طرابلس اليوم

الأحد، 26 فبراير 2017

صراع نفوذ بين حكومتين..من يسيطر على العاصمة الليبية طرابلس؟

,

تشهد العاصمة الليبية طرابلس توترا أمنيا واحتقانا بين كتائب مسلحة سرعان ما يتطور إلى اشتباكات تنهيها جهود المصالحة وحكماء وأعيان المدن المجاورة.

الصراع تطور بدخول المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المدعوم من الأمم المتحدة إلى العاصمة طرابلس في نهاية مارس/آذار، العام الماضي، من صرعات وعداءات عارضة إلى صراع نفوذ على مناطق ومواقع في العاصمة حيث تُدار ليبيا.

أطراف الصراع

وتنقسم تلك الكتائب إلى جزئين منذ دخول الحكومة المعترف بها دوليا؛ إلى كتائب موالية لحكومة الوفاق وأخرى معارضة لها. وتتمسك حكومة الإنقاذ المدعومة من المؤتمر الوطني العام الجسم التشريعي السابق الذي لم يسلم السلطة للحكومة الجديدة علاوة على تشبثه ببعض الوزارات والمقرات في العاصمة.

وبرز هذا الصراع مع دخول أعضاء الرئاسي حيث حشدت تلك القوات وكانت هناك إمكانية للدخول في صراع مسلح إلا أن جهودا اجتماعية نجحت في تأجيل الصراع إلى عدة أشهر ليندلع في بؤر توتر العاصمة حيث مقرات ومناطق نفوذ بعض الكتائب.

التبعية الإدارية

وتتبع كل تلك الكتائب قانونيا وإداريا الجهات الرسمية الحاكمة في العاصمة طرابلس، سواء أكانت وزارة الدفاع، أو الداخلية، ويتقاضى منتسبوها رواتبهم من تلك الجهات، إلا أن الولاءات لأشخاص يقودون تلك الكتائب ومعظمهم ليس له صفة عسكرية أو أمنية.

كتائب حكومة الوفاق

وتشكل الكتائب الموالية لحكومة الوفاق تحالفا متماسكا ونوردها بالأسماء المتعارف عليها في الشارع الطرابلسي.

كتيبة التاجوري

وتعرف بكتيبة ثوار طرابلس سابقا، ويقود هذه الكتيبة شخص مدني يدعى هيثم القبائلي، وهو شهير باسم هيثم التاجوري، و للكتيبة عدة مقرات بالعاصمة طرابلس وتعد قوة كبرى وتكاد تكون الأقوى في طرابلس من حيث عدد الآليات والأفراد.

إداريا تتبع هذه الكتيبة وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني ويطلق عليها الفرقة الأمنية الأولى بالإدارة العامة للأمن المركزي طرابلس، وهي منخرطة في لجنة الترتيبات الأمنية التي ساهمت في دخول حكومة الوفاق إلى طرابلس في أبريل/نيسان الماضي من عام 2016.

ووفقا لمراقبين فإن معظم أفراد الكتيبة من مدينة طرابلس وليس لهم أي توجه فكري.

كتيبة غنيوة

وتعرف سابقا باللجنة الأمنية أبوسليم، ويقود هذه القوة شخص مدني يدعى عبدالغني الككلي وشهير بغنيوة. الكتيبة تتمركز في منطقة أبوسليم جنوب غرب العاصمة طرابلس وتصنف بين القوى الكبرى في العاصمة ولديها آليات ثقيلة، وينخرط في صفوفها عسكريون محترفون من بقايا كتائب القذافي الأمنية وتعرف إداريا بالأمن المركزي فرع أبوسليم.

وتروي مصادر أن الككلي عرض مبالغ مالية وراتب مجزية لأفراد الكتائب الأمنية نظير الإنخراط في صفوفه.

وللكتيبة عداوات سابقة مع مدينة الزنتان التي كانت قواتها المسلحة تتمركز في مطار طرابلس الدولي قُبيل عملية فجر ليبيا التي أطلقتها قوات من مصراتة وأخرجت الزنتان من العاصمة في يوليو 2014.

وتتغير مواقف الكتيبة بتغير المعطيات على الأرض، مثلها كمثل كتيبة التاجوري، وكان للكتيبتين علاقة متينة مع المؤتمر الوطني العام، قبل دخول حكومة الوفاق الوطني إلى طرابلس، وكلا القوتان تلقيا دعما من المؤتمر وحكومة الإنقاذ.

قوة الردع

قوة الردع الخاصة وتتبع إداريا لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني، إلا أن الولاء للهيكل التنظيمي للكتيبة التي تتخذ من قاعدة معيتيقة الجوية مقرا لها، لآمر الكتيبة عبدالرؤوف كارة، الذي ينتمي للتيار السلفي المدخلي.

معظم منتسبي الكتيبة من منطقة سوق الجمعة، وقيادات الصف الأول في الكتيبة من تابعي التيار السلفي المدخلي. وللكتيبة تأييد شعبي في مناطق نفوذها بعد حملات شنتها على تجار المخدرات وعصابات السطو المسلح، إلا أن أطرافا أخرى تتهم الكتيبة بموالاة اللواء المتقاعد خليفة حفتر في شرق البلاد، بسبب حملة اعتقالات واحتجاز شنتها بمطار معيتيقة في حق مقاتلين من مجلس شورى ثوار بنغازي وعدد من نازحي مدينة بنغازي في طرابلس .

