طرابلس اليوم

الثلاثاء، 26 فبراير 2019

كاتب في مجلة فرنسية يعدد رجال ظل منخرطين في الأزمة الليبية

,

نشر الكاتب جهاد جيلون مقالا، عمن أسماهم برجال الظل المنخرطين في الأزمة الليبية، نافيا عن هؤلاء الرجال، أي تفويض أو منصب رسمي، ولكنهم  بحسب جيلون، ذوو تأثير شديد على الملفات الدولية الحساسة.

 

وقال جيلون في مقاله الذي نشرته مجلة جون أفريك الفرنسية، إن الأزمة الليبية منحت فرصة النشاط لهؤلاء الأشخاص، من أصحاب النفوذ ورجال الأعمال الوصوليين، وأصحاب اللوبيات والوسطاء، وغيرهم من الاستشاريين.

 

وأوضح كاتب المقال أن رجل الأعمال الفرنسي، جان إيف أوليفييه، في مقابلة له مع مجلة ” جون أفريك ” في شهر أغسطس من سنة 2018، حين طُلب منه تعريف دوره كوسيط بين الأطراف الليبية، صرح بأن الأمر يندرج ضمن ما أسماه بالدبلوماسية الموازية.

 

وبحسب جيلون فإن رجل الأعمال الفرنسي، المقرب من الرئيس الكونغولي ديني ساسو نغيسو، هو صاحب مبادرة الحوار الداخلي بين الليبيين، وينطلق من فكرة إرساء مصالحة وطنية، تسبق أي حل للخروج من الأزمة.

 

وكشف الكاتب أن أوليفييه، نظم لقاء بين كل من الشخصية البارزة السابقة في نظام القذافي بشير صالح، والعضو السابق في الجماعة الإسلامية المقاتلة، الذي يترأس حزب الوطن حاليا عبد الحكيم بلحاج، في إسطنبول في شهر أغسطس من عام 2017م.

 

واعتبر جيلون أن أوليفييه يتمثل نشاطه في تجميع أكبر عدد ممكن من الليبيين دون استثناء أي طرف، بما في ذلك عائلة القذافي، مشيرا إلى أن أوليفييه يدين تهميش هذه العائلة، خلال اتفاق الصخيرات في المغرب سنة 2015م.

 

 

 

ويرجع الكاتب جيلون أن الغاية من وراء نشاط رجل الأعمال الفرنسي أوليفييه المشاريع الاقتصادية والاستثمارات مستقبلا، لافتا إلى مقابلة أجريت معه في مجلة جون أفريك قال فيها: “في حال توفرت فرص اقتصادية في ليبيا مستقبلا، فلماذا ينبغي عليّ التخلي عنها؟.

 

ويصنف الكاتب جيلون ، السياسي الفرنسي ميشيل سكاربونشي أحد رجال الظل المنخرطين في الأزمة الليبية، موضحا أن له دورا مهما في اجتماع السراج وحفتر برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بفرنسا عام 2017م.

 

ويعد سكاربونشي أحد معارضي التحالف الذي ساهم في إسقاط نظام العقيد القذافي  سنة 2011، حيث عبر في أعمدة جريدة “لوموند” اليومية عن معارضته لتدخل التحالف.

 

 وقال أمام بعض النواب الفرنسيين ” لقد كتبت إلى فرانسوا أولاند من أجل معارضة هذه الحرب، لكنه لم يحرك ساكنا “.

 

 

 

ويعتبر سكاربونشي: “أن حفتر في يده مفتاح ليبيا المستقبلية، مصرحا ” حين تحيطون علما بالجيوسياسية، يمكنكم على الفور فهم مكان وجود الرجل القوي، ففي حين يعتبر السراج دمية بين أيدي منظمة الأمم المتحدة والميليشيات الإسلامية، فإن حفتر يقاتل ضد الجهاديين “.

 

 

 

ويضيف الكاتب جيلون أن الصحفية روميانا أوغارتشنسكا، من الشخصيات القليلة التي كانت على اتصال مع الجنرال حفتر، ومن خلالها تشكلت أولى الروابط بين سكاربونشي وعشيرة حفتر، بحسب الكاتب.

 

وأضاف الكاتب  أنه في نهاية سنة 2016، قدمت هذه الصحفية المستشار الدبلوماسي المارشال فاضل الديب لسكاربونشي، ومنذ ذلك الحين، توطدت العلاقة بين الرجلين في باريس، وساعد سكاربونشي الديب على لقاء جان إيف لو دريان، الذي كان حينها وزيرا للدفاع، وبيّن سكاربونشي أن ” جان إيف لو دريان تقابل معه وأدرك حينها أهمية حفتر، ومن هنا انطلق كل شيء “.

 

 

 

ويبين الكاتب أن سكاربونشي دعي إلى بنغازي لمقابلة خليفة حفتر، وبعد هذه الزيارة صرح قائلا: ” لقد قضيت حوالي أربع ساعات برفقته وأدركت أن هذا الرجل هو بمثابة شارل ديغول ليبيا”.

