طرابلس اليوم

الخميس، 31 يناير 2019

سلامة: موقفنا واضح من مكافحة الإرهاب في ليبيا

,

قال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا غسان سلامة، إن الجمعية العامة للأمم المتحدة والبعثة الأممية في ليبيا، موقفهما ثابت من مكافحة الإرهاب الذي يحظى بالعديد من القرارات الدولية.

 

وأضاف سلامة في حوار تلفزيوني على قناة ليبيا روحها الوطن، أن البعثة ساعية لكي تتعاون كل الأطراف الليبية على مكافحة الإرهاب، موضحا تأييدها لمحاربته في أي مكان في ليبيا، سواء في بنغازي أو في سرت أو في غيرهما.

 

وأوضح المبعوث الخاص أن مهمة البعثة الأممية هي حماية المدنيين، وعدم تعريض أشخاصهم وممتلكاتهم لأي خطر، في حال حدوث اشتباكات عسكرية وعارك قد تندلع في أي قطر ليبي.

 

وبين سلامة أن الاستمرار في الانقسام السياسي ورغبة بعض الأطراف في بقائه، هو ما تسبب في غضب بعضهم من إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن.

 

ولفت رئيس البعثة الأممية إلى أن البعثة ليست قوات حفظ سلام أو قوة عسكرية، موضحا أن طبيعة البعثة سياسية بحتة، تسعى للوصول إلى حل سياسي في ليبيا، وتتواصل مع كل الأطراف بخصوص هذا الحل بمن فيهم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي عبر عن نيته في حل سياسي لأزمة ليبيا.

 

بعثة حيادية

 

وأكد سلامة، أن البعثة الأممية هي بعثة حيادية، رافضا الاتهامات التي تتهمها بالانحياز إلى طرف من الأطراف، مشيرا إلى أنه عقب أي تصريح يتهمه أحد الأطراف بالانحياز إلى طرف آخر.

 

وتابع المبعوث الخاص إلى ليبيا أن مهمة البعثة الأممية تنحصر في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي، الذي يعترف بحكومة الوفاق الوطني، مشيرا إلى أن هذا الاعتراف، لم يمنعه من التواصل مع كل الأطراف الليبية دون استثناء.

 

وأشار سلامة إلى أنه رغم الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني، إلا أن ذلك لم يمنعه من الوقوف ضد الميلشيات في اشتباكات العاصمة طرابلس، والتي تتبع اسميا لوزارة الداخلية، التي أشاد سلامة بدورها الحالي في عملية إعادة بناء الدولة واستقرارها.

 

ونوه المبعوث الأممي إلى أن دور البعثة هو الوصول إلى وقف إطلاق النار عند وقوع أي اشتباكات بين أطراف مختلفة، كما حصل في طرابلس المدة الماضية، مبينا أنه إذا تمكنت أطراف ليبية من فض الاشتباك وإيجاد حلول لها، فإن موقف البعثة يكون مؤيدا كما فعلت مع جهود المجلس الاجتماعي لمدينة بني وليد في فض الاشتباك، والصلح بين أعيان ترهونة وطرابلس، معربا عن أمله في أن يكون الحل ليبيا ليبيا، وأن يأتي من داخلها.

 

اشتباكات طرابلس

 

وفي معرض حديثه عن الاشتباكات التي شهدتها طرابلس مؤخرا أوضح سلامة أن إحاطته أمام مجلس الأمن لم تشمل هذه الاشتباكات، لأنها توقفت قبل تلاوة الإحاطة، مؤكدا أن من يخرق وقف إطلاق النار سوف تشمله العقوبات.

 

وأضاف رئيس البعثة أننا هددنا بالعقوبات من قصف مطار معيتيقة الدولي، مما جعل القصف يتوقف ويفتتح المطار من جديد، معربا عن أمله في افتتاح مطار طرابلس العالمي قريبا.

 

وقال سلامة إن هناك شبه إجماع داخل مجلس الأمن الدولي في إنزال العقوبات على من يخرق وقف إطلاق النار، ويهدد السلم الأهلي في البلاد، مشيرا إلى أن هذا الإجماع لم يكن موجودا في السابق.

 

وتطرق المبعوث الخاص إلى أن 30 ألف قطعة سلاح في أيدي الليبيين، رافضا تأجيل الانتخابات لأجل جمع السلاح، معرجا إلى تجارب دولية عديدة جمع السلاح فيها بعد وأثناء الانتخابات.

 

وجدد سلامة قوله بأن البعثة الأممية ليست قوة حفظ سلام حتى تتكفل بجمع السلاح، مبينا أن مهمتها في هذا الصدد هو تحييد السلاح في العملية السياسية.

