طرابلس اليوم

السبت، 24 ديسمبر 2016

الدب الروسي ومعادلة السلطة في ليبيا

,

المرصد الليبي للإعلام

بين الكتاب هنري ماير وكارولين الكساندر وغيث شنيب، في تحليل على موقع “بلومبرغ” أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين له طموح جديد، بعد نجاحه في دعم حليفه في سوريا، وهو دعم حليف آخر في ليبيا هذه المرة، وهو أمر بدأ يقوض حكومة الوفاق الوطني هناك، ويتمثل هذا الحليف في قائد الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر (المعين من قبل مجلس النواب)، وهو الذي أدى خلال النصف الأول من هذا العام زيارتين إلى موسكو، التقى خلالهما بوزيري الدفاع والخارجية، بالإضافة إلى قائد الأمن الوطني، من أجل طلب الدعم.

ويقول المحلل في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة “يوروآسيا”، إنه “كلما طال انتظارنا، كلما زاد احتمال فوز حفتر، من الواضح أنه يحصل على الدعم العسكري والمالي والدبلوماسي”، فعبر دعم حفتر في المواجهة بينه وحكومة الوفاق الوطني، يمكن لروسيا أن تعزز دورها في المنطقة، وأن تؤمن مليارات الدولارات من عقود الأسلحة وغيرها، في الوقت نفسه، فهي تخاطر بإشعال المزيد من الصراعات في ليبيا، حيث تتهم الأمم المتحدة قوات حفتر والجماعات المسلحة الأخرى بانتهاكها لحقوق الإنسان، عبر ارتكاب عمليات تعذيب وقتل.

إستراتيجية

ويدعم لاعبون آخرون حفتر، في الوقت الذي تعارضه كتائب مسلحة قوية معظمها في وسط وغرب ليبيا، أين يعيش 70 بالمائة من السكان، ومن بين حلفائه الإمارات العربية المتحدة ومصر، حيث أن للأخيرة علاقات وثيقة مع روسيا.

وبين الكتاب أن روسيا خسرت 4 مليارات دولار على الأقل في صفقات الأسلحة ومليارات الدولارات في عقود الطاقة والنقل، بعد الإطاحة بنظام القذافي، وفقا لمسؤولين حكوميين.

وتتمثل إستراتيجية بوتين الحالية في تعزيز الشراكة الجديدة مع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، وقد يذهب ذلك حتى دعم قتال حفتر ضد الجماعات الإسلامية المتطرفة، وفقا للباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، ماتيا توالدو، وقد ظهر ترامب بمظهر المتحمس تجاه النظام المصري وحربه المعلنة ضد الإرهاب.

وذكر مدير قسم دراسات الشرق الأوسط لدى مجموعة استشارية تابع للكرملين، رافايل انيكيف، أن مفتاح الصراع هو القوة العسكرية والسيطرة على النفط، مبينا أن في ظل هذه الظروف، يمكن لحفتر فرض شروطه على طرابلس، ولكن من غير المرجح أن تنهار المعارضة ضد حفتر في غرب ليبيا، ما يثير احتمال استمرار العنف في البلاد.

رهانات

وذكر الكتاب أنه فيما تسمح قرارات الأمم المتحدة لحكومة الوفاق الوطني فقط بتصدير النفط وتلقي الأسلحة، تسمح علاقات روسيا الودية مع مصر لها على الأرجح بإرسال الأسلحة إلى حفتر، وفقا للخبير في معهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم، أوليغ بولاييف، وقد دعا السيسي في شهر مايو من أجل السماح للجيش الوطني الليبي باستيراد الأسلحة، وفقا لصحيفة “ايجيبت دايلي نيوز”، كما طبعت روسيا أيضا أوراق نقدية بقيمة 4 مليارات دينار ليبيا (2،8 مليار دولار) لصالح مصرف ليبيا المركزي، وسلمتها في شرق ليبيا، وتم استخدام الأموال في جميع أنحاء البلاد، باستثناء طرابلس ومدينة مصراتة المعادية لحفتر.

وتدعم روسيا أيضا جهود حفتر ليكون له اليد العليا على حكومة الوفاق الوطني، حيث صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مؤخرا في روما عقب لقائه بنظيره الايطالي، أن حفتر يمكن ويجب أن يصبح جزءا  من أي اتفاق وطني، أما عضو لجنة الدفاع في مجلس النواب في طبرق، علي التكابلي، فقال إذا استمر الجمود، سيصبح تدخل روسيا لا مفر منه، وسيكون عبر دعم الجيش الوطني الليبي، الذي سيعيد الاستقرار.

ولكن ذكر تقري صادر عن معهد كارنيغي للسلام الدولي أن ذلك لا يضمن النتائج التي يريدها بوتين، حيث يمكن لدعم روسيا لحفتر باسم مكافحة الإرهاب، أن يصعد الصراع في ليبيا، ويقوض العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة، وحتى الآن، سمح حفتر بتدفق النفط من الحقول والموانئ التي يسيطر عليها، وتذهب العائدات إلى مصرف ليبيا المركزي في طرابلس، لكن اقتصاد البلاد بدأ في الانهيار وسط حالة الجمود السياسي.

وبين الباحث في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط، كريم مزران، أن إحدى نتائج الضغوطات قد تكون قبول السراج باتفاق يعترف فيه حفتر بحكومة الوفاق الوطني، مقابل الحصول على قيادة القوات المسلحة الليبية، لكن هذا ليس الحل، وفقا لنائب رئيس الوزراء أحمد معيتيق.

التدوينة الدب الروسي ومعادلة السلطة في ليبيا ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “الدب الروسي ومعادلة السلطة في ليبيا”

إرسال تعليق