طرابلس اليوم

الجمعة، 29 ديسمبر 2017

” بيتُ العتاب بملامح غزلِّيه ”   

,

عبد الرحمن المنتصر/ كاتب ليبي

بينما نحن في مايو آخر أيام الفصل الدراسي بمدرسة المدينة تبدأ ملامح قصة حب سافر تعلوا متأخرة عن موعدها في فصل الشتاء تبدوا غريبة أن يكون الأستاذ محمد هو من بدأها عن غير قصد بكتابته بيتا على سبورة الفصل يشرح من خلاله التشبيه البلاغي بدأت من هناك لحظة الميول ولا شيء غير الانعطاف .

وفي آخر صباح أيوليٌّ دافئ كان مشرقا إلى حد الطرب خفقان قلب هادئ وآخر أكثر اضطرابا عيون هادئة وأخرى ساكنة حد الوله مبحرة في زوايا الامتلاءِ خافتةٌُ في نواحي التعلق تستكمل مشهد النقص الروحي في غيابات الحاضر الوحيد بالنسبة لعاشقة وجدت ما كان منتظرا وما قد يكون مناسبا لتتمَّة أثاث قلبها البريء

إنها اللحظة التي يعرفها العاشقين جميعاً ومن شأنها أن تغير واقع الكثيرين لم يكن موعد الدق على طبول القلب مناسباً في تقديري لكن معارك الحب غادرة تمارس الحروب انتهاكا و فُجاراً حتى في الشهر الحرام

مضى الشتاء غير بعيد والأسباب في الحب لا تكون مهمة عندما تنفعل كيمياء التواصل الوجداني وتعصف بذراتها حرارة محددة بانصهار عكسي من موقد حسي أحيانا ومن معنوي في حين آخر يتكون ما نعرفه نحن بالحب أو قل هناك طاقة ما تتحرك بلا إيعاز وتنعطف كل الانعطاف عندما تجد أو تشك في انسجام مادتها وإمكانية الاندماج

حقيقة لم يُسألِ القلب يوماً لماذا الانعطاف ولا ماذا يعني هذا الوقت بالتحديد ولمْ يتسنى أبداً له البحث والتنقيب عن هذا الخيار بالذات إنها روحانيات صادقة عادة وانغماس في الآخر حتى أنك لتميزه برائحته وسط اكتظاظ المطر وانهماره

ذلك البيت الذي كتبه الأستاذ محمد بيده اليمنى فلم يكن يوما أعْسراً كغالب الأدباء والفنانين

لقد كتب على سبورةٍ لم تكن من النوع الجيد مكتظة ممتلئة بأثر الحبر القديم وما من شأنه إتعاب عين الناظر وإرهاقها لا لم يكن خطه جميلا للقدر الذي يلفت نظر القراء نحوه لكن وقدرا لم يكتب إلا إيقاعا وافق مقام العشق على درجة “دو” أو قل “ري ” فكان على جواب ” السي ” قلبيا غارقا في التعلق

كأن دموع العين غدر بربها … إذا كن اثر الغادرين بواكيا

لم يكن أصلا بيت غزل بقدر ما فيه من وجع العتاب والملامة لكن تغير قلب وأعرض آخر ولحاجة في نفس الأستاذ محمد بعد إدراكه حجم ما حصل في عالمها الروحي جراء دائرة تأثيره ساير العاشقة حد الملاطفة وبدأت تبنى أشياء في خيالاتها لا تبدوا مجرد قصة حب عابر بل حكاية واقع آجل في ذهن أنثى تخجل من تكذيب خيالها الوارف وقد أورق بعد فترة من السكون فهي تحفظ ملامحه طبقات صوته ولا تكتفي حتى أنها تقلد خطوه وتستخدم حروفه و ترسم بدلال مغدق عيونه وردات فعله والتي هي جزء منه وما صادفها من حركات له تبدوا في ذهنها مقصودة كانت تطربها حد الصخب الجامح في تصوراتها

لم تكتف بمجرد تفقده وتتبع أثره صارت تبوح لمن يلقى بوحها صدى فيه وهنا حصلت المفاجأة فالأخرى متيمة بأستاذها أيضا لكن ليس هو تماما من تعشقه سلمى انه سامي هـــــذه المرة

للأسف وهكذا كسرت جرة الأستذة أمام قصص العشق الأولى في أعطاف المراهقات داخل المدرسة .

يتبع في الحلقة القادمة

التدوينة ” بيتُ العتاب بملامح غزلِّيه ”    ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “” بيتُ العتاب بملامح غزلِّيه ”   ”

إرسال تعليق