيطرة على المنطقة وتنصيب القادة العسكريين الموالين لهم على رأس المجالس البلدية، كما سيطر الجيش أيضا على معظم المنشآت النفطية الحيوية للنفط والغاز الطبيعي في البلاد، وبعد صد الهجوم في الجفرة، تمكن من التقدم أبعد غربا إلى سبها، وأعلن في 14 ديسمبر عن استئناف الإنتاج في حقل شرارة والفيل.

وفي نفس اليوم،  أصدر حفتر بيانا طلب فيه قادة الجيش بالتحضير لعملية “السيطرة على طرابلس”، لكن العاصمة تعد حاليا مسرحا لقتال عنيف بين عدة جماعات، وإذا أرسل حفتر قواته إلى هناك، فهو يخاطر بتشتيتها، وقد يفقد في نهاية المطاف بعض المناطق التي سيطر عليها، كما أن هجوما على طرابلس قد يشجع أيضا الجماعات المسلحة الداعمة لحكومة الوفاق الوطني وتلك التي تساند المؤتمر الوطني العام للتوحد ضد حفتر، علاوة على ذلك، سيكون مقاتلو الزنتان، المتحالفون مع الجيش الوطني الليبي في غرب ليبيا، مترددين في تقويض اتفاق السلام مع مصراتة.

علاقات

ويمثل اتفاق وقف إطلاق النار الدائم بين كتائب مصراتة والزنتان، -الذي أدى إلى مصالحة شاملة، وقعت في 8 ديسمبر الجاري-، أحد الانجازات الأخيرة المهمة، ولكن القتال الأخير قد يجعلهما وجها لوجه، فبعد استعادة سرت، عادت خطوط الجبهة للصراع الليبي إلى عهدها السابق، ولكن الفرق اليوم أن مسلحي تنظيم “الدولة” لم يعودوا بمثابة منطقة عازلة بين كتائب مصراتة وقوات حفتر.

ولم يظهر أي من الجانبين، حتى الآن، أي مؤشر على أنه ينوي مهاجمة الآخر، وقد امتنعت كتائب مصراتة في سرت عن الانضمام إلى الهجوم على منشآت النفط بالجفرة، وما هو أكثر من ذلك أن المصالحة الرسمية بين حلفاء الجيش الوطني الليبي بالزنتان، قد تعني أن مصراتة مستعدة للتفاوض مع حفتر، ففي نفس اليوم الذي تم فيه التوقيع على الاتفاق، قامت إحدى كتائب مصراتة بتسليم القاعدة الجوية براك الشاطي قرب سبها، وبعد أقل من أسبوع، سلمت المنشآت النفطية في جنوب غرب ليبيا إلى حرس المنشآت النفطية، كما أمر المجلس البلدي بمصراتة الكتائب في المدينة بوقف دعمها للجماعات الاسلامية التي تقاتل قوات حفتر في بنغازي، وبعد معركة استمرت ثمانية أشهر ضد تنظيم “الدولة”، يريد رجال الأعمال في مصراتة أن تعود العمليات التجارية في المدينة إلى طبيعتها، لكن الكتائب تريد دعم سيطرتها حول سرت ومصراتة حتى تعود الأمور إلى طبيعتها، وهي تأمل في استخدام نجاحاتها ضد التنظيم لتأمين دور بارز في المفاوضات المرتقبة بشأن تشكيل حكومة جديدة.

ضغوطات

ويضع حفتر نصب عينيه طرابلس، ويتصور أنه سيكون على رأس الدولة في المستقبل، وقد اعترف المبعوث الأممي الخاص، مارتن كوبلر، بأن الحكومة ستضطر لإشراك حفتر لتكون ناجحة، كما سيستمر حفتر في الضغط من أجل الحصول على منصب عسكري في الحكومة الليبية القادمة، عبر استغلال موقفه في ما يتعلق بزيادة الانتاج النفطي كدليل على قيادته الناجحة، وهو لم يلجأ إلى حد الآن إلى الضغط على حكومة الوفاق الوطني، لكنه قد يلجأ إلى مثل هذه الأساليب، إذا لم تنجح المفاوضات،أو إذا غيرت المؤسسة الوطنية للنفط ولاءها، وقد يتنازل حفتر للعمل مع كتائب مصراتة إذا قبلت بأن يكون له دور في القوات المسلحة، في الوقت نفسه، سيستمر في محاولة تجميع الجيش الوطني الليبي ليعمل كقوة عسكرية متماسكة، بدلا من فصائل قبلية.

وحتى الآن، ليس من الواضح كيف يمكن للحكومة المقبلة أن تستوعب طموحات كل من حفتر وكتائب مصراتة، وقد يكون الحل الوحيد في تأسيس هيئة عسكرية مماثلة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر، وتقسيم السلطة بين حفتر وممثلين عن مصراتة وكتائب أخرى قوية مثل الزنتان، وبالفعل، يبدو أن الفصائل المتنافسة في ليبيا تميل إلى إرساء الأسس لمثل هذه الترتيبات، ويبدو أن مصراتة تسعى لتعزيز وجودها العسكري في سرت لمواجهة حفتر عبر إنشاء مجلس عسكري محلي، على غرار ما قام به حفتر شرق ليبيا، في الوقت نفسه، اقترح عضو المجلس الرئاسي، أحمد معيتيق، تقسيم المؤسسة الوطنية للنفط إلى كيانين، واحد في طرابلس وآخر في بنغازي.

هذاوسيكون دور حفتر حجر عثرة في الجولة المقبلة للمفاوضات حول من سيقود ليبيا، فعلى الرغم من أن بعض كتائب مصراتة مستعدة للعمل معه، للعديد من الجماعات هناك تحفظات كبيرة عليه، ومن المؤكد أن الكتائب المتطرفة من مصراتة-التي تقاتل حكومة الوفاق الوطني في طرابلس- لن تذعن لسلطة حفتر، إذا تم تضمينه في الحكومة المقبلة، وإذا هاجم حفتر طرابلس، فإنها سترد بالمثل.

ومع ذلك، هناك مجال للتعاون، وإن كان هشا، بين حفترومصراتة، كما أن علاقتهما ستلعب دورا أساسيا في تحديد مسار الصراع السياسي الليبي سنة 2017 للأفضل أو للأسوأ.

التدوينة المأزق السياسي أساس الخلاف بليبيا ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “المأزق السياسي أساس الخلاف بليبيا”

إرسال تعليق