طرابلس اليوم

الأربعاء، 30 يناير 2019

لماذا استقال من جماعة الإخوان المسلمين الليبية؟

,

أعلن رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري، السبت الماضي، استقالته رسميا من جماعة الإخوان المسلمين الليبية، مؤكدا استمراره في العمل السياسي والحزبي، معربا عن احتفاظه بالود والاحترام لكل أفراد الجماعة.

 

 وأرجع المشري في بيان تلفزيوني أذاعته قناة ليبيا بانوراما استقالته من الجماعة، إلى عدم تنفيذ المراجعات الجوهرية التي أقرتها الجماعة في مؤتمرها العاشر عام 2015م، والتي تقضي بإنهاء وجود جماعة الإخوان المسلمين، وتحولها إلى العمل المؤسسي من خلال مؤسسات المجتمع المدني، حسب بيانه.

 

وأضاف رئيس الأعلى للدولة أن هذه المراجعات لم تر النور حتى الآن، لأسباب فضل عدم الإفصاح عنها، ويضيق عنها المقام بحسب قوله.

 

ولفت المشري إلى أن المقتضيات الوطنية الفكرية والسياسية، والوضوح مع المواطن الليبي، دفعته إلى إعلان الاستقالة، داعيا جماعة الإخوان المسلمين، إلى تنفيذ مراجعاتها، لما قال إنه سيعود بالمصلحة على البلاد.

 

وطالب أبناء الحركة الإسلامية الوسطية، إلى العمل مع أبناء المجتمع الليبي، بعيدا عن أي شعارات أو أسماء، قد تستخدم لضرب وحدة وتماسك المجتمع الليبي، وإلى الاندماج في العمل الوطني.

 

لأجل الزعامة السياسية

 

يرى المحلل السياسي نزار كريكش، أن جماعة الإخوان المسلمين الليبية، كغيرها من التيارات في ليبيا ليست حركة اجتماعية، وليس في ليبيا بنية تحتية لهذه الحركات؛ لذا فإن الجماعة وجدت نفسها في مواجهة عمل سياسي وضرورات فرضتها مرحلة ما بعد الثورة.

 

ويضيف كريكش لليبيا الخبر، أنه يمكن أن يكون إطار الزعامة السياسية أداة تفسيرية جيدة لما يحدث في ليبيا، فلا غرو أن يحرص كثيرون على أن يأخذوا خطوة من الجماعة، ظناً منهم أن ذلك قد يعطيهم فرصة سياسية للظهور كزعامات وطنية.

 

ويعتقد المحلل السياسي، أن ذلك قد يبدو صائبا، لكنه لا يعني سوى زيادة في صراع الزعامات الذي تعيشه ليبيا، والتي تحتاج لحراك وطني أكثر من احتياجها إلى زعامات ليس لها قدرات قيادية ولا رصيد اجتماعي يكفي لتلك القيادة.

 

لخلافات داخلية وسياسية

 

من جانبه يرى الصحفي الليبي ياسين خطاب، أنه لا يمكن فصل استقالة المشري عما يجري في حزب العدالة والبناء من خلافات داخلية، ومسارات قد تدفع بالحزب إلى التشظي والتفكّك، سيما وأن  الخلاف لا يدور حول مسارات سياسية فحسب، بقدر ما بات الحديث يدور حول علاقة الحزب بجماعة الإخوان المسلمين، وهي الرصيد الرمزي الذي قام عليه الحزب.

 

ويشير خطاب لليبيا الخبر، إلى أن استقالة المشري حملت دلالة واضحة أكدت استمراره في الحزب دون الجماعة، وهو الرجل الذي يدور اسمه مرشحا خلفا للرئيس الحالي محمد صوان من قبل التيار الدافع باتجاه استمرار المسار الحالي داخليا وخارجياً، في مقابل التيار الذي يدعو لإقامة المؤتمر العام للحزب واختيار قيادة جديدة، يبدو أن شخصية السياسي عماد البناني ستكون الأوفر حظوظا لها من هذا الجانب.

 

 ويضيف الصحفي الليبي، أنه لا يمكن أن يقرأ ما قام به المشري في سياق تجديدي داخل الحركة، كما قال في خطاب استقالته، لأن الاصطفافات التي جرت وتجري مازالت اصطفافات سياسية لم تمسّ صلب الفكرة أو الحركة.

 

ويعتقد خطاب أن استقالة المشري هي محاولة من الحزب والفاعلين فيه، لأن يتحركوا في العملية السياسية غير مُثقلين بتبعات الإخوان، لما للجماعة من رصيد جدلي، وقيادة حالية مخالفة لرؤى الحزب ومساراته.

 

لطمأنة المجتمع الدولي

 

بينما للكاتب الليبي مصطفى آدم، رأي آخر، فهو يعتقد أن استقالة المشري قد يكون الهدف منها إرسال رسالة طمأنة إلى الفاعلين الدوليين، إضافة إلى تقديم رئيس الأعلى للدولة لشخصه بأنه رجل يمكن التعويل عليه في معادلة سياسية قادمة.

 

ويضيف آدم أن ذلك يفسره جولات المشري الخارجية في الفترة القادمة، والتي ستشمل المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا.

 

لكن الكاتب الليبي يقلل من خطوة المشري هذه إذا كان الغرض منها تقديم نفسه كسياسي يتكأ عليه، موضحا أن القاعدة الشعبية والحزبية للمشري ليست قاعدة عريضة يمكن أن تسنده في مهمة سياسية قادمة، فالخلافات الداخلية سواء داخل حزبه، أو في جماعته التي استقال منها كبيرة، إضافة إلى عدم فاعليتها وقدرتها على التحرك في الساحة الليبية.

التدوينة لماذا استقال من جماعة الإخوان المسلمين الليبية؟ ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “لماذا استقال من جماعة الإخوان المسلمين الليبية؟”

إرسال تعليق