 

ويضيف الكاتب جيلون أنه في ذلك الوقت، انتخب ماكرون على رأس البلاد، ونشر حينها سكاربونشي في نهاية شهر مايو مقال رأي في موقع ” هافينغتون بوست ” بعنوان: لماذا ينبغي على ماكرون السيطرة على الملف الليبي حتى يتسنى التوصل إلى مخرج للأزمة؟.

 

ويتابع جيلون أن سكاربونشي نصح بكتابة رسالة تهنئة من قبل حفتر للرئيس الجديد، وتولى مسؤولية إيصال الرسالة بنفسه إلى الأمانة العامة للخلية الدبلوماسية للرئيس الفرنسي، وفي هذا السياق، أكد سكاربونيشي: ” لم أقابل ماكرون شخصيا قطّ، لقد تأثر الرئيس على ما أظن، فبعد شهر تقريبا، دعا كلا من السراج وحفتر إلى لاسيل سان كلو ” بالقرب من باريس.

 

ويتساءل كاتب المقال هل حصل سكاربونيشي على أي أموال مقابل جهوده؟ ليجد سكاربونشي يجيب متفاخرا ” لقد عملت مجانا من أجل الشعور بأني شخص مفيد، وربما جنبني هذا الأمر الكثير من المتاعب.

 

وبحسب كاتب المقال فإن سكاربونيشي لا يؤمن بالعملية السياسية الليبية ويدعم الأسلوب القوي الذي ينتهجه حفتر، ووفقا له، فإن التفجيرات الفرنسية الأخيرة في تشاد تهدف إلى دعم هجومه في الجنوب.

 

ويعد الكاتب جيلون السياسي التونسي محمد عياشي العجرودي، من بين الأطراف الأخرى المعروفة في مؤسسة برازافيل، التي يشرف رئيسها ديني ساسو نغيسو، على إدارة لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى حول ليبيا.

 

ويؤكد جيلون أن الرجل يدير أعمالا في مجالات معالجة المياه، والاستيراد والتصدير والعقارات المشورة للصناعيين الفرنسيين الراغبين في الاستثمار في الكونغو.

 

 

 

ويبين جيلون أنه خلال اجتماع عُقد في العاصمة الكونغولية يوم 26 نوفمبر 2017 برعاية ديني ساسو نغيسو، أشاد رئيس المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية العجيلي، عبد السلام بريني، بحرارة بالعجرودي، الذي يعرّف نفسه على أنه ” قائد ملتزم وفاعل خير “.

 

ويضيف أن العجيلي وهو مسؤول ليبي مقرب من أوساط عائلة القذافي، قال إن العجرودي محب للوطن، ولطالما قدم لنا المساعدة، وفي الواقع، لعب هذا التونسي دورًا رئيسيًا في تنظيم الاجتماع.

 

 

 

ويعتبر كاتب المقال أن مارسيل سيكالدي، وهو محامي سيف الإسلام القذافي، من بين المؤيدين الفرنسيين لعشيرة القذافي، موضحا أنه عارض التدخل الأجنبي ضد نظام العقيد، حيث اعتبر سقوطه ثمرة مؤامرة دولية.

 

وأوضح جيلون أنه بتاريخ 13 ديسمبر، نظم سيكالدي دورة في باريس تمثل هدفها الرئيسي في التنديد بعواقب تدخل الأمم المتحدة في ليبيا.

 

 

 

وبحسب جيلون فإن هذا الفرنسي قد زار تونس في شهر فبراير سنة 2014 لمقابلة ممثلين عن تاورغاء، الذين يعتبرون ضحايا الثوار الليبيين، ويعتبر هؤلاء أن أعضاء هذه القبيلة من المؤيدين للنظام السابق.

 

ويختتتم كاتب المقال رجال الظل في ليبيا برجل الأعمال المغربي السويسري محمد بنجلون، مبينا أن بينه وبين ليبيا علاقة امتدت إلى فترة طويلة.

 

ولفت جيلون إلى أن ضفاف بحيرة ليمان، شهدت لقاء له مع وفد ليبي سنة 2005م، لمناقشة تنظيم الأحداث القارية ( لقاءات رياضية، ومؤتمرات ) من أجل إعادة طرابلس إلى الساحة الدولية.

 

وبين أن شركته ” جنرال أوريونت ” كرست نشاطها لدور الوساطة وضمان التواصل بين رجال الأعمال الأوروبيين والأفارقة والعرب، مبينا أن هذه المهارة مفيدة في الملف الليبي.

 

التدوينة كاتب في مجلة فرنسية يعدد رجال ظل منخرطين في الأزمة الليبية ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “كاتب في مجلة فرنسية يعدد رجال ظل منخرطين في الأزمة الليبية”

إرسال تعليق