طرابلس اليوم

الجمعة، 29 مارس 2019

لماذا تستعد الولايات المتحدة لزيادة نفوذها في ليبيا؟

,

موقع نيوز. ري الروسي

الكاتبة: نيكيتا غلوبوكوف

 

تفكر الولايات المتحدة في كيفية تعزيز وجودها السياسي والاقتصادي والعسكري في ليبيا. وفي المستقبل القريب، قد تنقل السفارة الأمريكية من تونس إلى طرابلس، ذلك أن واشنطن غير راضية عن الممارسات الروسية في هذه الدولة الشمال أفريقية.

وحسب واشنطن، تنتهك موسكو عملية السلام من خلال الدعم العسكري الذي تقدمه للمشير خليفة حفتر على حساب حكومة الوفاق الوطني. وعلى الرغم من موقف واشنطن السلبي تجاه السياسة الخارجية للكرملين، إلا أنه لا يمكن التحدث عن وجود علاقة حقيقية بين روسيا والولايات المتحدة بشأن المسألة الليبية.

 

الولايات المتحدة تعود إلى ليبيا

 

رفعت هيئة الطيران المدني الأمريكية الحظر جزئيا على رحلات الطائرات المدنية فوق المجال الجوي الليبي. وحسب ما أوضحه رئيس مصلحة الطيران المدني نصر الدين شايب العين: “نحن نتحدث عن طائرات تطير على ارتفاع يتجاوز 30 ألف قدم (ما يزيد عن 9 كيلومترات)”.

وأشار رئيس مصلحة الطيران المدني أن رفع الحظر الجوي خطوة نحو الأمام، لكنها لن تكون فعالة حتى تُزود المطارات بالتدابير والخدمات الأمنية الإضافية، التي ستمهد الطريق لإلغاء الحظر بالكامل. وقد حظرت إدارة الطيران الفيدرالية رحلاتها الجوية فوق المجال الجوي الليبي منذ تاريخ 17 آب/ أغسطس 2014، بسبب التهديد الإرهابي الذي يحدق بالرحلات الجوية المدنية.

وتعتبر المحادثات الأخيرة بين السفير الأمريكي في ليبيا بيتر بودي، وقائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا توماس والدهاوسر، مع رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، من بين المؤشرات الدالة على تحسين العلاقات الثنائية بين واشنطن وطرابلس. وخلال المحادثات، وعدت الولايات المتحدة بتقديم مساعدة مالية إضافية لحكومة السراج خلال وقت قصير، لدعم الجهود الأمنية. كما اتفق الطرفان على دعم جهود الأمم المتحدة لإجراء انتخابات ديمقراطية في البلاد.

من جهة أخرى، يوصي الخبراء الغربيون ببدء الولايات المتحدة التدخل بنشاط أكبر في الشؤون الليبية. ووفقا لتقرير نشره معهد بروكينغز، فإنه يتعين على الولايات المتحدة العودة إلى هذا البلد الشمال أفريقي الذي يعتبر من أهم موردي الأسلحة والمقاتلين إلى سوريا والعراق وأفغانستان.

ويشير المحللون إلى أنه ينبغي نقل مقر السفارة الأمريكية إلى طرابلس. وبعد الهجوم الإرهابي سنة 2012 على السفارة الأمريكية ومقتل 4 مواطنين أمريكيين بمن فيهم السفير كريس ستيفنز، نُقلت السفارة الأمريكية في ليبيا إلى تونس. وحسب الخبراء، بدأ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وفايز السراج في العمليات المشتركة النشيطة لحل الأزمة الليبية في كانون الأول/ ديسمبر 2018.

وعلى الرغم من انخفاض اهتمام واشنطن بالوضع الليبي، إلا أن مصلحتها في هذا البلد لم تختف بالكامل. ففي سنة 2015، أعلِن عن وصول حوالي 200 من القوات الأمريكية الخاصة إلى ليبيا لمساعدة القوات العسكرية الليبية في القتال ضد تنظيم الدولة. ولكن لأسباب غير معروفة، غادرت القوات الأمريكية البلاد بعد فترة قصيرة من وصولها.