ويرى مراقبون أن ما يحرك قوة الردع هو الإنتماء للفكر المدخلي، وتلقي الكتيبة لتعليمات من شيوخ هذا الفكر، عوضا عن أن أي عملية اعتقال تجري في مدينة أخرى في حق أي من نازحي مدينة بنغازي يتم تسليم المعتقل إلى سجن الردع بقاعدة معيتيقة الذي يعج بالمئات من المعتقلين.

كتيبة النواصي

وكلفت ضمن لجنة الترتيبات الأمنية لدخول حكومة الوفاق ولها قوة كبرى ومعظم منتسبيها من مدينة طرابلس، وهي قريبة من وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني عارف الخوجة، ويطلق عليها إداريا “الإدارة العامة للأمن المركزي فرع شمال طرابلس”.

ولم تشارك كتيبة النواصي في الاشتباكات التي دارت مؤخرا بين كتائب الوفاق وكتائب الإنقاذ في منطقة أبو سليم، إلا أنها ساهمت بقوة في السيطرة على بعض الوزارات والمقرات بغية تمكين حكومة الوفاق الوطني في العاصمة.

وكتائب النواصي وغنيوة والتاجوري جميعها تتبع إدارة الأمن المركزي طرابلس التي يترأسها العقيد عمر الخضراوي، إلا أن سلطته على تلك الكتائب لا تتعدى الأوراق الرسمية لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق.

كتيبة البوني

كتيبة صغيرة مقارنة ببقية الكتائب الموالية للحكومة وتتمركز في مطار معيتيقة الدولي، وتعرف بكتيبة أمن المطار، وهي تابعة لرئاسة الأركان الجوية بوزارة دفاع حكومة الوفاق، ومعظم منتسبيها من منطقة سوق الجمعة وتاجوراء شرقي طرابلس.

وتتقاسم الكتيبة منطقة سيطرة قوة الردع الخاصة وهي قريبة من موقفها، إلا أنه ليس للكتيبة توجه ديني أو نشاط أمني وعسكري خارج قاعدة معيتيقة الجوية ويقود الكتيبة الصادق التركي.

وهناك كتائب أخرى موالية لحكومة الوفاق، كفرسان جنزور، التي تتمركز أقصى شرق طرابلس. والقوة الوطنية المتحركة، إلا أنهما لم تشاركا في الصراعات الدائرة حول السيطرة على بعض المواقع في طرابلس أيضا هناك كتائب صغيرة مقارنة بالمذكورة، ولا تشكل أهمية كبرى في الصراع.

كتائب موالية لحكومة الإنقاذ

وتنتشر الكتائب الموالية لحكومة الإنقاذ المدعومة من المؤتمر الوطني العام في معظم أنحاء طرابلس، إلا أن جزءا كبيرا من هذه الكتائب الداعمة لحكومة الإنقاذ من خارج العاصمة طرابلس، وبالتحديد من مصراتة ونجمل هذه القوة.

الحرس الوطني

وهو جهاز أُعلن عن تشكيله مؤخرا يضم تحالفا من كتائب الثوار الذين ساهموا في الإطاحة بنظام معمر القذافي، ويقود قوة الحرس الوطني ضابط بالجيش الليبي من مدينة مصراتة يدعى محمود الزقل .

المنخرطون في هذه القوة من عدة مدن، إلا أن مدينة مصراتة تشكل الثقل الأكبر بينها.

القوة شكلت بناء على قرار سابق صدر عن المؤتمر الوطني العام، بشأن ضم كتائب الثوار للدولة عقب إنتهاء المدة الزمنية لقوات درع ليبيا.

القوة تدين بالولاء لحكومة الإنقاذ الوطني والمؤتمر الوطني العام، وتعارض حكومة الوفاق، إلا أن معظم الكتائب المنخرطة في القوة لها ارتباطات إدارية بإدارات في وزارة الدفاع والداخلية كإدارة أمن المرافق ومكافحة الهجرة والمخابرات وغيرها.

كتيبة البركي

وهي كتيبة تتمركز بمنطقة أبو سليم في العاصمة طرابلس، بين صفوفها توجهات مختلفة و جزء كبير من منتسبيها يحملون الفكر السلفي العلمي القريب من دار الإفتاء الليبية في طرابلس. سُميت بكتيبة البركي نسبة إلى مؤسس الكتيبة صلاح البركي الذي قتل في اشتباكات عملية فجر ليبيا عام 2015، ويخلفه شقيقه في قيادة الكتيبة.

وتنتمي إداريا لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني، إلا أنها تبعية اسمية فقط، وتعد الكتيبة من أهم الكتائب المسلحة المشاركة في الاشتباكات التي اندلعت مؤخرا في أبوسليم، والمحرك الرئيسي للصراع بين الكتائب الموالية لحكومة الوفاق وكتائب حكومة الإنقاذ.

