طرابلس اليوم

الأربعاء، 25 أبريل 2018

المليشيات والتدخل الخارجي هما أس الداء .. محاولة فهم، أسئلة وإجابات الأزمة الليبية

,

إبراهيم قراده

– لماذا حدثت ثورة فبراير؟

لأن النظام السابق احتكر السلطة واستحوذ على الثروة، واعتمد على منظومة قبلية ضيقة وشخصيات معدودة قائمة الولاء والتبعية مقابل الامتيازات والحظوة، واستمر بجهاز مخابراتي قاسي، وفشل في تحقيق المشاركة السياسية والاقتصادية وأخفق في التنمية.

– كيف حدثت الثورة؟

كانت تلقائية سلمية في بداياتها، وتأثرت بما حدث في تونس ومصر. بدأت في بنغازي وانتشرت في مدن وغرب ليبيا.

– من حول الثورة من مطالبية سلمية إلى حرب أهلية؟

عجز قيادة النظام عن فهم وتفهم الحدث في الأيام الأولى، وإصراره وتشبته ووصفه للمنتفضين بالخونة، والتطرف اللفظي والمادي في التفاعل، ومن ثمة التحشيد الإعلامي والتجييش الحربي ومواجهة الانتفاضة بالقوة والقسوة، وذروة ذلك الرتل القاصد بنغازي، ومحاولات السحق في الجبل والزاوية ومصراتة وزوارة. واستخدامه السلاح القبلي وتنافراته.

– كيف تم تدويل الثورة؟

بداية وخصوصاً من الإعلام الخليجي الموجهة.

– كيف تم التدخل الدولي؟

نتيجة قصور النطام على فهم المنظومة الدولية، وإصراره على الحسم الميداني، لم يترك مجال إلا المواجهات العسكرية.

– لماذا لم يتحقق السلم بعد نهاية النظام، واستمر التحارب؟

1- لأنها ثورة تلقائية.

2- تدني ثقافة وسلوك التعايش والتشارك والتكامل، مقابل انتشار وتعمق التناحر الغنيمي والتسابق الاستحواذاي.

3- إرث الإرهاب والعنف والوشاية والكيد.

4- تداعيات جرعة التوظيف القبلي المبالغ فيها، والطويلة. ومحاولات بعض المدن والقبائل بالحلول محل غيرها من المحسوبة على النظام.

5- انتشار السلاح، وبالاخص بعد فتح ونهب مخازنه (حوالي 25 مليون قطعة سلاح.)

6- إطلاق وخروج حوالي 17 ألف سجين جنائي، انخرط أغلبهم في المليشيات وبعضهم أصبح قائداً لبعضها.

7- تناحر قيادات فبراير وعدم الثقة بينهم.

8- الاستعجال، ظهور الانقسام والتنافس بين التيار المدني والتيار الإسلامي.

9- استغلال التيارات الإسلاموية المتطرفة الأوضاع لفرض منهجها والسيطرة على الأوضاع.

8- غياب بل انعدام الخبرة والمؤسسات السياسية الحزبية والنقابية والمجتمعية المدنية، لأن النظام كان مؤسس ومتحور على شخص واحد.

10- ضعف واهتراء مؤسسات الدولة وخصوصاً العسكرية والشرطية، مع غياب العقيدة العسكرية الوطنية.

11- تولي زمام الأمور العديد من محدثي السياسة ومعدومي الخبرة، إضافة إلى الانتهازيين والمقامرين. وأيضاً، قادة الصدفة، ومنشقين على النظام، ومعارضي الخارج، فتحولت وتطورت الأمور نحو صراع متنافر مستديم.

12- فشل وضعف وإقصاء الكفاءات، وخصوصاً الثقافية.

 

– كيف تعقدت الأزمة الليبية؟

1- بالتدخل الدولي وخصوصاً الإقليمي، فتحولت ليبيا والليبيون إلى ساحة حرب بالوكالة للدول الإقليمية المتصارعة، التي خلقت أذرع لها وسلحتها ومولتها مالياً وإعلامياً لتتحارب فيما بينها في ليبيا.

2- انخراط أو تورط أو تؤطؤ أطراف ليبية مع الخارج.

3- شرعنة ودعم والاستعانة بالمليشيات (التي تغولت)، بعضها أساسها قبلي، والبعض الأخر ارتزاقي (بندقية للإيجار).

4- انقسام مؤسسات الدولة عمودياً وأفقياً.

5- ارتهان إمكانيات ومؤسسات الدولة لتحالفات تقوم بين مسؤوليها مع المليشيات.

6- تحالفات البزار، أي رجال المال القدامى مع المحدثين، ودورهم في دعم واستمرار بعض متصدري المشهد.

 

– لماذا طالت وتطول الأزمة؟

1- الأطراف الدولية ليست جادة بسبب تنافسها، أو لأهداف أكبر تكون على حساب ليبيا.

2- تخشب الأطراف السياسية الليبية، ورفضها التنازل على ما تعتبره مكاسب شرعية وحصرية لها.

3- “النجاح” في إخراج الشعب المنهك والمستنزف والمفقر من المشهد، بجعله “يلهث” من أجل حماية حياته المهددة ولقمة عيشه المرة.

4- سطوة واستشراء وانتشار التطرف، وخصوصا المنهج السلفي المدخلي، وخوف السلطات والناس منه.

5- تمكن المليشيات وسيطرتها على مفاصل في الدولة، إما مباشرة أو عبر أعوان أو بالتهديد.

6- عدم وعي وجدية النخب السياسية والحزبية، وسعي بعضها لتسبيق مصالحها الضيقة.

7- الإعلام الممول من الخارج، سواء قنوات تلفزيونية أو جيوش إلكترونية في التواصل الاجتماعي.

8- فقد الوساطة الدولية لثقة الكثير من الأطراف، لدرجة أن البعض يصنفها كطرف سياسي غير محايد.

– هل الحل في الانتخابات أم في المؤتمر الجامع؟

1- طالما استمرت نفس المعطيات والأدوات والأساليب فلن يحدث تغيير، إلا تطبيع الأزمة، بجعلها حالة دائمة ومقبولة.

– إذن، ما الحل؟

1- لا يوجد حل جاهز.

– ما هي خطوات ذلك؟

1- يجب التفكير والتنفيذ بحزم في تقليص دور عامل التدخل الخارجي.

2- سحب الشرعية من كل المليشيات، بدون تأخير.

3- وضع معايير/ ميثاق إعلامي بسيط وواضح، سنده الرقيب هم النخبة المثقفة.

4- رفض الأفكار المتطرفة (الدينية، القومية، القبلية) فوراً، وعدم الاستعانة بهم البتة.

5- تجاوز مرحلة الإقصاء والاستحواذ السلطوي والمعرفي.

6- نقل كل المناشط السياسية للداخل، لو باستحداث وإيجاد منطقة (مدينة صغيرة تحرسها وتحميها قوات رسمية مشتركة ومنضبطة) محايدة داخل ليبيا.

7- الاستعاضة عن كسب الولاءات المؤقتة، وأسلوب “فرق تحكم.”

7- وضع هدف وطني عام، يلتف عليه الجميع. وليكن كهدف ملح: استرداد الجنوب.

المصدر: صفحة الكاتب على الفيسبوك

التدوينة المليشيات والتدخل الخارجي هما أس الداء .. محاولة فهم، أسئلة وإجابات الأزمة الليبية ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “المليشيات والتدخل الخارجي هما أس الداء .. محاولة فهم، أسئلة وإجابات الأزمة الليبية”

إرسال تعليق