طرابلس اليوم

الجمعة، 25 يناير 2019

إيطاليا وفرنسا، مصالح نفطية متباينة في ليبيا؟

,

موقع راديو فرانس أنترناسيونال

الكاتبة: كلار فاجز

مثّل الملف الليبي محور التوترات الكلامية الجديدة بين روما وباريس يوم الثلاثاء. فقد اتهم نائب رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو سالفيني، فرنسا “بعدم الاهتمام باستقرار ليبيا”، لأن “مصالحها النفطية في هذا البلد متناقضة مع مصالح إيطاليا”. لكن هذا الموقف يتعارض مع رأي الخبراء المختصين في قطاع النفط.

عند توجيه أسئلة إليهم، وصف هؤلاء اتهامات ماتيو سالفيني الموجهة لباريس بشأن ليبيا ونفطها “بالجدل السياسي” و”المزايدة الانتخابية”. ويعتبر فيليب سيبيل لوبيز، من مكتب جيوبوليا، أنه “يجب قراءة هذه التصريحات في السياق الإيطالي الداخلي، خاصة في إطار المزايدة بين نائبي الرئيس الإيطالي، اللذين لا ينتميان إلى نفس الشق السياسي، على ضوء الانتخابات الأوروبية”.

وأضاف فيليب سيبيل لوبيز أن “النزاع الحقيقي بين فرنسا وإيطاليا مرتبط بتدفقات الهجرة. ويمتد هذا الخلاف إلى مستوى الأزمة الليبية، لأن الفرنسيين والإيطاليين لا يتشاركون نفس المواقف بشأن المستقبل السياسي لهذا العملاق النفطي، ذلك أن الإيطاليين يدعمون حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، في حين يرغب الفرنسيون في تشريك خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، في المناقشات حول مستقبل البلاد”.

مشروع اندماج

 

وفيما يتعلق بموضوع النفط، أضاف فيليب سيبيل لوبيز أنه “تجمع بين شركتي النفط “إني” الإيطالية و”توتال” الفرنسية علاقات شراكة وتنافس في الآن ذاته، كما هو الحال دائمًا في مثل هذه الصناعة”. ووفقا لما أفاد به هذا الخبير فإنه “قبل بضع سنوات، كان بين الشركتين مشروع اندماج اقتصادي. لكن تعتقد شركة توتال أن مشاركة الدولة الإيطالية في رأس مال إني يشكل مشكلة”.

استثمار على المدى الطويل

 

يُذكر مدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، فرانسيس بيرين، بأنه “ميدانيا، لا وجود لتناقض بين مصالح كل من توتال وإني في ليبيا. ويعد الوضع الحالي في البلاد نتاج أعمال ميليشيا معينة، أو مشاكل حول خط أنابيب النفط، أو سيطرة مجموعة مسلحة على محطة وقود. وفي الواقع، من مصلحة الشركتين إقدام أهم الجهات السياسية الليبية على إعادة الأمور إلى نصابها وإرساء الأمن مرة أخرى في البلاد”.

عمدت هاتان الشركتان إلى الاستثمار في البلاد في الأشهر القليلة الماضية على الرغم من الوضع السياسي الداخلي. وقد انضمت “إني” إلى ائتلاف “بي بي” التجاري المكون من ثلاث كتل (كتلتان على البر في حوض غدامس في غرب البلاد، وكتلة واحدة على البحر على امتداد سواحل سرت). كما اشترت توتال الفرنسية شركة “ماراثون” الأمريكية  للنفط في حوض سرت.

“إني”؛ الشركة الأولى في ليبيا

 

يستنتج الباحث فيليب سيبيل لوبيز أن “شركة توتال ليست في وضع يتيح لها تهديد المركز الأول الذي احتلته شركة “إني” على امتداد فترة طويلة في ليبيا”. ففي هذا البلد، تنتج المجموعة الإيطالية كميات من الهيدروكربونات أكبر بتسع مرات مقارنة بالمنافس الفرنسي (أي ما يعادل 300 ألف برميل من النفط) والأمر سيان بالنسبة لإنتاج الغاز؛ الأمر الذي لم تنجح شركة توتال في القيام به. 

التدوينة إيطاليا وفرنسا، مصالح نفطية متباينة في ليبيا؟ ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “إيطاليا وفرنسا، مصالح نفطية متباينة في ليبيا؟”

إرسال تعليق