تعرّف الجمهور الليبي على السينما منذ وقت مبكر من بدايات القرن المنصرم، مع عروض الأشرطة الصامتة عام 1911. واستشعر الفنان الليبي أهمية الفيلم منذ زمن فؤاد الكعبازي، أي في عام 1947. ومنذ الستينيات، تشكَّلت خلايا السينما التقنية عبر “الجريدة الإخبارية” التي أنتجتها “وزارة الإعلام والإرشاد”. وأنجز المخرج والمصور، محمد الفرجاني، في عام 1967، فيلمه الروائي القصير “صائد الحوت”، إلا أنّ الفيلم تعرّض للتلف. وتم في عام 1970 تأسيس “إدارة الإنتاج السينمائي” ثم “مؤسسة عامة للخيالة” عام (1973). وبين عامي 1974 و1979، تم إنتاج نحو 134 فيلماً تسجيلياً مُنوّعاً. ضمن هذه المحاولات السينمائية في ليبيا، حضرت المرأة كممثّلة عبر مشاركات لعدد من الفنانات، مثل خدوجة صبري وسلوى المقصبي وبسمة الأطرش وهدى عبد اللطيف وذكرى يونس وغيرهن. ولكنها غابت كمخرجة، حتى أتت في السنوات العشر الأخيرة محاولات لمبدعات لتقديم صوتهن السينمائي، أبرزهن فرح أبو شويشة ونزيهة العريبي وابتسام المقصبي.
فرح أبوشويشة
ولدت المنتجة والمخرجة، فرح أبو شويشة، لأم أيرلندية وأب ليبي هو التشكيلي والقاص رضوان أبو شويشة. حاصلة على شهادة في الصحافة، كما درست التمثيل في The Poor School في لندن. عملت مذيعة راديو في أيرلندا وفرنسا. عرفت بنشاطها الحماسي أثناء الثورة، وقامت بدعمها بالوقت والجهد والعلاقات الإعلامية لتوصيل رأي الثوار إلى الرأي العام الأيرلندي والبريطاني. من أهم الأفلام التي أخرجتها فيلم The Sharer عام 2007، وChicken Soup، وSir ،Alan Sugar Challenge. وعملت على إنتاج العديد من الأفلام لسنوات بالتعاون مع داني هيوستن وماثيو غود وميشيل ويليامز وكريستين سكوت توماس.
نزيهة العريبي
نزيهة العريبي، من مواليد 1984 من أب ليبي وأم إنكليزية، ونشأت في المملكة المتحدة. حصلت على درجة الماجستير في كلية “سنترال سانت مارتن” للفنون والتصميم. بعد التخرج، انتقلت إلى ليبيا، لتغمس نفسها في ثقافة والدها. سوف تصبح الأخبار ومشاهد الحياة اليومية والعادات والطقوس الثقافية المحلية المصدر الرئيسي لإبداعاتها، التي هي جزء من نهج جمالي وثقافي. اشتغلت على أفلام قصيرة وأفلام وثائقية لـ BBC Media Action، و”الدستور الليبي” و”الجزيرة” ومنظمة الأمم المتحدة للمرأة. تم عرض أفلامها في مهرجان الأفلام العربية في الولايات المتحدة. وكذلك في المهرجانات السينمائية في طرابلس وإدنبرة والشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لندن. ومن أفلامها “موجة” عام 2011، و”أعلام الجدة” عام 2012، و”حقول الحرية” عام 2018. وفازت نزيهة العريبي عن فيلمها “بين الحبال” بجائزة أفضل فيلم في مهرجان السينما الليبي الأول، الذي يعد أول مهرجان سينمائي في ليبيا بعد الثورة الليبية. ويهدف إلى تحفيز وتشجيع صناعة السينما الليبية وبناء مجتمع من صانعي الأفلام، لكونه يوفر مساحة لتبادل الأفكار حول المواضيع الاجتماعية ذات العلاقة بالوضع الليبي بعد الثورة. وتقول العريبي عن العمل في السينما الآن في ليبيا لـ “العربي الجديد”: “نحن الآن في البداية. الجمهور مهتم بالسينما، ولكن المؤهلات غير متوفرة، ولا يوجد قطّاع صناعي ليقدّم الدعم اللازم. لذلك، فمن المهم أن تقوم وزارة الثقافة بدعم صنّاع الأفلام الشباب، ومساعدتهم، عن طريق إقامة المؤسسات التخصصية، ودور السينما. ولكن يتوجّب علينا، نحن صنّاع الأفلام الليبيين، أن يساعد بعضنا بعضاً أيضاً. يجب علينا أن نتعلم أن نتعاون مع بعضنا، للبحث عن الفرص، وليس الجلوس بانتظارها. ولكن هذه البداية فقط، فمعظم الليبيين لا يعلم إلا القليل عن هذا المجال الواسع”.
ابتسام المقصبي
تخرّجت من كلية الإعلام والفنون في بنغازي. بدأت أعمالها كمخرجة بفيلم كان مشروع تخرجها عنوانه “فيه أمل”. بالإضافة إلى الإخراج، تقمَّصت الدور الرئيسي بالفيلم.
العربي الجديد
التدوينة تجارب نسائية سينمائيّة ليبيّة ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.