 

الانتخابات

 

واشترط رئيس البعثة أن إجراء الانتخابات يتطلب وضعا أمنيا مقبولا، مفيدا بأن إيجاد واقع أمني نموذجي للانتخابات، أمر ليس في يد البعثة ولا في يد الليبيين حاليا.

 

ورفض سلامة إجراء الانتخابات في ظل عمليات عسكرية، أو أن تتدخل فيها تشكيلات مسلحة، مبينا أن دور البعثة في هذا الصدد ينحصر في إعادة بناء الدولة، ووزارة الداخلية، وتهيئة القوى النظامية وتدريبها، لتأخذ دورها في تأمين الانتخابات.

 

كما رفض المبعوث الخاص تطبيق اتفاق الطائف في ليبيا، مبينا أنه لكل بلد خصوصيته، مع إمكانية الاستفادة من تجارب المصالحات في عديد البلدن الأخرى.

 

وأوضح سلامة أن البعثة تعمل بكامل إمكانياتها في دعم الانتخابات البلدية والنيابية والعامة، مشيرا إلى وجود وحدة في البعثة تدعم وتساند المفوضية العليا للانتخابات، لوعي البعثة بأن هناك مشكلة في الشرعية، لا يحسمها إلا صندوق الانتخابات.

 

وأعرب المبعوث الأممي عن أن هناك عدة معوقات قد تتسبب في تأجيل الانتخابات، من بينها تأخر مجلس النواب في إصدار قانون الانتخابات، إضافة إلى اشتباكات طرابلس في أغسطس الماضي والتي استمرت شهرا كاملا، وتفجير مفوضية الانتخابات من قبل نظيم الدولة الإسلامية.

 

وحمّل سلامة مسؤولية إنجاح الانتخابات المقبلة إلى كل الأطراف الليبية،  التي قال إنها ينبغي أن تلتزم بها وتقبل بنتائجها، كي لا تتكرر تجربة 2014م، حسب قوله.

 

الملتقى الجامع

 

وبين رئيس البعثة أن هدف الملتقى الوطني الجامع، هو إيجاد رقعة من التفاهمات للانطلاق نحو الاستحقاقات الانتخابية، إضافة إلى الاستفتاء على الدستور.

 

ونفى سلامة الاتهامات الموجهة ضده، بأنه ينطلق من عمله كأنه حاكم لليبيا، قائلا: ” إن الذين يتهمونني بهذه التهمة يجمعون بين نقيضين، فهم يتهمونني أيضا بأنني متفاعس في عملي “.

 

ونوه سلامة إلى إن تقديم الانتخابات البرلمانية على الرئاسية أو العكس، هو أمر متروك لتفاهم الليبيين عليه، مشيرا إلى أن دور البعثة هو تحصين هذا التفاهم دوليا والعمل على تنفيذه.

 

وأضاف سلامة أن الخطوة التي تلي التفاهم حول الجدول الزمني للانتخابات هو الملتقى الوطني الجامع، ومن ثم الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي لتحصين هذا التفاهم، بحسب قوله.

 

وتابع سلامة أن الملتقى الوطني الجامع هو عبارة عن إعلان لاتفاق الليبيين حول الجدول الزمني للانتخابات البلدية والنيابية والرئاسية

 

وأفصح المبعوث الخاص عن قيام البعثة بعملية تشاورية شملت 77 مدينة واجتماعا، استمعت فيها لليبيين وأصدرت تقارير حوت رغباتهم وتطلعاتهم، موضحا أن البعثة تتشاور حاليا مع الأطراف السياسية الفاعلة  ليروا مدى استعدادهم لتنفيذ تطلعات الليبيين.

واشترط سلامة تحديد موعد الملتقى الوطني الجامع بحدوث تفاهم عميق بين الأطراف الليبية، منوها إلى صعوبة تحديد الموعد قبل حدوث هذا التفاهم.

 

ووصف المبعوث الأممي أن الإجراءات الاقتصادية التي نفذت مؤخرا هي في واقعها إجراءات نقدية، سعت من أجلها البعثة وخففت كثيراً من مشكلة السيولة في ليبيا، لكنها غير كافية حسب تعبيره.

وأضاف سلامة أن البعثة تتطلع إلى أكثر من ذلك، معبرا عن أمله في توحيد المصرف المركزي، وتحديده لسعر العملة،  وإعادة النظر في بعض الإجراءات الاقتصادية.

 

وبين سلامة أن هناك 20 إجراءا  اقتصاديا لم يتخذ منها إلا اثنان فقط، موضحا أن هناك 18 قرارا ينبغي أن تتخذ، لمصلحة الشعب الليبي، مطالبا حكومة الوفاق بأن تتخذ هذه الإجراءات في أسرع وقت ممكن.

التدوينة سلامة: موقفنا واضح من مكافحة الإرهاب في ليبيا ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “سلامة: موقفنا واضح من مكافحة الإرهاب في ليبيا”

إرسال تعليق