طرابلس اليوم

الأحد، 25 ديسمبر 2016

بؤس بمراكز إيواء المهاجرين في ليبيا 

,

المرصد الليبي للإعلام

 

ذكرت الصحيفة الإيطالية لا ريبوبليكا، أن منظمة أطباء بلا حدود أشارت في تقرير لها إلى  الظروف البائسة التي يعانيها المهاجرون وطالبو اللجوء في مراكز الإيواء بليبيا، داعية إلى إنهاء احتجازهم التعسفي غير المحدد زمنيا.

 

وأكدت المنظمة أن المهاجرين يعيشون ظروفا غير إنسانية من دون مرافق صحية، حيث لا يتوفر للشخص في بعض المراكز أكثر من نصف متر مربع، مشيرة إلى أن  المعتقلين لا يحصلون على الطعام، ولا على المياه الصالحة للشرب، ولا المراحيض.

بؤس

وأفادت الصحيفة أن المنظمة التي توفر عيادات متنقلة في سبعة مراكز للمهاجرين في طرابلس ومحيطها، لفتت إلى الظروف البائسة التي يعيشها المحتجزون من المهاجرين وطالبي اللجوء في السجون الليبية، في اعتقال تعسفي إلى أجل غير مسمى، فالبلد ما يزال منقسما جراء الصراع الداخلي، حيث يحتدم القتال في مختلف المناطق، فضلا عن انعدام الأمن والانهيار الاقتصادي، وغياب نظام شرعي، ما حول الحياة اليومية للعديد من الليبيين إلى نضال حقيقي من أجل البقاء. وليس هذا فحسب، فقد أصبحت ليبيا مقصدا لآلاف المهاجرين واللاجئين الفارين من الفقر والجوع والاضطهاد، الذين يرغبون في عبور البحر المتوسط نحو أوروبا.

 

وحسب المنظمة، لا تتوفر للمهاجرين واللاجئين في ليبيا الحماية لغياب نظام لجوء فعال، كما تلعب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين دورا محدودا، فضلا عن أن ليبيا ليست من الدول الموقعة على الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين، ويتعرض المهاجرون إلى مستويات عالية جدا من الاستغلال والعنف على أيدي القوات العسكرية و”الميليشيات” وشبكات التهريب والعصابات الإجرامية، إن الذين يتم اعتراضهم في البحر من قبل خفر السواحل، وأولئك الذين يتم القبض عليهم في ليبيا، يتم نقلهم إلى مراكز احتجاز المهاجرين، هناك، يتعرض هؤلاء الأشخاص إلى الاعتقال التعسفي لفترات طويلة في ظروف لاإنسانية، كما لا يوجد وسيلة للطعن في قانونية الاعتقال ولسوء المعاملة، وحرمانهم من الاتصال بالعالم الخارجي، الحصول على الرعاية الطبية.

جهود 

ولفتت الصحيفة الإيطالية إلى أن  منذ يوليو الماضي، أجرت منظمة أطباء بلا حدود 5579 استشارة طبية، بمعدل 500 مرة كل أسبوع، كما قامت بإجراء فحوص طبية لحوالي 32 من النساء الحوامل، إضافة إلى 41 طفلا دون سن الخامسة من العمر، ولد معظمهم في مركز الاحتجاز، وفي حالات الطوارئ الطبية داخل هذه المراكز، سعت منظمة أطباء بلا حدود إلى تنظيم عمليات نقل المرضى إلى المستشفيات، وإلى حد الآن، تم نقل 113 حالة صحية مستعجلة إلى مصحة للأمراض، بما في ذلك 7 أشخاص يعانون من اضطرابات نفسية خطيرة، هذا وقد كانت عمليات النقل صعبة، وتستغرق الكثير من الوقت، لأن العديد من مستشفيات طرابلس لا تقبل الأفارقة من دول جنوب الصحراء.

 

وأضافت أن الأمراض السائدة التي تعالجها منظمة أطباء بلا حدود، هي التهابات الجهاز التنفسي والإسهال الحاد، والأمراض الجلدية، والتهابات المسالك البولية، وجميعها ناجمة عن الأوضاع المزرية في مراكز الاعتقال المكتظة والخالية  من الإضاءة والتهوية الطبيعية.

وفي مراكز الاعتقال، هناك نقص كبير في الطعام، ما يجعل هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للأمراض، هناك عدد كبير من السجناء يعانون من فقدان كبير للوزن، ويبدو عليهم الهزال، وتظهر عليهم علامات نقص التغذية، أحيانا يتم تقسيم الوجبة الواحدة بين خمسة أشخاص أو أكثر، كما يتم توزيع الطعام في أوعية غير نظيفة، وفي النصف الأول من شهر نوفمبر الماضي، قامت بمعاينة 41 شخصا يعانون من سوء التغذية المعتدل والحاد، وهذا الرقم، يمثل حوالي 3٪ من مجموع السجناء في المراكز التي زارتها أطباء بلا حدود، وهو مثير للقلق أيضا، لا سيما وأن البلاد لا تعاني من جفاف أو من كوارث طبيعية.

ووفق المنظمة، لا يحصل السجناء على ما يكفي من المياه الصالحة للشرب، وبالتالي يعانون من الصداع والجفاف والإمساك، بالإضافة إلى ذلك، يحرم السجناء في عديد المراكز من الوصول إلى المراحيض أو حتى الاستحمام، ما تسبب في الالتهابات الجلدية، وتفشي القمل والجرب العث والبراغيث، وقد قامت المنظمة بتوزيع مستلزمات النظافة وجراكن المياه والدلاء ومواد التنظيف إلى مراكز اعتقال مختلفة، كما قامت أيضا بتوفير المواد الغذائية إلى العديد من هذه المراكز.

التدوينة بؤس بمراكز إيواء المهاجرين في ليبيا  ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “بؤس بمراكز إيواء المهاجرين في ليبيا ”

إرسال تعليق