طرابلس اليوم

الاثنين، 29 أكتوبر 2018

حوصلة عن اعتقالات حفتر لبعض قياداته.. أسبابها ودوافعها!!

,

كما كان متوقعا من المراقبين المحليين للمشهد في شرق ليبيا، تعرض عدد من الضباط والقادة العسكريين المواليين لعملية الكرامة في الشرق خلال الأشهر الأخيرة لاعتقالات تعسفية بأوامر من قائد العملية اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

 

وبعد أن بسط سيطرته على معظم مدن المنطقة الشرقية قام حفتر باعتقال من يعارضه أو يخالف أوامره من الضباط في قواته بشرق البلاد، مما أثارت هذه الاعتقالات مخاوف وقلق لدى الكثير من الضباط المواليين لحفتر، خوفا من مكره.

 

ولم تُعرف أسباب الكثير من عمليات الاعتقال التي ينفذها حفتر عن طريق كتيبتي 106 مشاة وطارق بن زياد التي يقودها نجليه صدام وخالد في بنغازي وباقي مدن الشرق، أو من قبل كتائب الجماعات السلفية “المداخلة” المنتشرة في شرق ليبيا الموالية للواء المتقاعد.

 

فبعد انشقاق قادة بارزين من العسكريين بعملية الكرامة عن خليفة حفتر على غرار محمد الحجازي وفرج البرعصي والمهدي البرغثي وفرج اقعيم، لازال حفتر يمارس ضغوطه وأفعاله الإجرامية ضد العسكريين الذين يعتبرهم متمردين عليه كونه يرى في نفسه القائد الأوحد للجزء الشرقي من البلاد، وفق ما ذكر مراقبين.

 

الشيخي وبوغليظة

 

فقبل أكثر من عام، اعتقلت قوات حفتر آمر معسكر معمل القاعدة الثالث في بنغازي العقيد علي عبد السلام حكومة الشيخي (51 عامًا)، ووجَّهت له تهمًا عسكرية، بسبب ما وُصف بـ”التجاوزات في العمل”، ومنها إخراج آليات دون إذن.

 

وأوضح مصدر قريب من عائلة الشيخي في تصريحات إعلامية، أن قيادة عملية الكرامة أرسلت للعقيد علي لشيخي استدعاءً، ذهب بموجبه إلى المرج، حيث أُلقي القبض عليه في الخامس من أغسطس 2017، ومُنع من مغادرة مقر القيادة بحجة عرضه للتحقيق.

 

ونُقل الشيخي بعد شهر من اعتقاله إلى سجن الشرطة العسكرية في الكويفية شرق بنغازي، ومعه ثلاثة ضباط تحت إمرته تعرضوا للتعذيب كي يشهدوا ضده، إلى أن أطلق سراحه بعد أربعة أشهر من اعتقاله لبراءته من التهم المنسوبة إليه وعدم إثبات إدانته في التحقيقات، ولكنه استبعد من العمل العسكري.

 

وفي 21 يناير الماضي اعتقلت كتيبة 106 بقيادة صدام حفتر العقيد طيار مُتقاعد سعيد بُوالغليظة الفارسي في مدينة بنغازي لعدة، بسبب الانتقادات التي تنشرها ابنته نادين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لعملية الكرامة وقيادتها.

 

اعتقال وزيرا داخلية

 

ومن بين عمليات الاعتقال الأبرز في صفوف العسكريين في بنغازي، كانت عملية اعتقال وزير الدّاخليّة السابق بالحكومة الموازية في البيضاء عمر السنكي الذي اعتقل في 13 نوفمبر من العام الماضي لأسباب مجهولة، ولازالت عائلته تطالب بكشف اللثام عَن القضية وتوضيح أسبابها.

 

وقد باشر عمر السنكي مهامه وزيرا للداخلية في 14 أكتوبر 2014 قبل أن يوقفه رئيس الحكومة عبدالله الثني عن العمل في 9 فبراير من العام التالي، ولم تتمكن عائلته حتى الآن مِن معرفة سبب ومكان احتجازه وظروف حبسه ووضعه العام وحالته الصحيّة التي تحتاج إِلى رعايّة خاصّة، وفق تصريحات ابنه وليد.

 

وفي حادثة مشابهة، تعرض وزير الداخلية السابق بالحكومة الثني لعملية اخفاء قسري لعدة أيام في مدينة المرج شرق بنغازي، بعد أن فقد الاتصال به في ظروف غامضة في الرابع من الشهر الجاري، ليطلق سراحه بعد أيام من اختفائه دون ذكر أي تفاصيل حول هذه الحادثة التي لم تفصح أي جهة أمنية أو عسكرية مسؤوليتها عن ذلك.

