طرابلس اليوم

الاثنين، 19 نوفمبر 2018

 إحياء المشهد السياسي قد يحيي الأمل داخل المجتمع

,

عبدالقادر أبوشناف/ صحفي ليبي

 

تمر بلادنا بفترة حرجة، من المفترض أن تستعيد فيها الأحزاب السياسية دورها، وفاعليتها، وتأثيرها على المجتمع، بعد أن أفل نجمها إبان الانقسام السياسي الذي ولده التنافس على السلطة باستخدام السلاح بدل الصندوق، والذي استهدف الحياة السياسية، وأجهض المسار الديمقراطي في صورة توحي بعودة زمن الحكم العائلي.

 

وباعتبار أن كل نظام باحث عن الاستقرار، هو في حاجة إلى أحزاب سياسية، وليس إلى تكتلات هجينة تجمع بين السياسي، والعسكري، أو المليشيوي كما يحصل في ليبيا.

 

إن عودة الأحزاب السياسية، أو الكيانات كما يحب أن يسميها البعض، بقوة وفاعلية إلى واجهة العمل السياسي ضرورة ملحة قد تعيد للمشهد صورته الأصلية، التي قامت من أجلها رياح التغيير، في إطار إنشاء ديمقراطية حقيقية، وتعددية سياسية تتداول سلميا على السلطة، وتخرج المجتمع الليبي من الوضع الحالي الذي جعله مخيرا بين أمرين أحلاهما مر، إما القبول بحكم الجماعات المسلحة والتي عاثت في الأرض فسادا، أو البقاء تحت آتون الحرب، وفي كلتا الحالتين لا حقوق للمواطن، ولا حرية تعبير، ولا حياة أصلا.

 

لذلك ربما تبث عودة الأحزاب السياسية إلى الواجهة من جديد الأمل ولو قليلاً إلى المجتمع المتعطش للعيش الكريم، وهو الذي يعيش أسوأ فتراته في تاريخه الحديث.

 

إحياء العمل السياسي في ليبيا يعتبر خطوة مهمة في طريق ضخ دماء جديدة للشعب الذي لم يتوقف دمه عن النزيف، وهو الذي استهدف نسيجه الاجتماعي من أجل الوصول إلى حلم الدولة المدنية.

 

إذن يجب التحرك سريعا وعدم إضاعة الوقت كخطوة أولى، وكسر الجمود الحاصل بين الأحزاب، والعمل على قاعدة وطنية تجمع ولا تفرق، من أجل إنقاذ البلاد من الانقسام الحالي، وسياسة العسكرة والحروب الأهلية التي يدفع نحوها البعض في سبيل تحقيق مصالحه الضيقة، والتي لن تنتج إلا مزيدا من الفوضى، والدم، ومزيدا من التخلف، والرجوع إلى الوراء.

 

إن إعادة ترتيب وصياغة العلاقات بين الكيانات السياسية على أساس التوافق والشراكة، هي الخطوة الثانية في هذا الطريق الطويل، والذي يحتاج إلى بعد نظر، وطول نفس وضمائر يقظة حية تغلب مصلحة الوطن حتى نبلغ مرحلة الاستقرار الذي تنشده هذه الرقعة الجغرافية.

 

الدعوات إلى إحياء العمل الحزبي، وانتعاشه  ليست مرهونة في حزب أو حزبين، ولا تتوقف أبدا عندهما، بل يجب إشراك كافة القوى السياسية على الساحة ممن اختارو الوطن، وانحازوا إلى الشعب، وهذا لن ينجح إلا بجهد كبير يشترك فيه الجانب السياسي، والإعلامي، وكل من هو مؤثر وفاعل في المشهد العام.

 

وتبقى الأحزاب السياسية، آخر ما تم التوصل إليه في العالم المتمدن، للخروج من مشكلة حكم الأغلبية، والعبث بمصير الشعب.

 

وهنا يجب العمل على الاهتمام بالعمل الحزبي، وتطويره وإصلاح مساراته لتكون وسائل نافعة، ومرنة لبناء هياكل دولة، و إطار صالح للتدوال السلمي على السلطة.

 

ولاننسى بالمناسبة أن نحيي كل القوى السياسية التي تدعو إلى التقارب بين الأحزاب، والشخصيات الفاعلة، خاصة وأن الوطن أصبح في أمس الحاجة لمثل هذه الدعوات.

 

وكما أكدت سابقا يجب أن تعمل جميع الأجسام الحزبية على التعاون، لا على العداء، ولغة التخوين، لأنها تقود إلى مسار يجعل من الحزبية وباء على المجتمع، ويعمل على تفريغها من مضمونها، وأهدافها الراقية كأدوات حضارية، وأعمدة لتقوية المجتمع.

 

ولا خلاف أبداً على وجود إطار  ينظمها  ولن يأتي هذا إلا بوجود قاعدة دستورية متينة.

 

أخيرا  نتمنى أن نرى مبادرات من الكيانات السياسية، والقبول بها من بقية الكيانات، والابتعاد عن لغة المهزوم، والمنتصر،  فالجميع منتصر فقط حين تنتصر ليبيا أما إذا غرقت فالكل فيها غريق.

 

 

التدوينة  إحياء المشهد السياسي قد يحيي الأمل داخل المجتمع ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “ إحياء المشهد السياسي قد يحيي الأمل داخل المجتمع”

إرسال تعليق