بعد فشل رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة من جمع فريقي الأزمة الليبية على طاولة واحدة لبحث إمكانية تعديل الاتفاق السياسي، دعا الرئيس الجديد للمجلس الأعلى للدولة خالد المشري للقاء رئيس مجلس النواب عقيلة صالح لبحث الأزمة السياسية الراهنة وتعديل الاتفاق السياسي.
دعوة رئيس المجلس الأعلى للدولة، بثّت الأمل بين السياسيين الليبيين في إمكانية تحريك المياه الراكدة، للدفع بالعملية السياسية في البلاد، وإنهاء الانقسام السياسي والدفع نحو الاستقرار.
كسر الجمود السياسي
يقول المحلل السياسي السنوسي إسماعيل إن دعوة رئيس المجلس الأعلى للدولة سيساهم في كسر حالة الجمود السياسي في ليبيا، مشيرا إلى أن الأطراف السياسية في البلاد بحاجة لمثل هذا اللقاء.
وتابع إسماعيل في حديثه لموقع ليبيا الخبر أن إمكانية لقاء خالد المشري مع عقيلة صالح، تأتي في مصلحة الجسمين الرئيسين في الدولة الليبية، وأنها ستساهم في إرجاع هيبة هاذين الجسمين، معتبرا أن استمرار الخلاف بينهما سيسقطهما من المعادلة السياسية.
وأوضح السنوسي أن التقارب بين مجلسي النواب والأعلى للدولة سيعود بالمصلحة على الساحة السياسية، في بحث إمكانية تعديل الاتفاق السياسي.
صعوبة تعديل الاتفاق
ويشير إسماعيل إلى صعوبة تعديل الاتفاق السياسي في اجتماع خالد المشري وعقيلة صالح، مشيرا إلى أن إمكانية تعديل الاتفاق هي من اختصاص لجنتي الحوار في المجلسين.
ويرى مدير مركز إسطرلاب لدراسات والبحوث عبدالسلام الراجحي أن لقاء الذي سيجمع عقيلة صالح وخالد المشري سيكون لقاء برتوكولي، مستبعدا الدخول في النقاش حول إمكانية تعديل الاتفاق هذه الفترة.
ضغوطات إقليمية
ويقول السنوسي أن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح لا يستطيع اتخاذ قرار تعديل المجلس الرئاسي دون الرجوع إلى دولتي الامارات ومصر الحليفان الرئيسان لمجلس النواب.
ويتّفق موقف السنوسي مع موقف الراجحي، ويرى الراجحي أن عقيلة صالح لا يستطيع التحرك بكامل إرادته بسب الضغوطات التي تمارس على مجلس النواب والمعسكر الموالي لعملية الكرامة من قبل دول إقليمية.
وأوضح الراجحي أن مصادر في المنطقة الشرقية تقول أن دولة الإمارات تمارس ضغوطات على عقيلة صالح لكي لا يقابل رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري.
وتابع الراجحي أنه في حال انعقاد اللقاء بين عقيلة صالح وخالد المشري فسيكون هناك جواب واضح بأن عقيلة صالح صمد أمام الضغوطات التي تمارس عليه.
مرونة أكثر
وبيّن الراجحي لموقع ليبيا الخبر أن عقيلة صالح يتمتّع بمرونة أكثر هذه الفترة بسبب غياب الجنرال خليفة حفتر عن المشهد السياسي، مشيرا إلى إمكانية أن يتحرك صالح على الساحة المحلية بقوة أكثر.
ويقول الصحفي حسين مصطفى أن بإمكان عقيلة صالح التحرك في هذه الفترة نظرا لانشغال دولتي الإمارات في البحث عن البديل لقيادة عملية الكرامة بدلا اللواء المتقاعد خليفة بسبب غيابه عن المشهد الليبي مايزيد عن 10 أيّام متتالية.
وبيّن مصطفى لموقع ليبيا الخبر انه في حال فشل اللقاء المزع بين رئيسي المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب ستبقى بادرة جيّدة من رئيس المجلس الأعلى للدولة لمحاولته حل الأزمة الليبية.
دور السراج
ويتابع مصطفى أن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني وخاصة رئيسه فايز السراج لن يكون له دور خلال هذه المرحلة وأن الأضواء كلها على خالد المشر وعقيلة صالح، نظرا لأن الجسمين منتخبين الشعب ويمكنهما التحرك بشكل أقوى.
ويستكمل الراجحي حديثه أن المجلس الرئاسي سيكون هو المتضرر في حال نجاح اللقاء المرتقب بين رئيسي مجلس النواب والأعلى للدولة والحديث عن تعديل الاتفاق السياسي وتركيبة المجلس الرئاسي أيضا.
ويقول الراجحي أن السراج يتمنّى استمرار الخلاف والمناكفات السياسية بين المجلسين، مشيرا إلى أن السراج يسعى هذه الفترة لتعديل وزاري في حكومة الوفاق الوطني.
ويختلف كلام الراجحي مع كلام السنوسي إسماعيل، إذ يرى إسماعيل أن السراج سيستفيد في حال اتفاق عقيلة صالح وخالد المشري، في هذه الحالة يستطيع السراج العمل بشكل أسهل في حال توافق الجسمين.
كثر الحديث عن اللقاء المرتقب بين الهرمين الرئيسيين في الدولة الليبية وعن مدى نجاح أو فشل اللقاء بينها، ويبقى الجواب رهين الأيّام القليلة القادمة.
التدوينة هل سينجح لقاء خالد المشري وعقيلة صالح في تحريك المياه الراكدة على الساحة الليبية؟ ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.