 

حسونة الدرسي

 

ومارست كتيبة 106 هويتها المفضلة في عمليات اعتقال العسكريين المتمردين على اللواء المتقاعد خليفة حفتر، لتلقي القبض على العميد ركن فتحي حسونة الدرسي بمدينة البيضاء في 23 سبتمبر الماضي، وسط تكتم عن هذه الحادثة من قبل الوسط الإعلامي والمدني.

 

وكان فتحي حسونة قد منصب مدير مكتب حفتر للشؤون الخارجية، كما يعد حسونة من أوائل الضباط الذين انضموا إلى عملية الكرامة وأحد مؤسسيها، علما بأنه قد نجا عام 2016 من محاولة اغتيال في منطقة العويلية شرقي مدينة المرج.

 

العريبي وابنه

 

ففي وقت مبكر من فجر الثلاثاء الموافق الثاني من أكتوبر الجاري، اعتقلت مجموعة مسلحة في بنغازي يرجح أنها تابعة لإحدى كتيبتي نجلي حفتر، عميد بلدية بنغازي سابقا أحمد العريبي وابنه علي من منزله بمنطقة أرض لملوم، واقتادتهما إلى جهة مجهولة.

 

ووفقا لمصادر لليبيا الخبر، فإن أحمد العريبي متهم بتسريب وثائق تثبت تورط الكتيبة 106 مشاة بإمرة صدام نجل خليفة حفتر، في نقل كميات كبيرة من النقود والفضة من مصرف ليبيا المركزي فرع بنغازي إلى جهة مجهولة.

 

ويعد العريبي الذي يحمل رتبة “لواء” أحد الشخصيات المقربة من اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي كلفه في وقت سابق عميدا لبلدية بنغازي، خلفا للمجلس البلدي المنتخب برئاسة عمر البرعصي، ويشغل أحمد العريبي حاليا منصب نائب رئيس جهاز المخابرات العامة التابع لعملية الكرامة.

 

الرفادي.. والقائمة مستمرة

 

أخيرا وليس آخرا، اعتقل قبل أيام آمر الغرفة الأمنية بدرنة وآمر غرفة عمليات عمر المختار السابق اللواء سالم مفتاح الرفادي، من منزله بمدينة بنغازي من قبل قوة مكلفة من الرجمة حيث مقر القيادة العامة لعملية الكرامة وقامت باقتياده إلى الرجمة ولا يعرف مصيره إلى الآن.

 

ويرجح الكثير من المراقبين زيادة قائمة المعتقلين من العسكريين في شرق ليبيا من قبل اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وهذا ما أكده المستشار العسكري والاستراتيجي العقيد عادل عبد الكافي الذي قال إن لم تكتمل بعد.

 

ورأى عبد الكافي، أن الاعتقالات التي يقوم بها حفتر تأتى في إطار التخلص من قيادات أصبح وجودها يشكل خطر عليه وعلى أولاده، لأن هؤلاء المعتقلين يملكون معلومات تدينهم مثل الإعدامات أو الفساد المالي التي بلغت الملايين.

 

وأوضح عبد الكافي في سياق حديثه لليبيا الخبر، أن بعض هذه القيادات العسكرية بعملية الكرامة التي اعتقلها حفتر تعاطت مع المجتمع الدولي بالمعلومات التي تمتلكها وهذا ما أثار غضب حفتر وبدء بشن حملة اعتقالات موسعة لازالت قائمتها لم تكتمل، على حد تعبيره.

 

وعن التناقضات قيادة عملية الكرامة حول أسباب الاعتقال، قال المستشار العسكري والاستراتيجي: “تارة يقولون أن هؤلاء القيادات تم القبض عليهم بسبب ارتكابهم فساد مالي أو التجهيز لانقلاب ضد حفتر، وتارة ينكرون تماما وجود المعتقلين لديهم مثل حالة اعتقال أحمد العريبي”.

 

ويخيم الصمت على وسائل الإعلام الموالية لعملية الكرامة والمؤيدة لخليفة حفتر وعلى مؤسسات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان في شرق ليبيا، بشأن هذه العمليات التي رفضها معظم الأهالي في شرق البلاد قبل أكثر من أربع سنوات إبان انطلاق عملية الكرامة.

التدوينة حوصلة عن اعتقالات حفتر لبعض قياداته.. أسبابها ودوافعها!! ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “حوصلة عن اعتقالات حفتر لبعض قياداته.. أسبابها ودوافعها!!”

إرسال تعليق