طرابلس اليوم

السبت، 24 ديسمبر 2016

الألغام والأوبئة تفسد تحرير مدينة سرت

,

المرصد الليبي للإعلام

ذكر موقع صحيفة ليبيراسيون الفرنسية في تقرير بعنوان: “الألغام والأوبئة تفسد حياة سرت، بعد طرد داعش” أنه رغم أكثر من أسبوعين من تحرير المدينة من تنظيم “الدولة”، لم يسمح لسكان سرت -الذين ما تزال منازلهم قائمة- بالعودة إليها.

وعند حي الجيزة البحرية آخر الأحياء التي حررت من المسلحين الجهاديين في سرت، تختلط نسمات البحر برائحة جثث متعفنة متحللة، طمرت تحت الأنقاض.

وحذر القائد أحمد بالة المكنى “المتطوع” قائلا : “لا يجب المجيء هنا…هناك خوف من آفة الطاعون”.

وحوصر مسلحو تنظيم “الدولة” في الـأشهر الأخيرة في هذا الحي، حيث قاتلوا بشراسة قبل طردهم نهائيا في 5 ديسمبر، اليوم الذي أعلنت فيه القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني تحرير مدينة سرت بالكامل من الجهاديين عقب احتلالها في يونيو 2015.

وأوضح بالة “الوضع في الجيزة البحرية والـأحياء المجاورة لا يسمح بالقدوم إليها، عشرات الجثث مازالت تحت الأنقاض، الرائحة كريهة جدا، ويخشى أن تتسبب في أمراض مثل الطاعون”.

وأضاف أن المسلحين الجهاديين وأسرهم احتموا في أنفاق من الغارات الجوية، “وهكذا وجدوا أنفسهم عالقين تحت الأنقاض، هناك دواعش، لكن أيضا نساء وأطفال ماتوا من الجوع والعطش تحت الأنقاض”.

وتابع “إمكانياتنا ضعيفة وغير كافية لإخراج الجثث، الأمر الذي يتطلب إزالة المتفجرات التي لغم بها داعش المكان”.

أكوام

وغير بعيد من المكان، بدت ثلاث جثث موضوعة في أكياس سوداء في الساحة الرئيسية للحي، دون أن يبالي أحد بها.

وأوضح محمد، وهو أحد المقاتلين، أن “عناصر الهلال الأحمر سحبوهم قبل يومين من تحت الأنقاض، وتركوهم هنا ورحلوا،  لكن لا يجب أن نلومهم، ليس عندهم إمكانيات”.

ولا توجد بناية قائمة ضمن دائرة يمتد قطرها لبضع مئات من الأمتار، وبدا الحي أشبه بأكوام من الخردة وكتل الاسمنت المسلح، وتسد حاويات الشوارع الرئيسية المنطقة السكنية من الحي الواقعة على حافة البحر، وهي الأشد تضررا من المعارك، وذلك “لمنع الفضوليين من الاقتراب”، بحسب بالة.

ولا تتوفر في المدينة خدمات الهاتف او الانترنت ضمن دائرة شعاعها مائة كلم.

لكن، وإن بدا أن الحياة توقفت وسط المدينة، فقد بدا النشاط يدب رويدا رويدا في منطقة السبعة بالضاحية الغربية للمدينة، التي لم تشملها المعارك.

وفي الحي الذي بدا حزينا بعض الشيء، وتتناثر فيه منازل غلب عليها لون الاسمنت غير المطلي، لا تقطع الصمت إلا صرخات شبان يلعبون بكرتهم في ميدان عشوائي، ثبتوا فيه قفصين حديديين اعتلاهما الصدأ لحارسي المرمى.

نقص

ويقول صلاح فتحي أحد هؤلاء الشبان (28 عاما)، كان ينتظر دوره ليلعب، “هذا ينسينا بعض الشيء، الوضع الذي نعيشه صعب “.

ويقول هذا الخريج الشاب، إنه غادر سرت مع أسرته للاحتماء لدى أقارب في طرابلس مع بداية الحملة على المسلحين الجهاديين في أبريل 2016، ويضيف “تمكنا من العودة قبل أسابيع قليلة إلى ديارنا، ونحاول استعادة حياة عادية، لكن الأمر صعب”.

فلا توجد مياه شرب ولا خدمة هاتف، وعليهم إرسال أطفالهم إلى مدرسة غير مدرستهم، تبعد عنهم عدة كيلومترات، بحسب ما أوضح البشير سويسي احمد (60 عاما)، وهو أب لعشرة أطفال.

وبحسب أحمد، عاد أفراد معظم أسر حي السبعة الـ 350 إلى منازلهم، “بعد أشهر من الرعب تحت سيطرة داعش”، وكانت سرت تضم 120 ألف ساكن قبل سيطرة الجهاديين عليها في 2015.

وما شجع هؤلاء السكان على العودة، هو إعادة خدمة التيار الكهربائي بخلاف المناطق التي شهدت معارك.

ويقول المهندس أحمد دبور المكلف عمليات الإصلاح في شركة الكهرباء “نعمل ما بوسعنا لإصلاح الأضرار”،  لكن يشكو هو الآخر نقص الإمكانيات، ويقول إنه “على وشك” الاستسلام، مضيفا “لا أعتقد أني سأبقى لفترة طويلة، لا نملك ما يكفي من الموظفين، ولا يمكننا الاستمرار في العمل في حقل ألغام”.

التدوينة الألغام والأوبئة تفسد تحرير مدينة سرت ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “الألغام والأوبئة تفسد تحرير مدينة سرت”

إرسال تعليق