لواء الصمود

تحالف من كتائب من طرابلس ومصراتة ومناطق غرب طرابلس إضافة إلى مجموعات مسلحة، تأسس في منتصف يونيو 2015، يقوده الطيار المتقاعد وعضو المؤتمرالوطني العام المستقيل صلاح بادي، وهو أول من أطلق عملية فجر ليبيا التي أخرجت كتائب محسوبة على مدينة الزنتان من العاصمة طرابلس في 2014.

بادي يقول في تصريحاته لوسائل الإعلام إن مهمة اللواء المكون من سبع كتائب تتمثل في تأمين العاصمة ويعد اللواء مؤثرا في المشهد العسكري وهو أول قوة عسكرية كان لها تحركات معارضة لدخول حكومة الوفاق إلى طرابلس.

القوة الوطنية المتحركة

هي كتائب شاركت في الإطاحة بنظام القذافي عام 2011 و يشكل الأمازيع المكون الأكبر في هذه الكتائب خصوصا مناطق جادو وكاباو في جبل نفوسة غرب ليبيا ويقودها عادل غلاوس وشهير بعادل شيتا .القوة تابعة لوزارة الدفاع وتتمركز في منطقة غوط الشعال غربي طرابلس قائد القوة معتقل لدى قوة الردع الخاصة لاتهام الأخير له بالضلوع في قضايا جنائية.

القوة الوطنية المتحركة كانت مشاركا قويا في عملية فجر ليبيا منذ بدايتها إلا أن لها عداوات مع كتيبة فرسان جنزور القريبة منها جغرافيا والموالية لحكومة الوفاق الوطني أيضا لديها عداوات مع قوة الردع الخاصة الموالية للوفاق أيضا وربما من هنا يتضح موقفها المعارض لحكومة الوفاق الوطني.

كتيبة الإحسان

كتيبة الإحسان تابعة لوزارة الدفاع تبعية اسمية ككل ما سبق ذكره يقودها طارق درمان المحسوب فكريا على الجماعة الإسلامية المقاتلة إلا أن السواد الأعظم من مقاتلي الكتيبة لا يحملون منهجا فكريا وبينهم منتمون لعدة مدن من طرابلس وبنغازي ودرنة ومصراتة ويتخذون من غابة فندق النصر بمنطقة باب بن غشير مقرا لهم وعادة ماتحدث بينهم وبين تحالف كتائب الوفاق اشتباكات بين الفينة والأخرى.

 

الأمن الرئاسي

الأمن الرئاسي قوة مكلفة من المؤتمر الوطني العام بتأمين المقار التابعة لوزارة الداخلية ويقودها محمد دمونة ومعظم أفراد القوة من مدينة مصراتة وشاركت في أحداث أبو سليم الأخيرة .

قوة شيريخان

قوة مكونة من كتائب الثوار الذين شاركوا في حرب 2011 وفي عملية البنيان المرصوص بسرت. معظم منتسبي القوة من مدينة مصراتة وإداريا هم خاضعون لسلطة الداخلية شكليا، ويقود القوة محمود بعيو الشهير بشيريخان.

لهذه القوة عداوات في مناطق نفوذها جنوب طرابلس -عين زارة صلاح الدين وادي الربيع طريق المطار-وتتكرر بشكل شبه يومي الاشتباكات المسلحة بينها وبين كتيبة التاجوري وقوات غنيوة.

كتائب في تاجوراء

هناك كتائب في تاجوراء مؤيدة لحكومة الإنقاذ وتستمد قوتها من حاضنة شعبية عريضة بتاجوراء تسير في نفس الاتجاه وتستمد قوتها من عميد بلدية تاجوراء حسين بن عطية وهو ما دعى رافضي حكومة الوفاق إلى نقل خيمة اعتصامهم إلى تاجوراء في فترة من الفترات.

أيضا أصبحت تاجوراء مكانا آمنا بالنسبة للنازحين من أهالي بنغازي في طرابلس الذين يتهمون قوة الردع الخاصة بملاحقتهم لقربهم من مجلس الشورى، بينما يتهمهم الردع بالانتماء لتنظيم الدولة.

وتتحين كل تلك المجموعات الفرصة لفرض حكومتها على حساب الأخرى وتتخذ مواقعا ومناطق نقوذ داخل العاصمة وتغذي الحكومات كل الأطراف.

وعلى الرغم من التوترات التي تظهر للعيان على هيئة اشتباكات أو مناوشات متقطعة بين الفينة والأخرى جراء احتجاز أحد عناصر تلك المجموعات من قبل مجموعة أخرى ، إلا أن عددا من المراقبين القريبين من المشهد الأمني في طرابلس يستبعدون أن يتطور هذا الصراع إلى حرب طاحنة كتلك التي في بنغازي، فيما يرى آخرون أن ذلك غير مستبعد.

التدوينة صراع نفوذ بين حكومتين..من يسيطر على العاصمة الليبية طرابلس؟ ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.



0 التعليقات على “صراع نفوذ بين حكومتين..من يسيطر على العاصمة الليبية طرابلس؟”

إرسال تعليق