طرابلس اليوم

الأربعاء، 28 فبراير 2018

حفتر وروسيا.. مشاكسة الغرب أم حصان طروادة؟

,

رغم إنكار رغبتها وسعيها منذ فترة طويلة للبحث عن موطأ قدم لها في ليبيا وتأكيدها مرارا أنها تقف على مسافة واحدة من أطراف النزاع في ليبيا فإن طموح اللواء المتقاعد خليفة حفتر لعقد شراكة عسكرية مع روسيا يعزز إمكانية تحقيق رغبة كلا الطرفين في الوجود العسكري بليبيا.

وكانت وكالة سبوتنيك الروسية قد نشرت مؤخرا نقلا عن رئيس لجنة الاتصال الروسية المعنية بليبيا ليف دينغوف في حواره مع صحيفة اليوم السابع أن “الجيش الليبي” -في إشارة إلى قوات حفتر- قدم طلبا إلى روسيا لإقامة قاعدة عسكرية روسية شرقي البلاد، مؤكدا أنه لا يزال من غير الممكن معرفة ما إذا كان ستتم الموافقة على ذلك الطلب.

غير أن الناطق باسم قوات حفتر العميد أحمد المسماري نفى صحة طلب قائد عملية الكرامة إقامة قاعدة عسكرية روسية شرقي ليبيا، متهما دولا وأنظمة استخباراتية بالترويج بذلك لوسائل الإعلام.

فرصة مواتية

وسبق لرئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي فلاديمير شامانوف أن صرح في يناير/كانون الثاني الماضي -وفق وكالة سبوتنيك الروسية- بأن بلاده ستعزز وجودها العسكري في البحر الأبيض المتوسط الذي لم تكن موجودة فيه منذ زمن طويل، وستضع خططها هناك انطلاقا من المصالح الوطنية.

وتبدو الفرصة أمام موسكو مواتية لتحقيق مصالحها وأهدافها في ليبيا التي لم تكتمل خلال نظام القذافي والربيع العربي الذي أضر بالعلاقات الثنائية بين البلدين، حيث خسرت روسيا عقودا تقدر بأكثر من أربعة مليارات دولار، ومن ناحية أخرى تريد موسكو عدم ترك الساحة للاعبين الأوروبيين وحدهم، خصوصا عقب إعلان إيطاليا زيادة عدد جنودها في ليبيا، ويرى البعض أن روسيا قد تستخدم حفتر مثل أداة مثل “حصان طروادة” لتحقيق مصالحها، في حين يستبعد آخرون ذلك.

ويرى المحلل السياسي أسامة كعبار أن ليبيا حصة أوروبية-أميركية، وأن كل ما تفعله روسيا الآن هو لعب دور “المشاكس” في محاولة منها لممارسة ضغوطات وتنازلات أوروبية-أميركية في سوريا، وإيصال رسائل تقول فيها إنها تستطيع أن تعبث في الملف الليبي وملفات أخرى، حسب رأيه.

بسيكري قال إنه من المحتمل أن تلجأ روسيا لتوظيف رغبات حفتر في تعزيز نفوذه العسكري تحت غطاء “خبراء” (الجزيرة)

بينما يستبعد الناشط السياسي صلاح البكوش أن تكون روسيا مهتمة حاليا بإنشاء قاعدة عسكرية لها في ليبيا نظرا لتكلفتها العالية، موضحا أن ما تقوم به هو محاولة لخلق ورقة رابحة من ليبيا للمقايضة بها في أماكن أخرى ساخنة.

دعم حفتر

وعن مدى تأثير التدخل الروسي على وضع حفتر وقواته بين كعبار أن الصفقات العسكرية تطيل أمد الأزمة وتعزز موقف حفتر الذي يعاني من تدني شعبيته في شرقي ليبيا جراء صداماته المتكررة مع بعض القبائل.

ولا يتوقع المحلل السياسي السنوسي بسيكري في حديثه للجزيرة نت أن تخترق موسكو قرار حظر السلاح على ليبيا في حال تطورت المواقف الإقليمية والدولية بشأن الخلاف الروسي الغربي، وبالتالي من المحتمل أن تلجأ إلى توظيف رغبات حفتر في تعزيز نفوذه العسكري تحت غطاء “خبراء”.

واستقبلت موسكو حفتر رسميا أكثر من مرة خلال العامين الماضيين، التقى فيها مسؤولي الدفاع والخارجية ومجلس الأمن القومي، وناقشوا مسألة توريد السلاح إلى ليبيا بشرط رفع الحظر، في حين كان اللقاء الأبرز لحفتر مع مسؤولين عسكريين كبار على متن حاملة طائرات روسية رست قبالة سواحل طبرق، الأمر الذي لم يلاق استحسان الدول الغربية.

وفي حال تدخلت روسيا فعليا يرى بسيكري أن الوضع سيكون متأزما وقريبا من الواقع السوري، مضيفا أنه إذا توفر الدعم العسكري لحفتر فإنه ربما سيخوض مغامرات عسكرية مفتوحة، ويضرب بعرض الحائط فكرة الوصول للسلطة عبر الانتخابات.

من ناحية أخرى، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي نوري الصلابي أن روسيا دولة “مخادعة” لا تهمها إلا مصالحها الخاصة، موضحا أنها لا تتدخل عسكريا بطريقة مباشرة، لكنها تقدم مساعدات عسكرية بسخاء للدول الغنية.

ويقول الصلابي في حديثه للجزيرة نت إن حفتر تعهد لروسيا في حال وصل إلى سدة الحكم بأنه سيقوم بسداد ديون سابقة، ولذلك لن تقيم روسيا قواعد عسكرية بشكل علني، لكنها ستشرف على دعم حفتر بجميع الوسائل والإمكانيات أملا منها بأن يصبح زعيما لليبيا.

المصدر : الجزيرة نت

التدوينة حفتر وروسيا.. مشاكسة الغرب أم حصان طروادة؟ ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “حفتر وروسيا.. مشاكسة الغرب أم حصان طروادة؟”

إرسال تعليق