تعرف على الأحزاب السياسية الليبية ومواقفها

أعادت ثورة السابع عشر من فبراير 2011م، حق حرية التجمع في أحزاب وكيانات سياسية، تشارك بقوائمها الانتخابية في العملية السياسية، بعد منعها طيلة حكم النظام السابق، فأصدر المجلس الوطني الانتقالي المؤقت القانون رقم 29 لسنة 2012م، لينظم شؤونها الداخلية والخارجية.

 

وعقب صدور قانون الأحزاب، كان عدد من الأحزاب الليبية على أهبة الاستعداد للإعلان عن تأسيسها في مؤتمرات مختلفة، إذ شهد العام 2012م، لا سيما في الأشهر التي سبقت انتخابات المؤتمر الوطني العام، طفرة في إشهار عدد من الأحزاب، تنافست فيما بعد في انتخابات المؤتمر الوطني، وتحصل كل منها على مقاعد فيه.

 

حزب تحالف القوى الوطنية

 

شهد أواخر شهر فبراير من عام 2012 تأسيس عدد من الأحزاب والمنظمات لتحالف أطلق عليه حزب تحالف القوى الوطنية، وترأس هذا الحزب محمود جبريل، رئيس المكتب التنفيذي إبان حرب التحرير.

 

شارك حزب التحالف في العملية الانتخابية التي جرت في يوليو 2012م، وتحصل على أعلى نسبة من أصوات الناخبين مكنته من حيازة 39 مقعدا في المؤتمر الوطني العام.

 

وعقب الانقسام السياسي في 2014م، أيد حزب التحالف عملية الكرامة التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، لا سيما بعد هزيمة لواء القعقاع في طرابلس الذي يتزعمه عبد المجيد مليقطة، رئيس المكتب السياسي للحزب، إثر أحداث فجر ليبيا التي شهدتها العاصمة.

 

حزب العدالة والبناء

 

تأسس حزب العدالة والبناء في بداية مارس 2012م عقب قرار كانت جماعة الإخوان المسلمين الليبية قد توافقت عليه في مؤتمرها التاسع أواخر 2011م في مدينة بنغازي، وهو تأسيس حزب مدني ذي مرجعية إسلامية بالشراكة مع أبناء المجتمع الليبي، وانتخب محمد صوان رئيسا للحزب.

 

خاض الحزب انتخابات المؤتمر الوطني العام، وحل ثانيا في الحصول على نسبة أصوات الناخبين فانتزع بذلك 17 مقعدا من مقاعد المؤتمر الوطني العام.

 

أيد الحزب عملية فجر ليبيا في العاصمة طرابلس التي قضت على لواءي القعقاع والمدني، المتحالفين مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وعارض عملية الكرامة في الشرق الليبي، الأمر الذي وضع أعضاءه في المنطقة الشرقية في مرمى استهداف قوات حفتر.

 

حزب الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا

 

بعد نضال لمدة ثلاثة عقود ضد حكم القذافي، تحولت الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا إلى حزب الجبهة الوطنية في شهر مايو 2012، وانتخب إبراهيم صهد الذي أصبح فيما بعد عضوا في المؤتمر الوطني العام رئيسا للحزب.

 

شارك الحزب في انتخابات المؤتمر الوطني العام وتحصل على ثلاثة مقاعد فيه، لكن رمزية مؤسس الجبهة الوطنية محمد المقريف، والخلاف الذي شب بين حزبي التحالف والعدالة أجلسه على كرسي رئاسة المؤتمر الوطني.

 

لم يفصح الحزب بادئ الأمر عن موقفه من عملية الكرامة، إلا أن عودة إبراهيم صهد إلى المؤتمر الوطني عقب الانقسام السياسي من الولايات المتحدة، ومواقف رئيسه الحالي عبد الله الرفادي وتصريحاته ضد العملية تجعل منه في تصنيف الأحزاب السياسية حزبا معارضا لعملية الكرامة.

 

حزب الاتحاد من أجل الوطن

 

يتزعم هذا الحزب عبد الرحمن السويحلي، عضو المؤتمر الوطني العام ورئيس المجلس الأعلى للدولة فيما بعد، ومقعد السويحلي في المؤتمر الوطني هو المقعد الوحيد للحزب.

 

حزب الرسالة

 

انبثق حزب الرسالة عن حركة التجمع الإسلامي، المنشقة عن جماعة الإخوان المسلمين أوائل تسعينيات القرن الماضي، ومثل الحزب في المؤتمر الوطني العام محمد عماري زايد، الذي أصبح بعد اتفاق الصخيرات عضوا في المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني.

 

حزب الوطن

 

خاض حزب الوطن العملية الانتخابية، وهو لا يزال تحت التأسيس، إذ لم يعلن عن تأسيس رسمي له قبل انتخابات المؤتمر الوطني، وعقب الانتخابات برز اسم عبد الحكيم بلحاج رئيسا للحزب، ولم يحصل الحزب رغم دعايته القوية على مقعد في المؤتمر الوطني.

