طرابلس اليوم

الأربعاء، 21 نوفمبر 2018

فروق الأنماط والأنساق الذي دوَّنته كتابات البعض،، تذكرنا بأثينا واسبرطة ياسادة

,

مصباح الورفلي/ كاتب ليبي

 

لمن لا يعرف هاتين المدينتين العريقتين في أسبار الثقافة والحضارة الاغريقية رغم اختلاف أنماطهما هما اثنين من أكبر مدن اليونان القديم شهرة تناثرت كحبات عقد فريد على الرقعة الجغرافية لحضارة الإغريق قبل وبعد الاستحواذ على جزيرة كريت ومدينة طروادة التركيةّ.

 

اختلافٌ بالغ نال جوانب الحياة ونظم القيم فيهما وبحسب فلاسفتهم عدَّت أثينا ملتقى و ينبوع الثقافة والمعرفة الفلسفية على عكس اسبرطة التي خيّم على ساكنيها طابع البدواة والانغلاق والتقليدية المتصلبّة مثل سياق وتوصيف المشارقة والمغاربة الذي لاح في أفقنا اليوم،،

 

على كلّ حال ،،،فهذا التوصيف ليس بغريب عن حقلنا العربي ،عبّرت عنه كتب التراث الاسلامي والعربي وامتلأت به كمّاً ووصفاً وصل حد الاستنقاص والدونية ،،، المدرستان بينهما فضاء رحيب تعالت فيه الاتهامات والتجاذبات ترجمها مفكرون غاصوا أسبار تراثنا وحفروا في سوسيولوجيات مجتمعاته مشارقة و مغاربة كأمثال محمد عبد الجابري والعروي وغيرهما…

 

لنعد إلى حضارة الإغريق وإبداعات هوميروس التي جسّدتها شاعريته الإلياذة واصفاً فيه الفارق الشاسع بين الإقليمين ثقافة ونمطاً ونسقاً وكيف أضحى هذا الفارق سبباً في اندلاع حرب ضروس بين المدينتين على الملكة هيلين الفاتنة بالثقافة والجمال بعدما وقعت في أسر الملك “باريس” ملك اسبرطة ذات الأقلية الثقافية أو الضحالة الثقافية التي سعت بجرمها هذا ابتلاع حضارة الإغريق وتغيير مسارها المتنوع والمرن والأكثر انفتاحاً على الثقافات الأخرى لتنتهي رائعته بانتصار الأثنيين على الاسبرطيين المتقوقعين في تقليدياتهم القديمة والرثّة غير القابلة للتطوير والتجديد والانفتاح….

 

غريبٌ هذا السياق المجافي وصفاً وتقييماً لما نحن عليه تصاعدت أدخنته في سماءنا الملبذة بغيوم الاختلافات قبل انبلاجه ،،،، وصفاً لم يراعِ مشاعر وأحاسيس الأخوَّة خرجوا ضِعافاً ملاحقين لاجئين بين إخوانهم في العقيدة والفكر….

 

ياسادة نحن الاسبرطيون أو المشارقة إن راق لكم هذا الوصف لم يبلغ بنا الأمر ولا تنادت به أفواهنا ولا خطر باخيلتنا المنهكة من تبعيات اللجوء والإغتراب،،، لسنا بهذه الدونية ولا الضحالة ولا الانغلاق ولاتُبّعاً لأحفاد قاسم كبير تجّار”الزبارة” ودويلتهم الساعية لحلحة الكيان وذوبانه في فضاءات تائهة….

 

ياسادة نحن الاسبرطيون أو المشارقة دعاة استقينا ولا زلنا نستقي من معين الإمام قدّس الله سرّه ،،،إننا باقون على إنغلاقنا إن عدّ في عرفكم إنغلاقاً وجموداً لا تصرفنا حوادث الدهر ولا ضغوطات المناوئين.

سلام من المشارقة الاسبرطيين إلى الأثنيين المنفتحين ياسادة.

التدوينة فروق الأنماط والأنساق الذي دوَّنته كتابات البعض،، تذكرنا بأثينا واسبرطة ياسادة ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “فروق الأنماط والأنساق الذي دوَّنته كتابات البعض،، تذكرنا بأثينا واسبرطة ياسادة”

إرسال تعليق