طرابلس اليوم

الثلاثاء، 31 يناير 2017

أيهما يؤثر في الآخر؛ الدين أم الناس؟

,

ناصر فرج العرفي

سألني أحد طلابي اليوم بعد صلاة المغرب التقيت به على غير موعد لماذا لايؤثر الدين في الناس ؟؟؟

قلت: لعل الأنسب أن نقول لماذا لايتأثر الناس بالدين ؟

فيكون جوابي :لأن فهمهم للتدين مغلوط ،وفيه سوءتصور، وفهم معكوس ،

فهناك من تدينه نفعي مادي براجماتي ، من أجل أن يقبض، وهذا من أخطر الأنواع ،

وله نماذج حتى في التراث كمهاجر أم قيس ومهاجر الحمار ،وقد هاجر الصحابة في سبيل الله ،

وهناك من تدينه اجتماعي من أجل الوجاهة والشوفينية والمنزلة فهو شيخ قبيلة في ثوب عالم، همه الزعامة والتصدر والرياء والعلاقات ،

وهناك من تدينه بسبب الصدمة مات له حبيب وعزيز فالتحى ودخل في الدين ليخفف عنه ،ثم بعد ذلك نسي حزنه فهو كالممثل انتهى دوره في التمثيل فترك الدور وعاد لشخصيته الأصلية ،

وهناك التدين الحجاجي وهو النابع من ردة فعل للدفاع عن جماعته أو قبيلته فهو من أجل رفع مستواه بين جماعته أو مجموعته أو قبيلته تراه أصبح من أشد المحاربين للجماعة كذا أومع القبيلة كذا ،

وهناك التدين الأيدلوجي وهو الذي صاحبه عنده نظريات ومن المفكرين والمنظرين للإسلام ثم تتفاجأ أنه لايصلي ولايهتم بالشعائر الإسلامية،

وهكذا الأمر يطول في تعداد أنواع الفهم المغلوط المغشوش …

ولكن الفهم المؤثر المصلح للفرد والأسرة والمجتمع والأمة هو الفهم الحضاري الشامل المتكامل ،

الذي يقوم على:

المعرفة ،

والسلوك

والإصلاح ،

الذي يعتمد مفاهيم القرءان الكريم والسنة النبوية التي تحيي الفطرة وتغذيها وتخاطبها في الإنسان ليصل إلى الهداية إلى الصراط المستقيم عقلا ونقلا وتجربة وعاطفة …

فآدم عليه السلام أهبط من الجنة لما ارتكب مايخالف الفطرة ،

وسيعود أبناؤه إلى بيتهم الأول ومكان أبيهم إذا عادوا إلى الفطرة ،

فكل من كان على الفطرة أثر الدين فيه، وتأثر بالدين، وأثر في غيره إصلاحا بهذا الدين ،

فلنعد إلى القرءان والسنة عودة عميقة مفهومية ،لاصوتية فقط ،

ليرجع الإنسان إلى فطرته فيبحث عن الهداية فيعود إلى القرءان ليرشده إلى منهج الهداية فيهتدي.

التدوينة أيهما يؤثر في الآخر؛ الدين أم الناس؟ ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “أيهما يؤثر في الآخر؛ الدين أم الناس؟”

إرسال تعليق