طرابلس اليوم

الأحد، 25 فبراير 2018

التدخلات الخارجية في ليبيا تزيد من عمق جرح النزعات

,

لا يخفى على أحد أن ليبيا أصبحت مساحة للتدخلات الخارجية، بل ساحة حرب بالنيابة في بعض الأحيان، وزادت هذه التدخلات من تأجيج الصراع في ليبيا بدعم بعض الدول الإقليمية والدولية لطرف على آخر في هذا البلد.

ويرى البعض أن هذه التدخلات أرهقت ليبيا، وهي المسبب الوحيد للصراع الدائر فيها، بينما يلوم أخرون من استغلوا وأفسحوا المجال لتلك الدول، التى تتهم بالتدخل في شؤون ليبيا الداخلية وتضع خططا مستقبلية لدعم طرف بعينه.

فالتدخل الخارجي لم يعد سرا مكتوما،  بل أصبح علانية وأمام مرئ ومسمع الجميع، خاصة بعد تأكيد دول كبرى مثل روسيا على أن هناك دولة تكسر الحظر المفروض على ليبيا وتورد الأسلحة إلى بنغازي وطرابلس دون أن تفصح عن اسمها.

وزادت هذه التدخلات التي بدأت في 2011 إبان ثورة 17 من فبراير، ورافقت ليبيا لمدة سبع سنوات، حيث شهدت البلاد صراعا داخليا كان هو الأعنف بين أبناء ليبيا.

تأثير سلبي

وقال عضو المجلس الأعلى للدولة منصور الحصادى: إن التدخل الخارجي أثر سلبا على المشهد الليبي، وأسهم فى تعقيد الحياة السياسية فى ليبيا، حيث أجج الصراع ونشر الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.

وأوضح الحصادي في تصريح صحفي لليبيا الخبر، أن ليبيا شهدت عددا من التدخلات وكان أخطرها التدخل العسكري والمخابراتي، الذى يغلب طرف على الأخر، والذي بدوره أزم وزاد من تفاقم الوضع، بالإضافة إلى التدخل الإعلامي ودعم قنوات ليس لديها مشروع وطني وهمها التأحبج والتحريض والفتنة بين الليبيين.

وأضاف عضو مجلس الأعلى للدولة قائلا: أنا على يقين بأن الليبيين قادرين على الجلوس وحل مشاكلهم بعيدا عن التدخل الأجني في شؤوننا، لهذا ينبغي على الليبيين ألا يعطوا أي فرصة لأي تدخل خارجي فى الشأن الداخلي، بل يجب علينا أن نتنازل ونتحاور ونتقارب من أجل ليبيا ومستقبلها.

تمزيق النسيج

في حين رأى المحلل السياسي فرج دردور، أن التدخل الخارجي يرجع عوائد سلبيا على البلاد، ويمزق النسيج الإجتماعي واللحمة الوطنية بين الليبيين، وقد يدخل ليبيا في حرب أهلية لا تنتهي.

وبيّن دردور لليبيا الخبر، أنه يجب على الليبيين أن لا يهتموا بالتدخل الخارجي وعليهم بناء أرضية صلبة تقف عندها التدخلات كافة، موضحا أن لو لم تجد الدول التى تتدخل في شؤون ليبيا الداخلية آذانا صاغية وشخصيات تنفذ ما تأمر به هذه الدول، فلن تسطيع التدخل.

وأشار دردور إلى أن التدخل الإيجابي في مساعدة ليبيا لايجب أن نسميه تدخلا في شؤوننا بل الأجدر أن نطلق عليه تعاون دولي بين دول ترى في مصالحها الاقتصادية والسياسية مع ليبيا، فتتبادل معنا المصالح وتساعدنا في بناء الوطن، وفق دردور.

محاسبة

في المقابل أكد المحلل السياسي محمد أبوقعرة، أن التدخل الخارجي تسبب في أضرار كبيرة وزاد من جراح الوطن، ومزق النسيج الإجتماعي بل في بعض الأحيان أثار صراعا بين أبناء ليبيا لم يكن يتوقعه أحد، ولكن يجب أن لا نحاسب الدول التي تتدخل بل، من المفترض محاسبة من سمحوا لها بهذا التدخل.

ونوه أبوقعرة إلى أن الدول تتدخل في ليبيا لكي ترعى مصالحها وتجعل من ليبيا بؤرة للإرهاب لكي تغطي على خيباتها السياسية، فهناك بعض الدول عندما يحدث في داخلها تفجير توجه صوابع الإتهام لنا كليبيين بينما نحن نعاني من هذا الإرهاب والذى ترعرع في ليبيا برعاية دولية، وفق تعبيره.

وفي إطار كل هذه التحليلات والتصورات يبقى تطاول الإيدي على ليبيا يعمق جراحها على أمل أن ينتهي كابوس التدخلات الذى جثم على الليبيين لسبع سنوات، على أمل أن تنهض ليبيا مجددا دولة ذات سيادة.

التدوينة التدخلات الخارجية في ليبيا تزيد من عمق جرح النزعات ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “التدخلات الخارجية في ليبيا تزيد من عمق جرح النزعات”

إرسال تعليق