قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، إن المجلس لن يتنازل عن مبادئه، في إيجاد حلول سلمية، تضمن بناء دولة مدنية لا تعيد إنتاج الحكم الشمولي، أو تسمح بعسكرة الدولة.
الحل السياسي للأزمة الليبية
وأوضح السراج خلال كلمته في القمة العربية الثلاثين، المنعقدة في العاصمة التونسية، أنه يتطلع إلى انعقاد الملتقى الوطني الجامع المزمع عقده خلال شهر إبريل المقبل، والذي ترعاه الأمم المتحدة ، آملا الوصول من خلاله إلى صيغة توافقية، للخروج من الانسداد السياسي الحالي، والعمل على توحيد المؤسسات ، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية على قاعدة دستورية سليمة ، تتيح للشعب بأن يقول كلمته عبر صناديق الاقتراع.
وأكد رئيس المجلس الرئاسي أن هذا المسار يحقق دون شك طموحات الشعب الليبي، في بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، معربا عن أمله في أن تكون أطراف الأزمة الليبية قد استوعبت الدرس، وأن يقتنع الجميع باستحالة الحل العسكري للأزمة الليبية.
الإصلاحات الاقتصادية والترتيبات الأمنية
وأشار السراج إلى أن المجلس الرئاسي يمضـي قدُماً في مسار الإصلاح الاقتصادي والأمني، موضحا أنه أطلق برنامجين متزامنين من منطلق الارتباط الوثيق بين الأمن والاقتصاد، وسعت حكومة الوفاق الوطني إلى إيجاد حلول للأوضاع الصعبة التي يعيشها المواطن الليبي ، بتنفيذ برنامج للإصلاح الاقتصادي، يشمل حزمة من الإجراءات ، تستهدف معالجة التشوهات في الوضعين النقدي والاقتصادي.
ولفت رئيس المجلس الرئاسي إلى أن المسار الاقتصادي يمضـي بالتوازي مع البرنامج الأمني، من خلال تنفيذ الترتيبات الأمنية في العاصمة طرابلس، وباقي المدن الليبية.
ودعا السراج الدول العربية ، إلى دعم الجهود المبذولة في هذا الإطار، والمساعدة في تفعيل وبناء المؤسسة العسكرية والشرطية والأجهزة التابعة لهما، للمساهمة في معالجة الوضع الأمني بكفاءة، وتحقيق الاستقرار.
أحداث المنطقة العربية ومستقبلها
وقال رئيس المجلس الرئاسي إن المنطقة العربية شهدت منذ قمة الرياض العام الماضي أحداثاً هامة ، تحمل أبعاداً وتداعيات بالغة الأثر على مجمل الأوضاع في المنطقة حاضراً ومستقبلاً، مضيفا أنه لم تعد التحديات تقتصـر على المشاكل السياسية أو الأمنية فقط ، وإنما أصبحت مشاكل المال والاقتصاد تلقي بظلالها على الأوضاع المعيشية للشعوب العربية.
وتابع السراج إن ما تشهده المنطقة من حراك ومتغيرات، يتطلب المزيد من الاهتمام بالموضوعات الاجتماعية والتنموية، حيث إن الفقر والبطالة، والتهميش والإقصاء، والتعليم والصحة، وتمكين المرأة والشباب، هي من الأسباب التي تجعلنا نؤكد على ضرورة إيلاء مزيد من الاهتمام، للعمل الاقتصادي والاجتماعي والتنموي، في إطار منظومة العمل العربي المشترك.
وأوضح رئيس المجلس أن ليبيا على قناعة تامة، بأهمية الدور الذي تضطلع به جامعة الدول العربية وأجهزتها، في سبيل التسوية السياسية للأزمة، التي تفاقمت لأسباب من أهمها التدخلات السلبية الخارجية، الاقليمية منها والدولية، التي شجعت بعض الأطراف على عدم الالتزام بالمسار الديموقراطي والابتعاد عن الحل السياسي السلمي.
وبين السراج إن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، يواصل بذل الجهود للخروج من الأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد، موضحا أن المجلس أجرى العديد من اللقاءات مع كافة الأطراف الليبية، من أجل ايجاد توافق وطني حقيقي، إيمانا بأن حل الأزمة لن يأتي بتقسيم السلطة، أو بإقصاء أي طرف كما يدّعي البعض.
القضية الفلسطينة والجولان السوري
ونوه رئيس المجلس الرئاسي أن القضية الفلسطينية تبقى في جوهر اهتمام الدولة الليبية ومتابعتها، ويظل موقف ليبيا ثابتا وراسخا في دعم الشعب الفلسطيني ومساندة نضاله وكفاحه حتى ينال حقوقه المشروعة.
وجدد السراج التأكيد على الالتزام بمبادرة السلام العربية التي أقرت إقامة دولة فلسطينية معترف بها دولياً عاصمتها القدس الشريف، ورفض أي تغيير على الوضع القانوني لمدينة القدس، اضافة إلى رفض أية قرارات أحادية تؤدى إلى عرقلة جهود السلام.
وأكد رئيس المجلس رفضه الكامل لقرار الادارة الأمريكية الأخير بشأن الاعتراف بسيادة الاحتلال الإسرائيلي للجولان ، موضحا أن أي اعتراف بهذا القرار هو خرق للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية ، مؤكدا أن الجولان أرض سورية عربية تم احتلالها عام 1967م.
التدوينة السراج في القمة العربية: لن نتنازل عن دولة مدنية لا تعيد عسكرة الدولة ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.
