طرابلس اليوم

الخميس، 26 يناير 2017

غنوشيات وشيء من الضرب تحت الحزام

,

صلاح الشلوي

بدون شك يهمني متابعة تصريحات وتحركات حكيم الثورة التونسية راشد الغنوشي لأهميتها من عدة زوايا لا مجال لتناولها في سياق الكلام هنا. ولكن استوقفني أخرها الذي جاء في مقابلة متلفزة معه متحدثا فيها عن رأيه وتقييمه لحالة تونس بعد ست سنوات من الثورة، متفاخرا بتفرد التجربة التونسية، وأن لديهم بعد ست سنوات من الثورة:

1- ديمقراطية

2- مؤسسات

3- دولة

وليسوا كليبيا ” التعيسة ” التي وجد حضرته بعض شبابها في فندق “رمادة” بتونس للعلاج بسبب الصراع بين السياسيين في ليبيا على حد قوله.

اليوم الدعوة موجه للأستاذ الغنوشي أن يحضر لنا الدولة التونسية الديمقراطية المؤسساتية والنخب التونسية التي يتحدث عنها لتستلم الاطفال التوانسة الذين يرعاهم الهلال الأحمر الليبي في مصراتة، كما صرح بذلك النائب العام اليوم على شاشة قناة البانوراما، في مؤتمر صحفي، ممن قتل أباءهم وأمهاتهم من التونسيين الإرهابيين من تظيم داعش وأنصار الشريعة، ممن جاءوا إلى ليبيا من دولة المؤسسات والديمقراطية والنخبوية التونسية. وإلى هذه اللحظة لم تتحرك لا ديمقراطية ولا مؤسسات ولا دولة ولا نخب تونسية لاسترجاع مواطنين توانسة قصر ولا جثثهم. بل الظاهر أن الدولة ونخبها ومؤسساتها ستتنكر لمواطنيها.

وهنا يجدر لفت عناية الأستاذ الغنوشي، بأنك صحيح ما قلته في مشاهداتك لشباب ليبي يعالج في تونس بسبب فشل السياسيين في إدارة الحوار في ليبيا، وهو لعمرك اختزال شديد لما يجرى على مرمى حجر ممن مكتبك في العاصمة التونسية، ولكنك لو زرت مصراتة أكيد ستشاهد أطفال توانسة قصر ونساء يرعاهم الهلال الأحمر الليبي بسبب الربكة في الدولة التونسية ومؤسساتها وديمقراطيتها ونخبها ، وإلا أين النواب وأين السياسيين وأين المدراء المختصن وأين الاعلاميين التوانسة الوطنيين المحترفين وأي التفلزة التونسية؟

.

في ليبيا مرحب بكل تونسي فهو شقيق، ولكن أن يتوسع الأستاذ الغنوشي في بيان ميزات تونس بنقاط ضعف ليبيا، ثم لا تتحرك الدولة التونسية من أجل استلام جثث مواطنين توانسة حتى وإن كانوا إرهابيين وأبناءهم القصر اليتامى وزوجاتهم، فهذا لا يسند تفاخر الغنوشي بالدولة والديمقراطية والنخب التونسية بحال، بل يتناقض مع كل ما ورد في مقابلته تلك.

أكرر أن هذا التدوين ليس تبرما بأي تونسي يريد أن يأتي أو يعيش في ليبيا مع اشقائه ولكن تعقيبا على ما ورد في مقابلة الغنوشي من غنوشيات أحسب أنها لم تكن موفقه.

واستغرب كيف لها أن تغري رجل بحكمة وخبرة الغنوشي الذى أدعوه بالقول ” فتش عن الدولة ” عندك وتأكد أن ما قلته في مقابلتك صحيح.

.

التدوينة غنوشيات وشيء من الضرب تحت الحزام ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “غنوشيات وشيء من الضرب تحت الحزام”

إرسال تعليق