وخلال الفترة الأخيرة من رئاسة أوباما، تقلص النشاط الأمريكي في ليبيا بشكل كبير. ووفقا لما أكده رئيس مركز الدراسات الإسلامية في معهد التنمية المبتكرة كيريل سيمينوف، فإنه “عندما أصبح من الضروري محاربة تنظيم الدولة، بدأت الولايات المتحدة في مساعدة القوات الليبية التي تقاوم التهديد الإرهابي. لذلك، فإنه لدى الأمريكيين علاقات وثيقة مع طرابلس ومصراتة، حيث تقوم الوفود الأمريكية بزيارات مستمرة، علما بأن الجماعات المسلحة في ليبيا لعبت دورا هاما في الكفاح المسلح ضد الإرهابيين”. 

الكرملين متهم بازدواجية المعايير

 

تولي الولايات المتحدة اهتماما كبيرا لتنامي نشاط روسيا في ليبيا. فعلى سبيل المثال، تتهم واشنطن موسكو بازدواجية المعايير، نظرا لأن موسكو تدعم علانية عملية التسوية في الأمم المتحدة، لكنها في الوقت نفسه تقدم الدعم المادي والعسكري لخليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، مما يعرقل عملية التسوية بالنسبة لواشنطن.

وفي السابع من آذار/ مارس، قال توماس والدهاوسر إن نجاح حفتر سيتيح لروسيا اكتساب موطئ قدم لها في المناطق الرئيسية في ليبيا. ومن شأنه أن يسمح لموسكو بتجديد العقود المبرمة منذ عهد الزعيم معمر القذافي في مجال إنتاج النفط والأسلحة. وحسب قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا، تساعد روسيا حفتر فيما يتعلق بإمدادات الأسلحة.

بفضل المساعدة الروسية، تمكنت قوات حفتر من فرض سيطرتها على عدد من حقول النفط الهامة في ليبيا. ومن الواضح أن اتهامات واشنطن ليست من فراغ. ففي نهاية سنة 2018، توجه وفد ليبي إلى موسكو، وفي محادثات مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، كان رجل الأعمال الروسي المعروف باسم “طباخ بوتين” يفغيني بريغوجين من بين الحضور.

وفي شهر كانون الثاني/ يناير، لاحظ الخبراء الغربيون وجود الروس في ليبيا، مما يعني أنه من المفترض أن مدربين روس ساعدوا رجال حفتر في السيطرة على حقل الشرارة النفطي. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، غادر وفد السراج وممثلون سياسيون أتراك المؤتمر الدولي حول ليبيا في باليرمو، متهمين عددا من الدول بما في ذلك روسيا، بإجراء محادثات وراء الكواليس مع ممثلي حفتر.

ومن جهتها، تستمر موسكو في الإعلان عن طبيعة موقفها الرسمي متعدد الاتجاهات فيما يتعلق بليبيا، مؤكدة استعدادها للحوار مع جميع القوى الفاعلة في هذا البلد. وفي 17 آذار/ مارس، وصل رئيس مجلس الدولة خالد المشري إلى العاصمة الروسية في زيارة رسمية، مع العلم أنه كان زعيم جماعة الإخوان المسلمين الليبية. وخلال هذه الزيارة، أجرى المشري محادثات مع رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو.

أكد كيريل سيمينوف أن الاتهامات الأمريكية المتعلقة بدعم موسكو لخليفة حفتر على حساب طرابلس، عادة ما تكون ذات طابع تشهيري. وأضاف سيمينوف أن “فرنسا، ومصر، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية تتعاون مع حفتر، مع العلم أن كل هذه الدول المذكورة آنفا حليفة للولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، إن تفاعل هذه الدول من الجيش الوطني الليبي الذي يقوده حفتر يتجاوز تفاعل موسكو معه”. كما أوضح المحلل أن “روسيا بعيدة كل البعد عن كونها اللاعب الرئيسي في ليبيا. وفي الواقع، لا توجد علاقة معقدة بين موسكو وواشنطن بشأن المسألة الليبية”.

وحسب سيمينوف، فإنه على الرغم من أن العلاقات بين موسكو وحفتر مقربة جدا بالمقارنة مع علاقاته الثنائية مع اللاعبين الآخرين في ليبيا، إلا أنه من السابق لأوانه التحدث عن ازدواجية في المعايير. ولكن ذلك لن يمنع الخبراء والسياسيين من اتهام موسكو بدعم قوات خليفة حفتر.

التدوينة لماذا تستعد الولايات المتحدة لزيادة نفوذها في ليبيا؟ ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “لماذا تستعد الولايات المتحدة لزيادة نفوذها في ليبيا؟”

إرسال تعليق