طرابلس اليوم

الخميس، 26 أبريل 2018

هل يسعى الناظوري لتصدّر المشهد الليبي عن طريق التّيار الصوفي؟

,

تعرضت الطرق الصوفية في ليبيا على مدى السنوات الأخيرة لهجوم فكري تارة ومسلح تارة أخرى، مما اضطر الجماعات الصوفية في ليبيا والتي تشكل الغالبية من المجتمع، إلى إغلاق الزوايا وعدم ارتيادها خوفا على حياتهم.

وأصدر رئيس أركان قوّات عملية الكرامة قرارا يقضي بعودة فتح الزوايا الصوفية والسماح بالتدريس فيها، ليثير هذا القرار جدلا بين الليبيين، والبحث عن سبب صدور هذا القرار في هذا التوقيت، بينما تشكل القوّات السلفية المدخلية العدو التقليدي للجماعات الصوفية، جزءا قويا من البنية العسكرية لعملية الكرامة.

الناظوري يرتب صفوفة

ويقول المحلل السياسي صلاح البكوش إن إعلان الناظوري بخصوص الزوايا الصوفية يأتي في سياق اعادة  ترتيب الصفوف وتموضع للكثير من الاطراف المختلفة التي كان حفتر الرابط بينها في تحالف الكرامة.

وتابع البكوش في حديثه لموقع ليبيا الخبر بالرغم من انه يمكن الجزم بان تحالف قوّات عملية الكرامة والتركيبة العسكرية في المنطقة الشرقية لن تعود الى سابق عهدها بعد اختفاء خليفة حفتر عن المشهد العام.

ويرى البكوش في سياق حديثه أن الناظوري واخرين يحاولون التموضع من اجل الاستحواذ على أكبر كتلة داخل الكرامة وحجز مقعد في المشهد العسكري (ان لم يكن السياسي) في الفترة القادمة وكذلك الاستعداد لأي مواجهة محتملة مع أطراف اخرى قد تسعى لنفس الهدف.

استمالة المجتمع الليبي

واستبعد الناشط السياسي محمد المدني أن قرار الناظوري يأتي لمحاولة تصحيح الخطاب الديني في المنطقة الشرقية، وخاصة بعد تأثر جزء كبير من الشباب بالأفكار السلفية المدخلية والتي تعتبر جديدة على المجتمع.

وأوضح المدني لموقع ليبيا الخبر أن السياسيين الليبيين دائما يحاولون استمالة الشعب إليهم عن طريق الخطاب الديني، مشيرا إلى أن الناظوري يحاول من خلال قراره الأخير أن يجد حاضنة دينية في المجتمع ليتكئ عليها، ويعيد ترتيب نفسه داخل عملية الكرامة وخاصة بعد التغييرات التي صاحبت غياب حفتر عن المشهد.

ويرى المدني أن خطوات الناظوري هي ذات الخطوات التي فعلها حفتر عندما اعتمد بشكل كبير على القوّات المدخلية في حربه على بنغازي، وأن الناظوري اليوم يسعى لتحجيم النفوذ المدخلي، بتقوية الصوفيين.

ويتابع المدني حديثه بأن الحركة الصوفية شكّلت جزءا قويا من تركيبة المجتمع وفي مسيرة الجهاد الليبي والحركة السنوسية في جهادها ضد الاحتلال الإيطالي، لذلك يدرك السياسيين جيدا أن الحركة الصوفية لها تأثير مجتمعي قوي، مشيرا إلى أن قرار الناظوري بإعادة افتتاح الزوايا يسعى من خلاله لإيجاد حاضنة اجتماعية.

ويتّفق رإي المدني مع المحلل السياسي صلاح البكوش الذي يعتبر أن الارتباط التاريخي الوثيق بين المنطقة الشرقية على الاقل والسنوسية التي يعتبرها الكثيرون حركة صوفية جعل الناظوري يصدر هذا القرار في محاولة لكسب التأييد الشعبي الذي سيساعده بالدّخول في التركيبة التي تتشكّل الان على مستوى ليبيا.

تحالفات جديدة

ويقول الصحفي محمد علي إن المرحلة الراهنة في ليبيا هي مرحلة بناء تحالفات جديدة سواء إجتماعية سياسية ودينية على انقاض المعادلة السابقة التي كان خليفة حفتر طرفها الاساسي في المنطقة الشرقية.

وأوضح علي لموقع ليبيا الخبر أن قرار الناظوري يبدو أنه يأتي في ذات السياق خاصة وان التيار الصوفي يشكل ثقل وقد واجهته العديد من الجماعات الدينية المسلحة الاخرى التي تهجمت على رموزه الدينية ممثلة في زوايا الذكر تحت فتوى الضلال والتبدع.

ويرى علي أن هذآ القرار سوف يقوي من موقف الصوفيين امام توسع الجماعات الدينية الاخرى في المنطقة وبألتاكيد أن الصوفيين والمنهج الصوفي يمكن تصنيفه بأنه منهج مسالم ولايشكل تهديد التطرف الذي قد تشكله الجماعات الاخرى خاصة وان الليبيين يتعايشون مع هذا المذهب وطرقه الدينية كجزء من الثقافة التي ترمز للتاريخ الليبي اكثر من انعكاسها الديني.

ويسعى المسؤولون الليبيون دائما إلى إلى احتضان التّيار الصوفي الذي يختصر تركيبة المجتمع الليبي بشرائحه كافّة، ولم تسطع أي من جماعات الدينية أن تنافس التيار الصوفي الذي له مد مجتمعي وتاريخي في ليبيا بشكل خاص ومنطقة شمال أفريقيا بشكل عام.

التدوينة هل يسعى الناظوري لتصدّر المشهد الليبي عن طريق التّيار الصوفي؟ ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “هل يسعى الناظوري لتصدّر المشهد الليبي عن طريق التّيار الصوفي؟”

إرسال تعليق