طرابلس اليوم

الأربعاء، 26 ديسمبر 2018

” داعش ” ليبيا من الأشرطة المرئية إلى استهداف المؤسسات

,

عاد تنظيم الدولة الإسلامية ” داعش ” إلى الظهور مجددا على الساحة الليبية، بعد عامين من تحرير معقله الرئيسي بمدينة سرت الليبية، على يد قوات البنيان المرصوص عام 2016م.

 

وانتهج التنظيم أول ظهوره إثر هزيمته سياسة بث الأشرطة المرئية التي تهدف إلى الإعلان عن وجوده واستقطاب عناصر جديدة إليه.

 

ففي سبتمبر من عام 2017م أصدرت وكالة أعماق الذراع الإعلامية للتنظيم شريطا مرئيا، لوحت فيه بالاستمرار في القتال، وعرضت مشاهد لمعسكرات تدريبية في الصحاري الليبية.

 

سبق ذلك في شهر أغسطس من العام نفسه شريط مرئي بثه التنظيم في منطقتي بوقرين والجفرة، يظهر قيام عناصره باستيقاف السيارات وإقامة حواجز عسكرية ودوريات ليلية.

 

وتبين الأشرطة المرئية التي يبثها التنظيم تباعا نشاط عناصره في المنطقة الصحراوية جنوب غربي مدينتي سرت وبني وليد، وقيامهم بنقاط تفتيش مفاجئة على الطرق الفرعية والرئيسية في هذه المناطق.

 

وكانت قوة حماية وتأمين سرت قد علقت على الأشرطة التي يبثها التنظيم بين حين وآخر، مبينة أنها قد حذرت عبر وسائل الإعلام من نشاط عناصر التنظيم، مؤكدة أنها لا تزال تلاحق فلوله الهاربة في الصحراء الليبية.

 

لكن التنظيم لم يلبث أن انتقل إلى خطوة أخرى تمثلت في اختطاف عسكريين ومدنيين في أنحاء متفرقة من البلاد، واستهدافه لعدد من النقاط العسكرية والأمنية.

 

وفي أكتوبر عام 2017م أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا بداية مرحلة جديدة في تنفيذ عملياته، عندما استهدف مبنى محكمة مدينة مصراتة أثناء محاكمة خلية تنتمي إليه، وأسفرت العملية التي تبناها بشكل رسمي عن 5 قتلى و21 جريحا.

 

مفوضية الانتخابات

 

وما إن حل العام 2018م حتى واصل التنظيم استهدافه لمؤسسات الدولة ومنشآتها الحيوية، ففي صباح الثاني من مايو هذا العام، قام شخصان ملثمان باستهداف مقر المفوضية العليا للانتخابات بالعاصمة طرابلس، قتل فيه 13 شخصا من الموظفين، وسقط عدد من الجرحى والمصابين.

 

وأعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني إثر تفجير المفوضية الحداد ثلاثة أيام، مؤكدا أن ذلك لن يثنيه عن دعم المفوضية العليا للانتخابات، والتزامه بالمسار الديمقراطي لإجراء انتخابات عامة تصل بالبلاد إلى بر الأمان، موجها تعليماته للجهات المختصة بتقديم الدعم للمتضررين.

 

وطالبت البعثة الأممية إلى ليبيا بالقصاص العاجل من الإرهابيين الذين أرادوا تعطيل المسار الديمقراطي.

 

واستنكرت الخارجية الأمريكية هذا الهجوم، مشددة على دعمها للشعب الليبي، وتطلعه إلى دولة مدنية تحترم القانون والمؤسسات.

 

من جانبه أدان سفير المملكة المتحدة لدى ليبيا ” فرانك بيكر ” استهداف مقر المفوضية، متمنياً الشفاء لكافة جرحى التفجير الإرهابي.

 

مؤسسة النفط

 

لم يتوقف التنظيم عن المضي في نهج استهداف المؤسسات، ففي صبيحة العاشر من ديسمبر، استيقظت العاصمة طرابلس على تفجيرٍ استهدف مقر المؤسسة الوطنية للنفط، راح ضحيته اثنان من الموظفين، وأصيب عشرة آخرون.

 

واتهمت قوة الردع الخاصة على صفحتها في الفيس بوك وقوف ” داعش ” وراء التفجير، مشيرة إلى أن أشلاء الانتحاريين التي عثر عليها سوداء اللون.

 

واعتبرت البعثة الأممية إلى ليبيا أن الاعتداء على المؤسسة الوطنية للنفط هو اعتداء على الشعب الليبي، كونه يمثل مصدر قوت الليبيين، داعية الليبيين إلى التوقف عن التناحرات العقيمة، والعمل معا ومع المجتمع الدولي لاستئصال الإرهاب.

 

خارجية الوفاق

 

لم تمض ثلاثة أشهر على تفجير المؤسسة الوطنية للنفط، حتى استهدف تفجير ثالث مبنى وزارة الخارجية بالعاصمة طرابلس أمس الثلاثاء، سقط فيه ثلاثة قتلى، و21 جريحا.

 

وعقب التفجير توالت بيانات التنديد والاستنكار من قبل مؤسسات حكومية وأهلية، دعت في الوقت نفسه إلى التحقيق في حوادث التفجير، وطالبت بتقوية الأمن والأجهزة الأمنية المختصة.

 

ووصفت البعثة الأممية إلى ليبيا التفجير بالعمل الجبان، مؤكدة على لسان رئيسها غسان سلامة أنه لن يثني الليبيين عن قرار بناء دولتهم، ونبذ العنف والاقتتال.

 

غير أن الملفت في ردود الأفعال على تفجير الخارجية الأخير، ما صرح به وزير الداخلية بحكومة الوفاق الوطني فتحي باشاغا في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية أقر فيه بوجود فوضى وقصور في الأجهزة الأمنية، مطالبا بتفعيل الترتيبات الأمنية التي رعتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

التدوينة ” داعش ” ليبيا من الأشرطة المرئية إلى استهداف المؤسسات ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “” داعش ” ليبيا من الأشرطة المرئية إلى استهداف المؤسسات”

إرسال تعليق