 

لا يزال للحزب ظهور إعلامي خاصة في بياناته من الأحداث السياسية، وهو من الأحزاب المعارضة لعملية الكرامة شرق ليبيا.

 

حزب التغيير

 

في مايو من عام 2012 تأسس حزب التغيير، لكن الحزب أعلن على لسان رئيسه جمعة القماطي عدم مشاركته في انتخابات المؤتمر الوطني العام، والتفرغ للبناء الداخلي للحزب.

 

يؤيد الحزب حكومة الوفاق الوطني في طرابلس ويعارض عملية الكرامة، وله فروع في مختلف المناطق الليبية.

 

اتسمت الحياة السياسية إثر الانقسام السياسي بالركود، ففي شرق ليبيا لم يعد للأحزاب والسياسيين مكان أمام الحالة العسكرية سيدة الموقف هناك، أما في الغرب فقد مارست الأحزاب عملها، مع تراجع ملحوظ في فاعليتها ونشاطها.

 

أحزاب جديدة

 

ومع إعلان البعثة الأممية لدى ليبيا عن انتخابات برلمانية ورئاسية أواخر هذا العام، شهدت البلاد عودة لدور الأحزاب السياسية وتأسيس أخرى جديدة تشابهت في المبادئ والمنطلقات التي نصت عليها بياناتها التأسيسية.

 

حزب التجمع الليبي الديمقراطي

 

أعلنت مجموعة من مختلف شرائح المجتمع الليبي في شهر سبتمبر الماضي بالعاصمة طرابلس عن تأسيس التجمع الليبي الديمقراطي، ويتزعم هذا الحزب رجل الأعمال الليبي حسونة طاطاناكي مالك قناة ليبيا أولا الشهيرة التي ساهمت في تأجيج الشارع الليبي إبان المؤتمر الوطني العام

 

ويدعو الحزب إلى ضرورة حل أزمة ليبيا عن طريق انتخابات برلمانية ورئاسية، مطالبا الليبيين بالعمل على تحقيق هذا المطلب.

 

للحزب فروع في مختلف المدن الليبية، وله مبادرات سياسية مختلفة آخرها تجمع القوى الوطنية المنعقد بالجمهورية التونسية المدة الماضي.

 

حزب التجمع الوطني

 

شهدت مدينة بنغازي تأسيس نخبة من المجلس الوطني السابق، والمكتب التنفيذي لحزب التجمع الوطني، بينما لم يبد الحزب أيَّ مواقف سياسية حتى الآن فيما يخص عسكرة الدولة، إلا أن إعلانه من وسط مدينة بنغازي يدل على الموافقة لتأسيسه من قبل اللواء المتقاعد خليفة حفتر، كما أن أبرز أعضائه المؤسسين وعلى رأسهم عضو المجلس الانتقالي السابق فتحي البعجة، والعضو السابق بالجبهة الوطنية للإنقاذ ابري سويسي من داعمي عملية الكرامة.

 

تجمع المشروع الوطني

 

وفي أواخر ديسمبر الماضي شهدت مدينة طرابلس تأسيس نخبة من الأكاديميين والسياسيين لحراك تجمع المشروع الوطني الذي أعلن في بيانه التأسيسي عن دعمه لمدنية الدولة ومعارضته لعسكرتها، وتبرز في هذه الحراك أسماء بارزة على المستوى السياسي والدبلوماسي، قادت وزارات مختلفة في الحكومة الانتقالية برئاسة عبد الرحيم الكيب، وهم وزير الصناعة محمود الفطيسي، ووزير التخطيط عيسى التويجر، ووزير الاتصالات أنور الفيتوري.

 

تيار ليبيا الدولة

 

تزامن ذلك مع تأسيس مجموعة أخرى لتيار ليبيا الدولة الذي يقوده القيادي السابق باللجان الثورية، محمد بعيو الذي يعمل حاليا مستشارا إعلاميا لمحافظ مصرف ليبيا المركزي بطرابلس الصديق الكبير.

 

ويهدف التيار بحس بيانه السياسي إلى دولة مدنية ديمقراطية يتساوى فيها الجميع، لكن البيان شن حملة شديدة على الأحزاب الموجودة في الساحة الليبية، واصفا إياها بأحزاب الإيديولوجيا والأشخاص.

 

لكن المتابع للحساب الشخصي لقائد هذا التيار يدرك تأييده لعملية الكرامة وقائدها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وشنه هجوما لاذعا على تيار الإسلام السياسي، رغم دعوته إلى بناء دولة مدنية تسع الجميع.

التدوينة تعرف على الأحزاب السياسية الليبية ومواقفها ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.